أخبار العالمالإقتصاد والمالالحديدةالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةتقاريرمحلياتملفات خاصة

“صافر”.. قنبلة تهدد اليمن والمنطقة وتأخر الحلول يُعجل بالكارثة


يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي


حذرت روزي دياز وهي دبلوماسية بريطانية على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي ” تويتر”، من خطر سفينة صافر المحمّلة بالنفط والمتواجدة قبالة ساحل ‎اليمن.
ورأت أن الناقلة صافر غير قابلة للصيانة وقد تنفجر في أي وقت، وأن انفجارها سيؤدي إلى تسرب أكثر من مليون برميل نفط ،في البحر وسيؤدي لكارثة وانتشار المواد السامّة والتي ستكون اثارها كبيرة على اليمنيين.

آثار كارثية:


تتزايد ظروف انعكاس وجود السفينة العائمة صافر في البحر الاحمر، على مقربة من السواحل اليمنية إلى مخاوف كبيرة من قبل المجتمع الدولي، وذلك لما بحمله من كارثه لايمكن التنبؤ بها .
وحدد مركز مداري للدراسات والابحاث الاستراتجية، في تقرير له في 2020 أن الخزان العائم صافر يوجد به مايقارب من 1.148.000 مليون ومائة وثمانية وأربعون برميل من النفط الخام .
ورأى أنه منذ توقف الغلايات وبعد نفاذ المازوت، تسربت تدريجيا طبقة الغاز الخامل Inter Gas التي تغطي النفط الخام ،وتوفر الضغط المطلوب داخل الخزانات لمنع تسرب الهواء الجوي إلى الداخل، وذلك للحماية من أمكانية حدوث اشتعال في حال حدوث أي احتكاك، أو تجمع شحنات الكهرباء الساكنة في محيط الخزانات .
ووفق التقرير فإن الحرب أوقفت تصدير النفط ،بشكل كامل ومع بداية 2018 وتوقفت كل العمليات في سفينة صافر، وظهور مؤشرات على تحلل هيكل السفينة العائمة واحتمالية تسرب النفط منها ،وهذا ما سارع من جهود الامم المتحدة في التدخل واجراء عملية التقييم والصيانة، ولكن مساعيها باءت بالفشل.
وذكر مركز مداري أن الحكومة اليمنية في أواخر يوليو تموز، من عام 2018 اتجهت للتحذير المتصاعد من الظروف واقع السفينة العائمة صافر، وذلك بعد نشر حساب رئاسة الوزراء على ظهور التأكل والصداء على خزانات السفينة، حيث توالت التحذيرات من المخاطر المحتملة والأثار الخطيرة، لغياب وجود أي حلول فيما يتعلق بصافر .

الحلول المتأخرة :


يعتقد تقرير مداري وقتها أن الامم المتحدة كان عليها اجراء عملية التقييم الاممية، في اغسطس من عام 2017 وظلت التحذيرات مع تجميد أي تدخل أممي منذ نلك الفترة ،وتوالت المخاوف لدى اطراف النزاع دون ايجاد الحلول على الواقع .
وأتهم التقرير كل الاطراف اليمنية والإقليمية على أنها جزء من كارثة صافر، رغم تهرب الحوثيين وادعائهم أن التحالف عمل على توقف الصيانة في السفينة ومنع دخول المازوت ( المشابة للديزل لكنه أخف) والذي يخصص في تشغيل الغلايات، والمولدات في سفينة صافر العائمة.
وحسب التقرير فإن الحكومة أرجعت انقلاب الحوثيين على الدولة، على أنه تسبب في توقف العمل في السفينة ،وصيانتها ومنع وصول الفرق الأممية لصيانتها .
ويتناول التقرير موقف التحالف العربي، الذي رأى التقرير أن الأجراءات التي يقوم بها وقتها كان الهدف منها ،منع تدفق الاسلحة الايرانية للحوثيين، وليس لعرقلة وصول المواد الغذائية والمشتقات النفطية .
وحدد التقرير وقتها أن وجود هذا السفينة من دون أي صيانة منذ عملها ،فاقم مشاكلها وخلق العديد من التعقيدات لدى صافر والذي رفع تكاليف صيانتها وخسائرة ، ومع بقائها في فترة الحرب التي بدأت في 2014 حيث زاد ذلك من التدهور الكبير لواقع صافر .
وقال التقرير ” قد يكون تلكؤ الحوثيين، ومنع وصول التقنيين إلى السفينة هو للحفاظ على وضعها، كقنبلة قابلة للانفجار في أي لحظة وأعتبارها ميزة تكتيكية، واستراتجية تستحق ابقاءها على نفس الوضع الذي هي عليه”
وأضاف التقرير أن الحوثيين يعملون على وضعها كتكتيك عسكري، وهددت قيادتهم في فترات مختلفة بإفراغ النفط الخام في البحر الاحمر، إذا لم تتوقف عملية التقدم نحو موانئ الحديدة ،وهددوا بتفخيخها وتفجيرها إذا ماحاول التحالف والشرعية الاقتراب منها .

