اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالحديدةالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةتعزتقاريرصنعاءعدنمحليات

هل ينجح الضغط الأميركي والوساطة العمانية لاستمرار الهدنة في اليمن؟ (رهانات ضعيفة)

اقرأ في هذا المقال
  • تواجه الهدنة في اليمن التي جرى تمديدها في وقت سابق من الشهر الجاري عدة مطبات من بينها إصرار الحوثيين على رفض الالتزام بفك الحصار عن تعز.


تمر الهدنة الأممية في اليمن بمنعطف خطير نتيجة وصول الجهود الأممية والدولية إلى طريق مسدود بعد فشل كل المحاولات في إقناع الحوثيين بتنفيذ الشق المتعلق بفتح الطرقات والمعابر في مدينة تعز.
وترى أوساط يمنية أن فرصة صمود الهدنة تتضاءل، لكن تبقى هناك بعض الرهانات الضعيفة من قبيل ممارسة الإدارة الأميركية للمزيد من الضغوط على الحوثيين الموالين لإيران قبيل الزيارة المقررة للرئيس جو بايدن إلى المنطقة الشهر المقبل، والتي تشكل السعودية إحدى أبرز محطاتها.
ويعد التعاطي الأميركي مع الأزمة اليمنية أحد الأسباب في اتساع الفجوة بين القيادة السعودية والولايات المتحدة منذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض.
ويسعى بايدن اليوم لتحسين العلاقة مع الرياض، ويعدّ تعديل سياسته المهادنة للحوثيين اختبارا حقيقيا لمدى رغبته في السير قدما في هذا الاتجاه.
وأعلنت الإدارة الأميركية الثلاثاء أن إرساء أساس لحل سياسي للصراع في اليمن سيكون محورا رئيسيا في رحلة الرئيس بايدن إلى دول المنطقة الشهر المقبل.
وأشادت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة السفيرة ليندا توماس غرينفيلد خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بالتزام السلطة الشرعية في اليمن ببنود الهدنة، في المقابل انتقدت بشدة التعاطي الحوثي.
وذكرت غرينفيلد أن على الحوثيين تنفيذ الالتزامات المتعلقة بهم في الهدنة و”البدء فورا في فتح طرقات تعز”.
وتقول الأوساط اليمنية إنه يلاحظ نسق تصاعدي في الموقف الأميركي حيال الحوثيين، والمرجح أن يزداد خلال الأيام المقبلة، لكنه لن يكون عمليا ذا جدوى بدون التلويح بعقوبات ضد الجماعة.
وذكرت مصادر مطلعة لـ”العرب” أن الأمم المتحدة من خلال أمينها العام أنطونيو غوتيريش ومبعوثها الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ استنفدت كل جهودها لإقناع الحوثيين بالعدول عن موقفهم الرافض لفتح الطرقات في مدينة تعز.


ووفقا للمصادر نفسها فقد أجرت الأمم المتحدة اتصالات رفيعة بالمسؤولين في طهران ومسقط لممارسة ضغوط على الحوثيين للعدول عن موقفهم المتصلب في أعقاب فشل زيارة المبعوث الأممي إلى صنعاء التي لم يتمكن خلالها من انتزاع أي موافقة حوثية على خطة المبعوث الأممي لحل عقدة الطرقات والمنافذ في تعز على مراحل تبدأ بفتح طريق رئيسي وعدد من الطرقات الفرعية في المرحلة الأولى.
وكشفت المصادر عن إرجاء المبعوث الأممي إلى اليمن الإعلان عن نتائج مباحثاته مع الحوثيين في صنعاء حتى اتضاح ملامح الوساطات التي طلبتها الأمم المتحدة من سلطنة عمان وإيران.
وحضّ غروندبرغ خلال اجتماع مجلس الأمن الثلاثاء الحوثيين على القبول بإعادة فتح طرقات مؤدية إلى مدينة تعز.
وقال غروندبرغ “رغم أنني تشجّعت بالردّ الإيجابي للحكومة اليمنية على مقترح الأمم المتحدة، ما زلت أنتظر ردا من الحوثيين. بعد المناقشات البنّاءة التي أجريتها في صنعاء (عاصمة اليمن التي يسيطر عليها الحوثيون) نهاية الأسبوع الماضي، أحضّ الحوثيين على إعطائي ردا إيجابيا دون تأخير”.
وكان المبعوث الأممي التقى خلال زيارته الثانية إلى صنعاء بعدد من القياديين في الجناح العسكري للميليشيات الحوثية الذين أبدوا رفضا قاطعا لتقديم أي تنازل في ملف فتح الطرقات والمعابر في تعز.
وفي خطوة للمناورة طرحت هذه القيادات حزمة جديدة من المطالب التعجيزية تضمنت المطالبة بنقل البنك المركزي اليمني إلى صنعاء وفتح طريقين رئيسيين إلى مأرب حيث يعتقد خبراء أن فتحهما يعني تسليم المدينة للميليشيات الحوثية التي تؤكد المصادر استمرارها في الحشد العسكري حول مأرب منذ دخول الهدنة الأممية حيز التنفيذ.
ويرى محللون أن الرهان اليوم لإنقاذ الهدنة معلق على قدرة الوساطات الإقليمية في إقناع الحوثيين وأيضا في ممارسة المجتمع الدولي لضغوط حقيقية، وليس مجرد الاكتفاء بالمناشدات.


