اليمنيون يحتفون بيوم الأغنية اليمنية.. فن الحياة يواجه زوامل الحوثي


في مثل هذا اليوم من كل عام يحتفي اليمنيون على نطاق واسع بأغنيات بلادهم. موروث فني عتيق يرسخ للحياة في مواجهة آلة الموت الحوثية.

يأتي الاحتفاء بـ”يوم الأغنية اليمنية”، بعد عام من اعتماده رسميا من قبل الحكومة المعترف بها دوليا كمناسبة للمقاومة “بالفن من أجل الحياة”، ولمواجهة ثقافة “الزامل” التي يكرسها الحوثيون، وهو فن حماسي أدخلوه لتمجيد الموت على حساب التراث الشعبي لليمنيين الذي ولد في القبائل وحقول الزراعة.


وصار “يوم الأغنية اليمنية”، 1 يوليو/ تموز من كل عام فرصة لدى اليمنيين لإبراز مواهب غناء الجيل الصاعد، وإحياء أغنيات الزمن الجميل، والتعريف بالألوان الغنائية والدعوة لحماية التراث الفني كجزء من تاريخ البلد وهويتها التي تواجه تجريف الحوثي غير المسبوق.
واليمن بلد ذا مخزون غنائي ثري منذ القدم، متعدد الألوان، متناسق الألحان، ومنها اللون الصنعاني الأكثر انتشارا، والحضرمي الأقدم حضورا، والتهامي واللحجي والبدوي والعدني الأعلى رواجا، والتعزي الأقوى جودة، فضلا عن اليافعي والبيضاني الأقل انتشارا رغم جودتهما.

واحتفلت الحكومة اليمنية في محافظتي تعز ومأرب بيوم الأغنية اليمنية وسط حضور جماهيري كبير وذلك تحت شعار “جذور النغم الأصيل”، فيما قدم المركز الثقافي اليمني في القاهرة ميدلي لمجموعة من روائع الأغنيات اليمنية.

كذلك شارك مجموعة من الفنانين للاحتفاء بيوم الأغنية اليمنية كأيوب طارش وأحمد فتحي والنجوم الصاعدين عمر ياسين وعمار العزكي، فيما وجه الفنان التونسي لطفي بوشناق رسالة مؤثرة لليمنيين حثهم على إزالة الفتن والتضحية جميعا من أجل بلدهم.


كما شارك مواطنون على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم “يوم الأغنية اليمنية” كلمات من أغنياتهم المفضلة ونشروا مقاطع فيديو وهم يرددونها في مركباتهم ومنازلهم وقرى ومناطق يمنية مختلفة.
ويبرز في يوم الأغنية اليمنية نجوم كبار رسموا مسيرة فنية ثرية كـ”أحمد عبيد قعطبي، محمد مرشد ناجي، محمد سعد عبدالله، أبو بكر سالم، أيوب طارش، علي الأنسي، كرامة مرسال، فيصل علوي، عبدالباسط عبسي، أحمد السنيدار، أحمد بن أحمد قاسم، علي السمه، محمد محسن عطروش”.
ومن النساء أمل كعدل، تقية الطويلة، رجاء باسودان، نبات أحمد، والعدنية كفى عراقي، والحضرمية فاطمة باهديلة، ومنى علي الذي ارتبط أسمها بأعراس اليمنيين في كل المناطق والمحافظات.

الأغنية زيت الثورة:


ابتكر اليمنيون منذ القدم أروع الألحان وأروع الآلات، ووفقا لرئيس مركز نشوان للدراسات في اليمن عادل الأحمدي فقد كان الفن رفيقا للأجداد و”بالمهاجل والمهايد والأغاريد طرّزوا الجبال بالمدرجات ومشقروها بالحصون وأفعموا الحياة بالروعة والجمال”.
كما أوجدوا للحروب رقصات خاصة في كلٍّ منها سيناريو مكتمل للتكتيك الحربي المتماوج بين كَرٍّ وفَرٍّ وانقضاض، ثم جعلوها تقليداً في الأعراس وفولكلورا للمحبة والسلام، وفقا للباحث اليمني في حسابه في “تويتر”.
ودعا الأحمدي اليمنيين لتعلم العزف “ومن وجد في أحد أبنائه رغبة لتعلم العزف فلا ينهره ولا يمنعه، بل يشجعه إن كان ذا موهبة. فالغناء حاجة بيولوجية لكل الكائنات، والفن مَطلب حيوي في حياة الأمم”.
من جانبه، يشير رئيس تحرير الموقع الرسمي للقوات المشتركة، أمين الوائلي إلى أن “الأغنية اليمنية كانت رفيقة الناس والبلاد وندى أرواح اليمنيين وعبق الذات العتيقة العتيدة المعتملة في تقلبات التاريخ وتحولات المراحل”.


وكتب على حسابه في “فيسبوك”: “الأغنية كانت ولا زالت خطيرة ومؤثرة وملهمة وجماهيرية.. ويخشاها الظلاميون والظلمة والمستبدون وأعداء الحياة والشعب والجماعة الوطنية”.
‏وأضاف أن “الأغنية زيت الثورة ومداد بياناتها الملحون المسموع والهادر ويمتنع على المصادرة والمنع والحبس والإعدام، وهي سرعان ما تنتقش معاشها وسيرورتها في قلب الصخر.. ومهاجل الفلاحين ومهايد الزراع والعمال والمسافرين والمغتربين والعائدين”.

دعوة للحياة:


في السياق، قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية، معمر الإرياني، إن “إعلان وزارة الاعلام والثقافة والسياحة العام الماضي 1 يوليو من كل عام، يوما للأغنية اليمنية، جاء استجابة لمبادرة أطلقها عدد من الفنانين والمثقفين والنشطاء وفي مواجهة الحملة الشرسة التي تشنها مليشيا الحوثي ضد الفن ورواده”.

وأوضح أن تخصيص يوم للأغنية اليمنية جاء لتعزيز الهوية اليمنية وحماية التراث والفن اليمني، ورد الاعتبار للأغنية التي ألهمت المبدعين اليمنيين والعرب على حد سواء، ونهل منها الجميع وبنو أمجادهم بفضلها وبفضل مبدعيها الذين سيخلدهم التاريخ.
وفي يوم الأغنية اليمنية، ذكّر الإرياني في بيان بأهمية الدور الذي لعبته الأغنية الوطنية في ترميم الهوية وإعادة الاعتبار للذات اليمنية وتحصين الأجيال وصناعة الوعي الوطني.

Exit mobile version