مساع دولية لايقاف الكارثة:


تقول الامم المتحدة بأن الخزان العائم “صافر” يرسو، قبالة شواطئ اليمن في ساحل البحر الأحمر.
وتحدد الامم المتحدة أن الخزان عبارة عن ناقلة نفط عملاقة ومتهالكة، معرضة للإنهيار أو الإنفجار في أي لحظة، إذا لم يبدأ العالم بالتحرك للعمل على تفادي هذه الكارثة.
وأعلنت الأمم المتحدة عن إستعدادها ،لتنفيذ عملية انقاذ طارئة لمنع وقوع الكارثة، ولكن، وبسبب ضعف التمويل، فقد تأجل نقل النفط من الخزان المتهالك، الى سفينة آمنة.
وحسب توجهات الامم المتحدة فإنها ،تهدف من هذه الحملة الى جمع 5 ملايين دولار من التبرعات الفردية، وسيتم تمديد حملة التبرعات لإعطاء فرصة لجمع التمويل الكافي للحملة.
وفي 11 مايو 2022، إستضافت كلٌ من مملكة هولندا ،والأمم المتحدة مؤتمرا لتعهدات المانحين في لاهاي لدعم الخطة المنسقة عبر الأمم المتحدة لإنهاء هذا الخطر.
وتعهد المانحون بتقديم حوالي 38 مليون دولار ،ولكن لا تزال الحاجة لتوفير بقية التمويل اللازم ملحة قبل فوات الأوان.
وتحتاج الأمم المتحدة إلى 80 مليون دولار ،لتنفيذ عملية طارئة أولية لنقل نفط الناقلة صافر إلى سفينة أكثر أمانا.

التعجيل بالحلول:


يقول هيثم عبد الحميد مهندس نفطي لموقع ” يمن الغد” أن مشكلة سفينة صافر العائمة من البداية، كانت سياسية وتم وضعها في مساحة من التأكل والتدمير المقصود ،وفق نهج يدل على غياب مسؤلية كل الاطراف في الحرب وعدم رغبتها في الحل .
ويبني هيثم موقفه على مزاج كل الاطراف السياسية ،والقوى المتصارعة التي أخرت معالجة الحلول لصيانة صافر حتى ماقبل 2014 لان صافر ،كانت في هذه السنة قد عانت من غياب خطط صيانتها أو ايجاد مساحة أمنة تكون قريب على اليابسة لتصريف النفط وتصديره .
وقال” تأخر الحلول فيما يرتبط بصافر ،هو لمادية وانتهازية كل الاطراف فالحوثيون يريدون الحصول على النفط والمال ،ولديهم خطط لاستخدام هذه السفينة كهدف عسكرية وضربها وتفجيرها إذا اقتضت الضرورة، وليسوا مهتمين بالبيئة والتلوث لانهم مليشيات لاتدرك مصالح البلد .
وأضاف أن الشرعية والتحالف لم يتجهوا للنظر في استمرار الصيانة وادخال المواد الهامة والاساسية لبقاء صافر وعدم تعريضها للتوقف واسعافها بمواد مرتبطة بإنقاذها .

زر الذهاب إلى الأعلى