المكتب السياسي للمقاومة الوطنية في تعز.. توازن جديد للخلاص من الفوضى

يمن الغد/ تقرير _ خاص

في الوقت الذي انزوت مدينة تعز، في زاوية ضيقة بفعل الصراع البيني وتصاعد انتهاكات الجماعات المسلحة- وبات العمل السياسي فيها وفقا لاجندات ايديولوجية متشتددة، تشهد المدينة افتتاح مقرًا للمكتب السياسي للمقاومة الوطنية الذي يترأسه العميد طارق صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي.

استعادة الهوية:

تنشط عناصر متطرفة بافكار معادية للمجتمع والهوية والوطنية في وقت تغرق المدينة بفوضى تغذيها صراعات تصب في مصلحة مليشيا الحوثي الانقلابية، الأمر الذي يستوجب الخروج من بوتقة الصراع ووهشاشة الوضع باعادة تلاحم القوى الوطنية وفقاً للناشط السياسي محمد الحسني متحدثا ليمن الغد.

من جانب المحلل السياسي خالد بن طالب، تحدث ليمن الغد بأن تعز منذ سنوات مضت فقدت مكانتها السياسية وتلاشى ذلك الزخم الإيجابي الذي كانت تجود بها أطيافها رغم التباين، فالايديولوجيا عهدت في تعز انها تخلق حراك تفاعلي منسجماً مع الهوية الوطنية والوعي الانساني والحضاري.

توازن جديد:

ولعل ما حدث من صراع بين الفصائل المقاومة للانقلاب الحوثي منذ 2018، رمى المدينة في عاصفة  من الفوضى  ليعم النهب والقتل والاختطافات، إلا انه وفقا للمحلل السياسي محمود قويدر فإن حقن المدينة بالمقاومة الوطنية التي عهد عنها تتمتلك مقاومات وطنية ومهارات في التأقلم مع التباين الذي أفرزته صراعات انجبتها الحرب الذي تسببت بها مليشيا الحوثي وهو ما تسبب بتصدع جبهة المقاومة وتراجع معركة التحرير كثيرا.

يضيف قويدر ليمن الغد بأن افتتاح مقر للمكتب السياسي للمقاومة في تعز، سيكون عاملا ايجابيا في خلق توازن جديد لواقع مخلخل بفعل تهور غير محسوب لأطراف الصراع في القيام بسياسات خدنة لأجندات اقليمية، إذ هذه السياسات فرضت على طرف ما إقصاء أطراف أخرى بإجراءات ولدت عداء تدفع مدينة تعز وسكانها والجبهة الوطنية ثمنها ناعيم عما افرزته من تهلهل في القوة العسكرية للجبهة الوطنية.

نشاز مرفوض:

يمتلك المكتب السياسي للمقاومة الوطنية خيارات وأجندات في معركة التحرير ضد جماعة الحوثي، لعذا يشدد بن طالب على دعم المكتب السياسي في تعز وعدم الانجرار وراء اصوات نشاز عهد عنها التسبب بعزلة تعز واغراقها بالعبث.

ويعتقد الإعلامي صلاح الشجري أن مدينة تعز لم تكن طوال السنوات السابقة قد شهدت أي استقرار وذلك بعد زيادة الفراغ الأمني والسياسي وضعف بعض القوى السياسية في مواجهة تحويل المدينة ضمن إطار الأجندة السياسية العميقة، وتحت تأثير الداعم الإقليمي لهذه السياسات.

وقال: “المكتب السياسي للمقاومة سيلعب دوراً أكبر في إيجاد تحالفات سياسية جديدة بعد تشكل المجلس الرئاسي، ووجود المكتب السياسي هو بداية لتعزيز الجبهة الداخلية وخلق نوع من التمسك في مدينة تعز، والتي تضررت بعد الصراعات الدامية التي جعلت المدينة حكرا على بعض القوى.

وأضاف إن محاولة البعض شيطنة المكتب السياسي للمقاومة هو في الأخير تكريس للسياسات العنصرية والأجندة الضيقة التي أدت لتفكك مجتمع تعز وعرقلة كل الجهود لهزيمة المشروع الحوثي، وهو ما أدى إلى بقائه ليخنق المدينة ويذل سكانها.

وفي تصريحه ليمن الغد، شدد محمد الحسني على ضرورة أن يعي الناس أن خطاب الكراهية، الذي يستهدف تواجد المكتب السياسي في تعز، ما هو إلا إفراز لقوى تخشى على مكاسبها الذي نالتها على حساب تعز وأبناءها وتسببت في إدخال المدينة بمعارك جانبية خدمة للانقلاب والتطرف على حد سواء.

واشار الى ان الأطراف التي حشرت تعز في عزلة منذ سنوات وافقدتها مكانتها وزخمها يجب الآن ان تسمع صوتاُ رافضاً لخطاباتها وأهدافها.