زيارة بايدن والملف اليمني

توازن الضعف بين الشرعية والتحالف من جهة وإيران والحوثي من جهة أخرى أنتج حالة من التسكين والتجميد للملف اليمني، حيث لا أحد قادر على الحسم العسكري فيما يبدو، وليس هناك رغبة سلام على قواعد الدولة والمخرجات اليمنية الشهيرة، ولن يستطيع بايدن تقديم شيء مهم سوى التطمينات الغزيرة والوعود.

السعودية وإيران وأمريكا غارقون في اليمن دون قدرة للوصول إلى إغلاق الملف الشائك، والهدن الممتدة هي الطريق الوحيد فيما يبدو.

في السنة الأخيرة مرت علاقة أمريكا بالسعودية ببرود واتهامات والآن هي في طريق العودة إلى طبيعتها بحكم الوقائع الجديدة وحرب أوكرانيا ونقص الطاقة.

كانت المبادرة الخليجية آخر إسهامات أمريكا في الملف اليمني لكنها تعثرت كما تعثرت قرارات مجلس الأمن، وتصنيف الحوثي كجماعة إرهابية، وسبق كل ذلك في التعثر مخرجات الحوار الوطني الذي أسهمت السعودية وأمريكا في إخراجه كورقة نظرية شبه جامعة، يحاول بايدن من خلال زيارته ردم الفجوات التي شابت علاقته بالمنطقة وبوابة ذلك هي المملكة حتما ثم مصر والإمارات..

إيران تبدو في وضع أقوى وهي تمسك بتلابيب اليمن وتحدث هزات في المنطقة عموما والبحر الأحمر أخيرا..

إسرائيل هي المعادل القوي في المنطقة تجاه إيران وإعلان القدس الذي وقع أمس بين إسرائيل وأمريكا باستخدام القوة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي إعلان سياسي وإعلامي أكثر منه واقعا وهو رسالة تطمين لحلفاء أمريكا جميعا، لكنه قد لا ينفذ لأسباب كثيرة يطول شرحها، لكن الجديد أن إيران أصبحت عدوا مشتركا لكل دول المنطقة وهذا سيقود إلى تفاهمات جديدة مع إسرائيل سوف يسهم بايدن في صياغتها أو وضع خطوطها الكبرى أثناء هذه الزيارة.

مجمل القول:

أولا:

بايدن يتخبط في الشرق الأوسط وهو أضعف رئيس أمريكي زادته الصين وحرب أوكرانيا وهناً وضعفاً وسيفشل ولن يقدم جديدا في هذه الزيارة التي يصاحبها هالة إعلامية أكبر مما تستحق واليمن يجب أن لا ينتظر شيئا من لقاء العليمي بعد أيام ببايدن في المملكة.

ثانيا: طريق الهدن الممدة هي أكبر ما يمكن عمله وهو طريق فيه فائدة لإيران والحوثي لذلك سوف يستمر دون مكاسب إنسانية أو سياسية للشرعية والتحالف معا، ولذلك كله سوف يعود بايدن محملا بهدايا كبيرة دون أن يقدم أو يخسر شيئا..

Exit mobile version