الحديدة.. سكان يصطلون بصيف لاهب وغياب الكهرباء ومدينة منكوبة بالمليشيات والمتاجرة بالمعانأة


يمن الغد / تقرير – خاص
تعيش الحديدة صيفا لاهبا ويعاني ابناء محافظة الحديدة الساحلية (غرب اليمن) جراء انقطاع الكهرباء عن المدينة التي تشهد أزمة إنسانية دفعت العديد من الناشطين لاطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي للتضامن مع سكان المدينة المنكوبة بسيطرة مليشيا الحوثي الارهابية عليها ، وحرمان سكانها من خدمة الكهرباء رغم المليارات التي تتدفق الى جيوب قادة الكهنوت الامامي من المحافظة الساحلية ومينائها، الا ان الجماعة الارهابية تنهب الايرادات وتتاجر بمعاناة السكان ، الذين يعيشيون ظروفا مأساوية جراء الطاعون الحوثي ، والصيف القائض.
وطالب ناشطون يمنيون، بتحرك عاجل لانقاذ سكان مدينة الحديدة المعطلة منذ سنوات، من الأوبئة المتفشية جراء ارتفاع درجات الحرارة.
وتداول ناشطون واعلاميون وسياسيون صوراً لطلاب بالمدارس ومرضى في المستشفيات وهم شبه عراة، بعد أن نزعوا ما يغطي الأجزاء العلوية من أجسادهم بسبب الحر الشديد، وصور أطفال تنتشر على أجسادهم البثور الناتجة عن ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة، وصور لآخرين ينامون خارج بيوتهم بحثاً عن نسمة باردة.
والحل المطلوب من مليشيا الحوثي – بحسب النشطاء – هو قيامها بتوفير مادة المازوت وتشغيل الكهرباء الحكومية في عموم محافظة الحديدة، من واقع صندوق دعم الكهرباء والأموال التي فرضوها على كل لتر وقود 8 ريالات، أو طرد 5 ريالات يدخل ميناء الحديدة.

تهامة الجريحة:

وتحت عنوان “تهامة الجريحة” كتب الدكتور محمد العامري – المستشار الرئاسي في الحكومة الشرعية ورئيس الهيئة العليا لحزب الرشاد : قائلا : ” أوائل أهل اليمن إسلاماً ، وأسرعهم إجابة ، وفيهم يقول عليه الصلاة والسلام : هم منّي وأنا منهم ، وهم أرق أفئدة وألين قلوباً ، تهامة السهول ، والحقول ، والوديان ، والبحار ، الأرض والإنسان ، على حد سواء”.


وأَضاف : “كل شئ فيها مستباح من قبل عصابة إيران الحوثية ، الموانئ ومواردها منهوبة ، والأراضي منكوبة ومسلوبة ، وفوق ذلك ظلم لأهلها وقهر لأبنائها ، دون وازع من دين أو ضمير ، أو رقيب أو حسيب ، ومجتمع دولي لا يرى فيها إلا تقديم العون لجلادها وتسهيل الموارد لمحتلها والمعتدي عليها ، وطاب الحكومة الشرعية بالتحرك للتخفيف عن السكان هناك وقال: “لاكهرباء ونهب لصندوق دعمها ، ولاماء ولاخدمة ولا غذاء ولاصحة ولا تعليم ولادواء ، وفي كل حال لايجوز تركها ، وعلى الحكومة الشرعية بذل كل السبل للتخفيف من معاناة أهلها ، لك الله ياتهامة وغداً ستنعمين بحريتك وسائر أهل اليمن معك ، ألا إنّ نصر الله قريب”.

مدينة منكوبة:

الفنان عمار العزكي كتب على حائطه بموقع “فيسبوك” قائلا: “في أيام عيد الفطر سافرت انا واصدقائي الحديدة، استمتعنا فيها وبطيبة اهلها وكرمهم، الا ان الاجواء كانت لا تطاق بسبب الحر، كانت بداية دخول موسم الصيف ..
وأضاف : “قلت في نفسي كيف بيكون الحر في وسط الموسم وكيف الناس هنا بفقرهم واوضاعهم يتعاملوا معاه!؟.


