معتقدات سادت وحان التخلي عنها
طيور الحمام محببة، أنيسة، ريش ملون، دلال وغنج في المشي يفوق غنج العدنية أم الزعقة، وقيل إن لحمها ألذ اللحوم، لحم الحمام نعني!
في الماضي سمى بعض العرب بناتهم فاختة، ومن بينهن فاختة أخت علي بن أبي طالب التي تكنى أم أيمن، إن لم تخنا الذاكرة، ولم نخلط بينها وبين أختها جمانة بنت أبي طالب.. والفاختة في الأصل هي الحمامة التي تمشي مختالة متمايلة.
يربي كثير من الناس في دورهم حماما يأنسون بها، وعلامة على الرقي والبرجزة أحيانا.. كما اتخذت صورة حمامة –في منقارها غصن زيتون- رمزا للسلام.. والحقيقة أن الحمام لا علاقة لها بوداعة أو سلام، فهي أشرس الطيور، كما يظهر من خلال المعارك التي تحدث بينها.
والمشهور أن الإلياذة من تأليف الأديب اليوناني هوميروس، بينما هي من التراث الشعبي، الذي وجد قبل وجود هوميروس.. كانت الإلياذة مجموعة من أساطير التي تراكمت خلال مراحل تاريخية من حياة اليونان، ثم جاء هوميروس بعد زمن طويل ليجمعها وينظمها فنسبت إليه.
الداروينية، أو نظرية تشالز داروين التي بسطها في كتابه (أصل الأنواع) في العام 1858 ميلادي، لقيت مقاومة في الغرب قبل الشرق، مقاومة من المجموعات الدينية المسيحية، قبل أن يعرفها العرب المسلمون.. بنيت هذه المقاومة على قولة إن الإنسان كان أصله قردا، مر بمراحل ترقٍ -انتخاب طبيعي- حتى وصل إلى ما هو عليه.. كانت الكنيسة في القرن الثامن عشر تلقن أتباعها أن الكائنات ظهرت إلى الوجود فرادى وظلت منذ الأبد من دون تغيير، ولما ظهرت الداروينية اعتبرتها نظرية مارقة مجدفة على سفري التكوين والخلق. وظل تدريس نظرية داروين للطلاب محظورا إلى منتصف القرن العشرين في بعض ولايات جمهورية الولايات المتحدة الأمريكية، وحدث في العام 1925 أن أستاذا جامعيا من مدينة دايتون بولاية تنيسي، يدعى جون توماس سكوبس، أعطى تلاميذه درسا في الداروينية، فقام شخص يدعى وليم جنز برين برفع قضية ضد سكوبس، لمخالفته قوانين الولاية التي تحظر تدريس الداروينية للتلاميذ (ألغي قانون الحظر عام 1967).. أدعى وليم جنز أيضا، أن سكوبس خالف نصا توراتيا في سفر التكوين نصه: قال الله لنصنع الإنسان على صورتنا.. فأخضع سكوبس لمحاكمة، وفيها قدم الأسقف بارنز رأيه: (أربى بنفسي كرجل دين يقدر الحرية الفكرية عن أن أرى جماعة أنجلوسكسونية تحاول منع المعارف بالتشريع، وأحزن شديد الحزن كمسيحي صميم حين أشاهد حركة عرفت بمقاومة الوصول إلى قاعدة معقولة للدين المسيحي، وأن الأدلة الثابتة المتجمعة أقنعت كل عالم بيولوجي يؤبه له في عالم التمدن بأن الإنسان نشأ من أصل شبيه بالقرد)!
والحق أن هذا ما لم يقله داروين، لم يقل إن الإنسان سليل قرد أو كان ذات يوم قردا.. وقد انتهت هذه المعركة في الغرب، بينما ما يزال مسلمون يقاومون نظرية علمية دون علم.. حرموا تدريسها في المدارس والجامعات، وألفوا كتبا عن الأخطاء العلمية في نظرية داروين، تقرأها فإذا أنت أمام أمخاخ لا تعرف عن الداروينية، إلا ما أشيع عنها، أي أن جدنا كان قبل ستين ألف سنة قردا، وبالانتخاب الطبيعي تطور إلى إنسان يسير قائما على قدمين اثنين، وهذا ما ليس من الداروينية، ولم يقل به واضعها كما قلنا قبل.. والداروينية في أخصر عبارة تقول إن ترقي الكائنات بالانتخاب الطبيعي، يكون في إطار الجنس نفسه أو الفئة نفسها، وليس الانتقال من فئة إلى فئة مختلفة أو من جنس إلى آخر، فالقرد يتطور لكن يبقى قردا، لا يمكن أن يتطور إلى إنسان، والجمال تتطور، لكن لا يمكن أن يؤدي تطورها إلى غزال، ويحدث تطور في السلالة الكلبية، لكن الكلب لا يصبح حمارا أو دجاجة.