قال سفير ومندوب اليمن الدائم لدى ”اليونسكو“ محمد جميح، إن مجلس القيادة الرئاسي بحاجة لمزيد من الانسجام.
جاء ذلك، في تعليق جميح، على أداء مجلس القيادة الرئاسي اليمني، بعد مرور 100 يوم على إعلان تشكيله.
وأضاف في حديث خاص لـ“إرم نيوز“: ”لكي يؤدي مجلس القيادة الرئاسي، عمله على الوجه المطلوب، ينبغي أن يمكن من الأرض، وهذا التمكين، يعني دمج كافة القوات الأمنية والعسكرية ضمن مؤسسات الدولة، في وزارتي الدفاع والداخلية“.
وتابع: ”لكي يتم ذلك، لابد أن يكون هناك مزيد من الانسجام، بين أعضاء المجلس من ناحية، وبينهم وبين رئيس المجلس رئيس الجمهورية الدكتور رشاد العليمي“.
وأشار إلى أنه ”ما لم يتم ذلك، فلا يمكن أبدا أن نصل إلى واحدية اتخاذ القرار. القيادة الناجحة، هي التي يكون لها قرار واحد، والتي يكون مصدر قرارها واحدا“.
وشدد على ضرورة أن ”ينسجم المجلس من داخله من أجل أن نطالبه بتحقيق الأهداف المرجوة. لا نريد أن يصير إلى وضع أشبه بوضع الحوثيين العام 2014 في صنعاء، بحيث تستمر شرعية قيادة المجلس، ولكن تستمر معه مشاريع أخرى على الأرض“.
السياسة الخارجية:
وبخصوص ما انتهجه المجلس الرئاسي، على مستوى السياسة الخارجية، وتقوية العلاقات مع دول الإقليم، رأى سفير اليمن لدى ”اليونسكو“، أن المجلس قام بدور جيد، عندما زار عددا من الدول العربية المحورية، فيما يخص الوضع اليمني“.
واعتبر ذلك جيدا ”من جهة تقوية علاقة اليمن بجيرانه العرب، ومن جهة أيضا الانفتاح على مزيد من الدعم، ليس للمجلس وحسب، وإنما لليمن واليمنيين بشكل عام“.
وتساءل: ”لكن هل لمسنا حتى هذه اللحظة نتائج هذه الزيارات؟ بطبيعة الحال، المواطن يريد أن يلمس انعكاس هذه الزيارة في أشياء أو في جوانب ملموسة على أرض الواقع، لا سيما في ما يختص بالجانب الخدماتي“.
الوضع الاقتصادي:
وبحسب المتحدث ذاته: ”أعتقد أن المنحة المقدمة من دولتي الإمارات والسعودية، يمكن أن تلعب دورا كبيرا في هذا الجانب، لكن يجب ألا نظل معتمدين على منح الأشقاء والأصدقاء، يعني هذه المرحلة يفترض أن تكون مؤقتة وانتقالية“.
وقال إن ”الأهم من ذلك، أن نعتمد فيها على الإمكانات الذاتية، إذ يجب أن يسعى المجلس إلى تحسين الأداء الاقتصادي“.
ويتم ذلك بحسب جميح، من ”خلال استثمار الموارد الداخلية، وإصلاح حركة الملاحة من اليمن وإليها، وتنشيط الموانئ، وإصلاح أنابيب النفط، بحيث نستطيع الاعتماد على الموارد الطبيعية والنفطية والغازية، داخل البلاد“.
ولفت إلى أن المجلس عليه أن ”يحسن الجوانب الإغاثية، لأن الكثير من اليمنيين للأسف الشديد، يعتمدون عليها، والتي تأتي من الخارج في معظمها، والبعض يأتي من المنظمات المحلية“.
وأردف: ”ينبغي أن يكون للمجلس أيضا دور على مستوى التنسيق، وعلى مستوى المتابعة، وعلى مستوى الحث، وكذلك على مستوى تسليط الضوء على معاناة اليمنيين الإنسانية، التي تسبب بها الانقلابيون“.
إدارة المعركة مع الحوثيين:
أما بالنسبة للمعركة مع الحوثيين، فقال السفير محمد جميح، إن ”المجلس كان منذ البداية، واضحا بأنه يمد يده للسلام، وأعتقد أن هذا شيء طيب“.
لكنه عاد واستدرك: ”أقول إن اليد الممدودة للسلام، لا تحقق السلام، إلا إذا مد الخصم كذلك يده للسلام، وأقول كذلك إن اليد الممدودة لا تحقق السلام، إلا إذا وضعت يدها الأخرى على الزناد“.
وتابع: ”أقصر الطرق لتحقيق السلام، هي أن تكون قويا، لأنك عندما تكون قويا، فإن الطرف الآخر، يهاب نقض الهدنة وخرقها“.
الهدنة:
وأعرب مندوب اليمن الدائم لدى ”اليونسكو“، عن تخوفه، في استمرار الهدنة على هذه الشاكلة، دون الوصول من خلالها إلى حل سياسي.
وقال إن ”تخوفي فيما يخص الهدنة، ليس أن تنهار، ولكن أن تستمر دون حل سياسي، لأنها إذا استمرت دون حل سياسي، فهذا يؤدي إلى تكريس واقع الانقسام، بمعنى أن كل طرف من الأطراف، يحتفظ بما لديه من أرض، وموارد بشرية وطبيعية“.
وأضاف: ”يتم الوصول إلى صيغة من تكريس الانقسام، وندخل في مرحلة الحروب المنسية، التي لا يهتم لها المجتمع الدولي، بما أن البحار مؤمنة، والشواطئ كذلك مؤمنة، والمجتمع الدولي ومصالحه لا تتأثر“.
ورأى محمد جميح، وفقا لوجهة نظره، أن ”هذه الهدنة، هدنة مضرة، إنما الهدنة الحقيقية، هي التي تؤدي إلى سلام دائم وشامل وعادل، أن يذهب الطرفان خلالها إلى مائدة مفاوضات، تنتهي هذه المائدة، بحل عادل، وسلام شامل، سلام لا يستثني أحدا“.