أخبار العالماخبار الشرعيهالرئيسيةحواراتدوليمحليات

واشنطن تكشف دلالات وأهداف زيارة بايدن إلى السعودية وهل ستكون اليمن حاضرة.. وماحقيقة انضمام إسرائيل الى التحالف؟

 

يحرك اقتراب زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية، والمقررة في منتصف يوليو/تموز المقبل، العديد من التساؤلات حول دلالاتها.
أصوات أمريكية من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، أكدت في أحاديث منفصلة لـ”العين الإخبارية”، أن الرئيس الأمريكي ، يسعى خلال زيارته الأولى للمنطقة منذ توليه الرئاسة مطلع عام 2021، لتحقيق مصالح آنية واستراتيجية لواشنطن.
وقال الديوان الملكي السعودي في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، مؤخرا، “بدعوة كريمة من الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتعزيزاً للعلاقات الثنائية التاريخية والشراكة الاستراتيجية المتميزة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، والرغبة المشتركة في تطويرها في المجالات كافة، يقوم الرئيس جو بايدن بزيارة رسمية إلى السعودية يومي 15 و16 يوليو (تموز)”.


وأوضح الديوان الملكي أن جدول الزيارة يتضمن في يومها الثاني حضور بايدن قمة مشتركة، دعا إليها الملك سلمان بن عبدالعزيز، مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي”.
وكان البيت الأبيض أعلن أن بايدن سوف يزور الشرق الأوسط في جولة خارجية من 13 إلى 16 يوليو/تموز، تبدأ بزيارة إسرائيل والضفة الغربية ثم المملكة العربية السعودية.

إيران.. تهديد مباشر:


وفي قراءته لزيارة الرئيس الأمريكي وتداعياتها، يقول جبريال صوما، أستاذ القانون الدولي عضو المجلس الاستشاري للرئيس السابق دونالد ترامب، إن “بايدن يسعى من أجل احتواء الطموحات النووية الإيرانية؛ بعد أن وصلت مفاوضات الملف النووي الإيراني لطريق مسدود”، مشيرا إلى أن “حصول طهران على سلاح نووي يسبب تهديدا مباشرا لدول المنطقة وأمن إسرائيل”.

واشنطن تسعى لتشكيل تحالف عسكري استراتيجي من دول المنطقة الصديقة بمشاركة إسرائيل، استعدادا لأي مواجهة عسكرية ضد طهران


ويضيف صوما” أن بايدن يريد أيضا إحياء محادثات السلام المتجمدة بين إسرائيل والفلسطينيين، وإنهاء الحرب في اليمن”.
وفي هذا الصدد، ينبه أستاذ القانون الدولي، إلى أن الرئيس الأمريكي لم يعط منذ بداية حكمه الاهتمام الكافي والمطلوب بالشرق الأوسط، وحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، علاوة على قراره سحب القوات الأمريكية بصورة عشوائية من أفغانستان الصيف الماضي.

فك جمود العلاقات:


الرئيس الأمريكي أدرك بشكل واقعي، والحديث لـ”صوما”، أن “الوقت قد حان لفك الجمود في العلاقات السعودية الأمريكية، حيث لم تكن العلاقات بين البلدين جيدة منذ اليوم الأول لوصول بايدن إلى البيت الأبيض.
ويرى صوما، وهو عضو في الحزب الجمهوري، أن “بايدن بحاجة ملحة لزيادة إنتاج النفط السعودي؛ من أجل تخفيض أسعاره عالميا في ظل أزمة الطاقة” الراهنة.
ويشير إلى أن “الولايات المتحدة كانت تنتج خلال فترة رئاسة دونالد ترامب نحو 15 مليون برميل نفط يوميا، وهو ما كان يسمح بتزويد أوروبا بحاجتها اليومية من النفط وكذلك الغاز؛ لكن منذ قدوم بايدن لسدة الحكم قرر تخفيض الإنتاج الأمريكي إلى 11 مليون لحماية البيئة”.

