“بيدق” الحوثي لنسف هدنة اليمن.. يحيى الرزامي يتوعد بفتح مقابر لا معابر

منذ انطلاق مسيرة الدم الحوثية كان الرزامي الأب والابن قتله مأجورين عٌلقت على رقابهم جرائم مروعة بحق الجيش اليمني وأفراد الأمن وأبناء القبائل في صعدة وبقية المحافظات..


لم يكن مبعوث الأمم المتحدة لليمن غادر صنعاء بعد تقديم مقترح لرفع الحصار عن تعز، حتى هددت مليشيات الحوثي بفتح “مقابر لا معابر”.
ورد التهديد الحوثي على لسان رئيس فريقها في محادثات الأردن القيادي يحيى الرزامي الذي دفعت به المليشيات كـ”بيدق إيراني” إلى واجهة المشهد السياسي.
وعاد الرزامي إلى صنعاء رافضا التوقيع على مسودة أممية لفتح 5 طرق بما فيه طريق حيوي إلى مدينة تعز.
وانتهت المحادثات التي رعاها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ لرفع حصار تعز دون إحراز أي تقدم، إذ تمسك الرزامي باشتراطات الحوثي ليتدخل المبعوث في محاولة إنقاذ الموقف عبر زيارة صنعاء لبحث مقترح فتح الطرق، لكنه سرعان ما غادرها خالي الوفاض.

والرزامي هو قائد ما يسمى “محور همدان” الذي يسمى أيضا بـ”كتائب الموت” التابعة عملياتيا وعقائديا لوالده المتطرف “عبدالله عيضة الرزامي” الذي يعتبر من مؤسسي النواة الأولى ورفيق حسين الحوثي في دراسته في مدينة “قم” الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي.

بيدق الحوثي:

ويكتسب الرزامي “الابن” نفوذه من “الأب”، وهو أكبر قيادي حوثي متطرف وينحدر من قبائل صعدة ولا ينتمي للأسر الهاشمية التي تتبنى النسل المقدس.

ويؤكد نهج الرزامي الابن، أنه يسير على خطى والده في إخلاصه للمليشيات الحوثية، ونجاح الاثنين معا في أن يصبحا “قتلة مأجورين يتزعمان عصابة دموية تمارس جرائم حرب وجرائم بحق الإنسانية لخدمة الانقلاب والحرس الثوري الإيراني”.

تستخدم المليشيات الحوثية، يحيى الرزامي كبيدق للمهام الإجرامية وتكلفه بتنفيذ جرائم وعمليات وحشيه بحق المدنيين خدمة لمشروعها التوسعي رغم أنه ليس محسوبا سلاليا على الحوثيين الذين يعتبرونه “أقل مكانة ونسبا”.

وخلال مسيرة الدم الحوثية التي بدأت من أول حروب صعدة عام 2004، كان الرزامي الأب ونجله الحالي يحيى قتله مأجورين عٌلقت على رقابهم جرائم مروعة بحق الجيش اليمني وأفراد الأمن وأبناء القبائل في محافظة صعدة.

وتشير شهادات يمنية وثقت بدايات تفجير الحوثيين لحرب صعدة أن مؤسس المليشيات الصريع “يحيى الحوثي”، استخدم عبد الله الرزامي لإعلان أول حرب على الجيش اليمني في صعدة.

وتوضح الشهادات المنشورة أن يحيى الرزامي ووالده كانا أول من أعلن الصرخة الحوثية، وهي شعار الخميني الذي أطلقه خلال الثورة الإيرانية، ما مثل أول إعلان عن المشروع الإيراني في اليمن.

وتولى يحيى الرزامي الذي يقود حاليا ما يسمى محور “همدان العسكري” الحدودي مع السعودية مع آخرين، إعلان الصرخة الحوثية داخل مساجد صنعاء ومنها الجامع الكبير عام 2004 ليظهر بجلاء تفانيه الكبير في خدمه المليشيات ومشروعها الطائفي المدمر باليمن.

كما عمل “الرزاميون”، كما يطلق عليهم قادة الحوثي، حراسا لحماية مؤسس المليشيات الحوثية وعائلته وآل الحوثي جميعا، إذ حول عبد الله الرزامي قبيلته الكبيرة همدان في صعدة لحماية متطرف طائفي صنع مشروعا تدميريا أدخل اليمن نفقا مظلما منذ عقدين

معسكر الأنوار المحمدية:

مصادر قبلية وأمنية أكدت أن عدد قتلى “آل الرزامي” يقدر بالمئات دفاعا عن المليشيات منذ بداية حروب صعدة.