وقال الباحث السياسي اليمني سعيد بكران إن الهدنة تمر بصعوبات ربما تؤدي إلى انهيار سريع ومفاجئ.
وأشار بكران في تصريحات لـ”العرب” إلى أن الحوثيين يريدون الخروج من الهدنة في شكل المنتصر الذي يفرض شروطه ويحدد مسارات العمل على الأرض، فيما تسعى الشرعية لانتزاع صفة المنتصر والمتغلب على الجانب الحوثي وتثبيت فكرة أن التنازلات متبادلة من الطرفين بناء على عدم قدرة كل منهما على غلبة الآخر.
وأضاف بشأن هذا التصادم في تفسير مبدأ تقديم التنازلات “ربما يحدث انهيار، لكني أعتقد أنه حتى لو حدث لن يكون شاملاً بالنظر إلى الظروف والمعطيات الإقليمية والدولية التي لا تعطي أي مؤشرات على عودة الزخم الكبير للحرب في اليمن كما كانت في بدايتها، وهذا لا يعني أن الحرب انتهت إلى الأبد وحل السلام الدائم”.ويذهب خبراء إلى أن العوامل الخارجية المتعلقة بأولويات الإقليم والمشهد الدولي عموما بما في ذلك المفاوضات مع طهران باتت الأمر الحاسم في تحديد مصير الهدنة الأممية في اليمن التي لا تتوفر حتى الآن أي معطيات حقيقية على الأرض لإطالة عمرها أو تمديدها لفترة ثالثة، في ظل الخروقات اليومية لها وخصوصا من جانب الحوثيين الذين يسعون لتحويلها إلى هدنة مع التحالف العربي دون وقف التصعيد ضد الأطراف اليمنية.
ويعتبر الباحث السياسي اليمني محمود الطاهر أن الهدنة عمليًا منهارة، لكن الجانب الحكومي لا يزال متمسكا بها، في وقت يشن الحوثيون هجومًا متواصلًا على القوات اليمنية باستخدام الصواريخ الباليستية على مأرب والطيران المسير والمدفعية الثقيلة على محافظة تعز والقوات المشتركة في الساحل الغربي.
وقال الطاهر في تصريح لـ”العرب” إنه “يخشى أن يستمر مجلس القيادة بالتماهي مع خروقات الميليشيات الحوثية وتصعيدها العسكري، لاسيما وأن الجماعة رفضت أن تلتزم ببندٍ واحد من بنود الهدنة الأممية، فلا هي أوقفت الحرب ولا سلمت الرواتب ولا فتحت المعابر وهي بنود أساسية في هذه الهدنة التي التزم ببنودها الجانب الحكومي بشكل كامل”.


وحول توقعاته لمستقبل الهدنة في ظل التداعيات العسكرية والسياسية، أضاف الطاهر “الأمر هنا لا يتعلق بتوقعات عن فشل الهدنة الحالية، ولكن الخطر هنا هو تمديدها في ظل ما تقوم به جماعة الحوثي من استغلال كبير لها، فهي استغلت تنازل الشرعية عن الحق السيادي في إصدار وثائق السفر، وأصدرت الآلاف من الجوازات لمرتزقة من سوريا والعراق ولبنان، وجنّست تقريبًا المئات من الخبراء الإيرانيين وحزب الله، فاستمرار الهدنة يساعد الحوثيين على توطين المناطق الخاضعة لسيطرتهم على أسس طائفية بحتة، مستغلين الهدنة، وهنا خطورة الهدنة في استمرارها”.
وتوقع “ضغوطًا دولية على الحكومة اليمنية والتحالف العربي بشأن الحفاظ على صمود الهدنة”، لافتا “إذا قبل المجلس الرئاسي وهو في أوج التوافق، فإن ذلك قد يتراجع باستمرار الهدنة، لأن الحوثيين سيعملون على إفشال المجلس بطرق مختلفة، وربما يثيرون فوضى أمنية داخل المناطق المحررة ليثبتوا فشل المجلس، ولذلك عندما نتحدث عن تمديد الهدنة فهو يعني بداية التدمير الذاتي للمجلس الرئاسي اليمني”.

زر الذهاب إلى الأعلى