مصلحة استراتيجية:


من جهته، قال نعمان أبو عيسى، عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، إن زيارة الرئيس بايدن إلى السعودية، وقمته المرتقبة في جدة، تأتي في مصلحة الولايات المتحدة على المديين المتوسط والاستراتيجي.
ويستطرد “المنطقة أصبحت أكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية لأمريكا والغرب، مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت شهرها الخامس، وفشل المفاوضات النووية مع إيران”.


ويوضح أبو عيسى: “الرئيس الأمريكي يسعى لتدارك تداعيات الارتفاع الجنوني في أسعار الطاقة، وتأثيره المباشر على ارتفاع التضخم، وزيادة أسعار معظم السلع الغذائية بشكل كبير في الداخل الأمريكي، وهو ما قد يلقي بظلال سلبية على فرص الحزب الديموقراطي في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس المقررة نوفمبر/تشرين ثاني المقبل.

تحالف عسكري:


ومع فشل المفاوضات النووية مع إيران، يكشف العضو بالحزب الديمقراطي، أن “واشنطن تحاول تشكيل تحالف عسكري استراتيجي من دول المنطقة الصديقة بمشاركة إسرائيل، استعدادا لأي مواجهة عسكرية ضد طهران”.
ويبين أن “الإدارة الأمريكية الحالية ترغب في إنشاء تحالف عسكري استراتيجي في المنطقة، بحيث تصبح إسرائيل عضوًا فاعلا فيه، خاصة وأن هناك قرارا من مجلس الشيوخ الأمريكي يؤيد التعاون العسكري في هذا الشأن”.

روسيا والصين:


الدكتور نبيل ميخائيل، أستاذ العلوم السياسة في جامعة جورج واشنطن، يرى في حديث خاص لـ”العين الإخبارية” أن زيارة بايدن للمنطقة يحمل تغييرا ملحوظا وتراجعات في موقف الإدارة الأمريكية.
ويشرح وجهة نظره قائلا “بايدن سيتوجه إلى المنطقة لدعم علاقات بلاده مع دولها والخليج بعد حالة الجفاء معها منذ بداية حكمه، وذلك بعد أن حققتا روسيا والصين تقدما ملحوظا في علاقاتهما مع دول المنطقة”.
ويتفق الأكاديمي المصري المقيم في أمريكا، مع المتحدثين السابقين، بشأن ارتباط الزيارة بمفاوضات الملف النووي الإيراني، قائلا: “تتزامن الزيارة مع انتهاء مفاوضات فيينا، فإذا ما كان هناك اتفاق قريب، فإن بايدن سيشرح أهميته الاستراتيجية، ويقوم بطمأنة دول المنطقة”.
ويتابع :”فيما لو فشلت المفاوضات في التوصل لاتفاق، سيحاول بايدن العمل على تشكيل تكتل عربي واحد ولو مؤقتا ضد طهران”.
وفي وقت سابق، حذرت الولايات المتحدة، من أن “الاستفزازات” الأخيرة لطهران في الملف النووي، قد تتسبب بـ”أزمة نووية خطيرة ومزيد من العزلة الاقتصادية والسياسية لإيران”.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في بيان: “نواصل حض إيران على أن تختار طريق الدبلوماسية ونزع فتيل التصعيد”، وذلك تعليقا على قرار إيران وقف عمل 27 كاميرا لمراقبة أنشطتها النووية، بعد تبني مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا ينتقد عدم تعاونها.
وتجري في فيينا منذ أشهر، مفاوضات بين إيران من جهة والصين وروسيا وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا من جهة أخرى لإحياء الاتفاق النووي الإيراني الذي تبخر بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في 2018. وتشارك الولايات المتحدة في المفاوضات بشكل غير مباشر عبر وسيط من الاتحاد الأوروبي.

زر الذهاب إلى الأعلى