اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةتقاريرمحلياتملفات خاصة

حين تتحدث المأساة على الأرصفة.. عمالة الأطفال في اليمن القضية المنسيَّة

يمن الغد/ تقرير _ خاص


بين الأحداث المتصاعدة جراء اشتعال الحرب في اليمن ووسط زخم الانتهاكات التي ترتكبها المليشيا، تبدو قضية عمالة الأطفال في هذا البلد المنهك شبه مغيبة في يوم العالمي رغم انها اكثر إنسانية ومأساوية..

وقود للحرب:


يهل علينا اليوم العالمي لمناهضة عمل الأطفال والذي يصادف الثاني عشر من يونيو من كل عام، وأطفال اليمن يواجهون أسوأ ما تمر به البلاد من ظروف، ويتعرضون لأبشع استغلال في ظله صاروا وقودا للحرب المشتعلة منذ سنوات سبع.
ربما لا تقف الظروف التي يواجهها أطفال اليمن عند تدني مستوى دخل الفرد وانعدام فرص العمل وارتفاع الأسعار، ولا تنتهي عند انهيار العملة المحلية؛ نتيجة استمرار الحرب، ليجد الأطفال أنفسهم أمام البحث عما يعينهم على استمرار الحياة، مقتحمين سوق العمل مبكرًا، وتاركين مقاعد الدراسة في مقابل الالتحاق بأعمال شتى لا تتحملها قدراتهم البدنية والجسمانية.


تشدد الناشطة في المجال الإنساني جميلة الخيلي لدى حديثها ليمن الغد، على ضرورة أن نجعل من هذا اليوم محطة لأخذ الدروس والعبر ، والعمل يدا بيد لحماية اطفالنا من ” اسوأ اشكال عمل الاطفال “.
وطالبت المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع خاص وأرباب العمل لتوفير الظروف الملائمة لعودة الأطفال الى مقاعد الدراسة.
من جهته شدد الناشط محمد الحسني على ضرورة الضغط على أطراف الصراع للبدء الفوري بتسريح الألالف من معسكرات التدريب وجبهات القتال ، واعادتهم إلى المدارس.

المأساة تتكلم:


في المدن اليمنية، المأساة تتكلم على الجولات والأرصفة فلا تكاد تمر بجولة أو إشارة مرور إلا وتجد الأطفال الباعة منتشرين على الأرصفة وعلى جوانب الطرق؛ مشاهد مؤثرة تحكي مأساة من مآسي الوطن المكلوم.
أطفال في مقتبل العمر يواجهون ظروفًا شاقة ومآلات مجهولة، يؤكد وزير الشؤون الإجتماعية والعمل الدكتور محمد الزغروري ان الأطفال باليمن من أكثر الفئات المعرضة للانتهاكات والبؤس والحرمان ، والإستغلال.


وتشير منظمة العمل الدولية إلى أنّ 1.4 مليون طفل يعملون في اليمن محرومون من أبسط حقوقهم، وأنّ نحو 34.3% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 و17 عامًا يعملون باليمن، مع توسع الظاهرة خلال فترة الحرب بنسب قد تتجاوز أربعة أضعاف عما كانت عليه قبل الحرب.
رئيس منظمة سياج لحماية الطفولة، أحمد القرشي قال في تصريح له بمناسبة اليوم لمناهضة عمالة الاطفال “إن عمالة الأطفال في اليمن ازدادت بشكل كبير، وغير مسبوق خلال سنوات الحرب الأخيرة، حيث تقدر “سياج” بأن أعداد الأطفال المنخرطين في أعمال شاقة، كالتجنيد والمشاركة في القتال، قد تضاعفت إلى أكثر من ثلاثة أضعاف ما كان عليه الوضع قبل سنة 2014، إذ أدى الانهيار شبه الكامل للعملية التعليمية وتدمير كثير من المداس، إضافةً إلى حالة الفقر التي زادت إلى أكثر من 75% وفق تقديرات الأمم المتحدة، مقارنة بـ47% سنة 2014، علاوة على موجات النزوح التي بلغت أربعة ملايين نازح غالبيتهم أو قرابة 70% منهم من الأطفال والنساء، وغياب آليات حماية الأطفال وعدم وجود مؤسسات تقدم الحماية والرعاية لهم- إلى توسع الظاهرة بشكل كبير.

