الإقتصاد والمالالحديدةالحوثي جماعة ارهابيةانتهاكات المليشياتمحلياتناقلة النفط صافر

خزان صافر.. سيناريوهات الكارثة وأبرز المخاطر المتوقّعة في ظل تعنت الحوثيين

يتوقّع الخبراء انفجار وشيك لخزّان صافر الذي يقع على بعد 4.8 ميلًا بحريًا من شاطئ رأس عيسى اليمني في البحر الأحمر، بسبب رفض مليشيات الحوثي كل المبادرات والمناشدات والتحذيرات الصادرة عن الجهات ذات العلاقة خلال الفترة الماضية بما فيها الوساطات المحلية والدولية والأممية التي تدخلت من أجل إقناعها بالسماح للفرق الفنية الأممية لإجراء أعمال الصيانة اللازمة للخزان.

ويعد خزان صافر النفطي ثالث أكبر ميناء عائم في العالم لتخزين النفط بسعة تبلغ ثلاثة ملايين برميل، ويبلغ طوله 360 مترًا وعرضه 70 مترًا، ويحتوي حالياً على مليون و140 ألف برميل من النفط الخام، ولم يتعرّض للصيانة الدورية منذ العام 2015 إثر سيطرة الحوثيين على محافظة الحديدة وموانئها الثلاثة.

وتحت ضغط المخاوف من الكارثة المرتقبة أطلقت الأمم المتحدة في مايو الماضي، بالتعاون مع هولندا، حملة لجمع تبرعات لتنفيذ الخطة التشغيلية المنسقة من قبل الأمم المتحدة للتصدي لخطر الانسكاب النفطي من خزان النفط صافر.

لكن تلك التبرعات لم تصل إلى الهدف المنشود وهو 80 مليون دولار لنقل 1,1 مليون برميل من صافر إلى ناقلة أخرى مؤقتة، وكانت أحدث التبرعات قادمة من المملكة العربية السعودية التي أعلنت تقديم 10 مليون دولار للمساهمة في إنقاذ الخزان العائم.

وكان ديبلوماسي أوروبي قال لوكالة الأسوشيتد برس في وقت سابق، إن الحوثيين يتعاملون مع السفينة على أنها بمثابة سلاح نووي رادع يمتلكونه في حال بدأت قوات الجيش استكمال تحرير محافظة الحديدة. مشيراً إلى أنهم يقولون ذلك بصراحة أمام الأمم المتحدة، كأمر يتمسكون به ضد المجتمع الدولي إذا ما تعرضوا لهجوم”.

وأوضح الديبلوماسى الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، أن الحوثيين كانوا يطالبون في البداية بملايين الدولارات مقابل النفط المخزن في الناقلة.. في الوقت الذي ينتقد العديد من الخبراء موقف الأمم المتحدة وتعنت المتمردين الحوثيين وفشل الجانبين في فهم حجم الأزمة مع السفينة المهجورة فهماً كاملاً.

وحول مخاطر بقاء النفط على الخزان العائم، توقّه خبير ومتخصص نفطي (فضّل عدم كشف هويّته)، عدّة سيناريوهات، أوّلها “إمكانية استمرار التآكل بفعل الصدأ وحدوث انهيار لأي جزء من جوانب أي من الخزانات المملوءة بالنفط وبالتالي تسرب محتواه إلى البحر”.

والسيناريو الثاني، وفقاً لما نقله “المصدر أونلاين” عن الخبير، هو انفجار الخزّان “في ظل انعدام الغاز الخامل للحماية من اشتعال النفط داخل الخزانات أصبح النفط يعلوه مزيج من الأوكسجين وغازات هيدروكربونية وغيرها وعليه فإن أي شرر ولو بسيط في ظروف جوية معينة في محيط ذلك المزيج سوف يؤدي إلى اشتعال النفط وانفجار الخزان العائم”.

وسينجم عن ذلك، وفقاً للخبير النفطي، تسرب محتوى الخزان بالكامل إلى البحر “محدثاً تلوثاً نفطياً قد يصل إلى أكثر من أربعة أضعاف أسوأ كارثة تلوث نفطي حصلت في التاريخ حتى اليوم من حيث الأضرار البيئية ( حادثة Exxon Valdez إكسون فالديز 1989 في خليج المكسيك حيث تسربت 260,000 برميل من النفط) وذلك في البحر الأحمر الذي يصنف من البحار المغلقة وهو ما يزيد من خطورة آثار التلوث على البيئة”.

مضيفاً: “هذا طبعاً علاوة على احتمال فقدان كل من سيكون حينها على متن الخزان العائم “صافر” من أفراد الطاقم”.

ويتمثّل السيناريو الثالث، في “إصابة الخزان العائم بقذيفة من أي جهة جراء الصراع الدائر على مقربة منه مما سينتج عنه انفجار وتسرب كل محتواه من النفط كما سلف في الفقرة السابقة” بحسب ما ذكره الخبير النفطي لـ”المصدر أونلاين”.

وأخيراً، يتوقع الخبير أن “تسرب مياه البحر إلى غرفة المحركات (كما حصل مؤخراً وتمت السيطرة عليه بصعوبة بالغة وما كل مرة تسلم الجرة) وعدم قدرة الطاقم على السيطرة عليه مما سيؤدي إلى غرق مؤخرة الخزان العائم وارتفاع مقدمته مع ما يرافق ذلك من ارتفاع الإجهاد على الأجزاء المختلفة للخزان العائم ونقطة الارتكاز الأحادية وهو ما يصعب التنبؤ بنتائجه والتي قد تكون أيضا كارثية”.

وتطلق الحكومة اليمنية تحذيرات مستمرة من خطر صافر، وجهت بعضها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أكدت فيه أن “وضع السفينة أصبح اليوم في غاية الخطورة أكثر من أي وقت مضى ما قد يؤدي إلى غرق أو تسريب أو انفجار الخزان في أي لحظة”.

ودعا أحد الخطابابات التحذيرية “الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تحمل مسئوليتهم القانونية والأخلاقية والضغط على الحوثيين للسماح على الفور ودون تأخير أو شروط مسبقة بوصول الفريق الفني من الأمم المتحدة لإجراء عملية التقييم والصيانة اللازمة وتفريغ كميات النفط المخزنة قبل حدوث واحدة من أكبر الكوارث البيئية والاقتصادية في الإقليم والعالم”.

زر الذهاب إلى الأعلى