ووفقا للمصادر، فإن “آل الرزامي أسسوا معسكرا طائفيا باسم الأنوار المحمدية وذلك للدفاع عن الحوثي، وقتل في وقت مبكر من الحروب، كل من تم تدريبهم داخل هذا المعسكر”.

وتضيف المصادر “يواصل الجيل الثاني من أبناء الزرامي مهمة الموت دفاعا عن زعماء مليشيات الحوثي وقادتها الإرهابيين”.

ويملك آل الزرامي عقيدتهم الخاصة داخل أجنحة المليشيات العسكرية، حيث يرفضون الاعتراف بمصرع زعيم ومؤسس الحوثيين، حسين الحوثي في عام 2004، ويؤمنون بفكرة أنه “رفع إلى السماء وسيعود وهو المهدي المنتظر، ولهم معتقدات غريبة أخرى يعتنقها ويغذيها الرزامي الأب لأتباعه”.

مهمة الأب إلى الابن:

يرى قيادي سياسي رفيع في صنعاء، فضل عدم الكشف عن هويته، أن اختيار زعيم المليشيات، للمدعو يحيى الرزامي رئيسا لممثليه في مفاوضات رفع حصار تعز، كان “مقدمة لرفض أي حلول تطرح أو مطالب يتم مناقشتها حول تعز”.

وأوضح القيادي اليمني لـ”العين الإخبارية”، أن مليشيات الحوثي لا تعتبر يحيى الرزامي ممثلا مباشرا لها وذهبت لتوصيف الفريق الذي خاض محادثات الأردن بأنه “وفد وطني” كيافطة عريضة لتستطيع التنصل مما يوقع عليه الرجل الذي رفض الاتفاق أو حتى مناقشه مقترح المبعوث الأممي حول فتح 5 معابر إلى مدينة تعز.

وكشف أن “الرزامي الأب كان يمثل المليشيات في مفاوضات وقف حروب صعدة، وذلك لكي ترفض لاحقا ما وقع عليه، ومن ذلك اتفاق رعته دولة إقليمية وكان مقررا أن يغادر بموجبه عبد الملك الحوثي وعبد الله الرزامي صعدة إلى خارج اليمن والعودة بعد إعادة تطبيع الأوضاع في المحافظة وإنهاء مظاهر الحرب عام 2004”.

وأكد أن الرزامي “فصيل يقاتل تحت راية الحوثي كعصابة قتل مدفوعة الأجر، وقادتها ليسوا دعاه سلام”، مضيفا “ظهور الرزامي مع فريقه في الأردن بالزي العسكري كان رسالة واضحة بأن لغة القوة والحرب هي ما تفهمها هذه العصابة الأكثر التصاقا بالحرس الثوري”.

نسف السلام:

ليست هذه المرة الأولى التي ينسف فيها الرزامي السلام، ففي عام 2016 وخلال مفاوضات وقعت عليها مليشيات الحوثي، رفضت مجاميع الرجل التقيد بالتهدئة ونفذت هجمات إرهابية على الحدود السعودية – اليمنية.

وفي ذلك الوقت، تبنت المليشيات الحوثية موقفا يفيد بأن هذه الهجمات نفذتها مجاميع قبلية تابعة لـ”آل الرزامي” وليست منضوية تحت جناحها العسكري، وأنها لا تملك النفوذ الكافي لإيقاف خرق الهدنة، وفقا للقيادي اليمني.

وأدى ذلك في نهاية المطاف لنسف جهود التهدئة واشعال الحرب مجددا، ليتولى”الرزامي الأبن” تسعير الحرب فيما تحول والده إلى “أب روحي” لحشد أتباع جدد بنهج طائفي متطرف يماثل إلى حد كبير الكيانات الإرهابية.

وتشهد اليمن هدنة إنسانية بدأت في 2 أبريل/ نيسان وتنتهي في 2 أغسطس/آب المقبل، لكن خبراء قالوا إن الحوثيين يسابقون الزمن في استثمارها لصالح حشد المقاتلين وترتيب الصفوف عسكريا وتحديث ترسانة السلاح عبر التهرب استعدادا لجولة حرب جديدة.

Exit mobile version