أوضاع كارثية:


ويعيش أطفال اليمن أوضاعًا معقدة جراء الحرب المستعرة مما يزيد عن سبع سنوات، وااتي حلفت واقعاً إنسانياً كارثياً هو الأسوأ عالمياً بحسب توصيف المنظمات الأممية.
ولعل ماهو اسوأ أنه لا يُعرف العدد الحقيقي للأطفال المبتعدين عن التعليم والملتحقين بسوق العمل، أو المنخرطين في صفوف طرفي الصراع كمقاتلين.
ويحرم الأطفال العاملون من التعليم، وهو ما يضاعف من نسبة الأمية التي تعاني منها البلاد، ويهدد الجهد العام في القضاء على الأمية، ففي حين صار مفهوم الأمية في العالم متعلقًا بعدم إجادة استخدام التكنولوجيا وإجادة اللغة الإنجليزية، وليس عدم القدرة على القراءة والكتابة، ما نزال في اليمن في فجوة الأمية البدائية؛ نتيجة تسرب عدد كبير من الأطفال من التعليم والانخراط في سوق العمل.
الوزير الزعوري قال إن وزارته تعمل جاهدة بالتنسيق مع الفعاليات الوطنية والمنظمات الاممية والدولية لمناهضة عمالة الأطفال من خلال تنفيذ الأنشطة والبرامج الهادفة للتعريف بنصوص الاتفاقية الدولية رقم 182 الخاصه بالحظر على أسوأ اشكال عمالة الاطفال ، والتي صادقت عليها اليمن خلال مؤتمر العمل الدولي في جنيف عام 2001م ، حيث اصبح هذا اليوم بمثابه عيد لكل الاطفال العاملين في كافه انحاء العالم .
وبين الزعوري ان الظروف القاهرة بسبب الحرب ومآلاتها الكارثية أجبرت الملايين من الأسر الى النزوح وترك منازلهم وأعمالهم ومزارعهم ، وفقد عشرات الألاف وظائفهم ، ومصدر رزقهم ، وتسرب ما يزيد عن ثلاثة ملايين طفل من مدارسهم ، وأصبحوا عرضة للاستغلال ، وهو ما يلقي بظلاله على واقع الطفولة في اليمن ” شمالاً وجنوباً مما يستدعي تدخلاً عاجلاً لتعزيز أنظمة الحماية الاجتماعية وتفعيل شبكة الضمان الإجتماعي ، ومحاربة الفقر والفقر متعدد الأبعاد ، والضعف والهشاشة ، والقضاء على عمالة الأطفال ومنعها ، ولن يتأتى ذلك إلا بوقف الحرب وإحلال السلام العادل والشامل لجميع الأطراف في الشمال والجنوب .

مضيفا : إن الحماية الاجتماعية هي حق من حقوق الإنسان وأداة سياسية فعالة لمنع الأسر من اللجوء إلى ” عمالة الأطفال ” في أوقات الأزمات . وخاطب المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص و ومنظمات المجتمع المدني وأرباب العمل الى الاحتفاء بهذا اليوم وتقديم المساعدة للأطفال الذين تقطعت بهم السبل ، وجنت عليهم ظروف الحياه بقساوتها ، ليجدوا أنفسهم في سوق عمل لايرحم بدلا عن مقاعد الدراسة وفضاء اللعب مع أقرانهم .

ولفت الوزير الى إن تواصل الأعمال العسكرية التي تشنها مليشيات الحوثي ، فاقم من اتساع ظاهرة عمالة الاطفال ، حيث زجت المليشيات بالالاف منهم الى جبهات القتال واشراكهم في زراعة الألغام ، وتقديم الخدمات اللوجستية والتجسس ونقل الاسلحة ، معرضين حياتهم للخطر ، لافتا الى مايزيد عن عشرة آلاف طفل قتلوا أو أصيبوا بجروح في اليمن منذ بدء الحرب بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة ، وهو ما يكشف عن حجم الانتهاكات الإنسانية المريعة التي ارتكبتها المليشيات منذ بدء الحرب .
وطالب المجتمع الدولي للضغط على المليشيات الحوثية لوقف تجنيد الأطفال ، وإنتهاك حقوقهم ، والبدء الفوري بتسريح الألالف من معسكرات التدريب وجبهات القتال.

زر الذهاب إلى الأعلى