واختتم بالقول : “والحديده حالياً منكوبه، ويجب ان نقف يد واحده لتخفيف معاناتهم #الحديده_تموت”.
الناشط محمود العتمي طالب بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة بإتخاذ خطوات جادة تمنع الحوثي من استغلال الكهرباء للإثراء وتمويل الحرب وإعادة التعرفة الحكومية 7 ريال بدلا عن 250 و400 ريال التي تذهب إلى جيوب قادة الانقلاب.
مشيرا الى ان الكهرباء حق إنساني واستغلاله عسكريا يعد جريمة حرب.

متاجرة حوثية:

من جانبه اوضح الناشط راشد معروف ان أبناء الحديدة يموتون من الحر والحوثي يتاجر بمعاناتهم بكل موسم ويتعمد تعطيل كهرباء الحديدة
ويقوم بتشغيل مولدات تجارية بأسعار باهضة لايستطيع عليها أغلبية المواطنين ويموتون حرا داخل بيوتهم، داعيا الجميع الى التضامن معهم وايصال صوت المظلومين للرأي العام الدولي.
واضاف : اليوم أبناء تهامة يدعونكم للتضامن معهم ونشر معاناتهم”.
اما الاعلامي احمد غازي فوضع الراي العام المحلي في حقيقة وضع الكهرباء بالمدينة التي تصطلي بالصيف القائض حيث اوضح ان سعر كيلو وات الكهرباء في عاصمة المدينة الحديدة ب 250 ريال داخل المدينة و400 ريال خارجها وتشتغل باليوم 3 ساعات تقريبا (عملة قديمة)/ بينما في عدن الكيلووات ب 7 ريال وتشتغل 7 ساعات باليوم تقريبا (عملة جديدة)، اي ان قيمة كيلو واحد في الحديدة 400 ريال بتحصل على ما يزيد عن 114 كيلو في عدن
في عدن ، 114 كيلو = 798 ريال عملة جديدة في الحديدة ، 114 كيلو = 45600 ريال عملة قديمة
المذيعة حنان فازع اكتفت بالدعاء لسكان الحديدة، قائلة : “اللهم بردًا وسلامًا على أهل الحديدة .. لا إغاثات ولا منظمات ولا حقوق ولا هم يحزنون الرحمة بأطفالها وأهلها من الحر الشديد والأوبئة من عندك يارب.

أمراض وقيض:

ويعاني أبناء الحديدة كل صيف، بسبب ارتفاع درجات الحرارة ونسبة الرطوبة، في ظل انقطاع الكهرباء العمومية لساعات طويلة، كحال أغلب المحافظات، وارتفاع أسعار الكهرباء التجارية، وحتى تكلفة الطاقة الشمسية التي تعجز عشرات الأسر عن توفيرها.
وتظهر نتيجة اشتداد الحرارة بعض الأمراض التي يعاني من السكان، منها جفاف الجلد، وضربة الشمس، والطفح الجلدي، والإغماء، وصعوبة التنفّس بخاصة لدى كبار السن، حيث ترتفع درجة الحرارة في الحديدة خلال الصيف إلى نحو 45 درجة مئوية، وتتراوح نسبة الرطوبة العالية بين 70 و85 مئوية.
وحمّل النشطاء البعثة الأممية بمحافظة الحديدة مسؤولية معاناة سكان هذه المحافظة؛ لأنها تخلت عن دورها المنصوص عليه في اتفاق ستوكهولم، الذي لو قامت به على أحسن وجه، لانعكس إيجابيا على معيشة السكان. حدقولهم.
ووفقا للنشطاء فإن مدينة الحديدة تحتاج إلى 30 ميجا وات فقط من الكهرباء وهي ضرورة ملحة للعيش، حيث تصل فيها درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية ومع الرطوبة تصبح الحياة لا تطاق حتى تكاد تنتظر صعود الروح.

Exit mobile version