يرفضون أن يمنحوا القاضي مرتبه الذي بات بالمقارنة مع القدرة الشرائية اليوم أقرب إلى الصدقة من أي مسمى غيره.
وبدلا عنه يمنحونه دون الصدقة بمسمى نصف راتب، وبالتالي يحولونه إلى عمل السخرة أو دونه.. إلى قن أو عبد.
وأكثر من هذا منعوا عليه كتابة البصائر وغيرها من الأعمال التي كان بإمكانها تحسين دخله للحفاظ على حياته أو بقائه المادي.
حصار فوق حصار، وتجويع على تجويع.
سدوا عليه كل سبل العيش الكريم ولم يبقوا له من خيار آخر غير الرشوة واختلاس ونهب المواطنين الباحثين عن عدالة، وممارسة الفساد وإفساد العدالة.
والسؤال الكبير: لماذا تمارس السلطة هذا القدر من التجويع والحصار على القضاة ولديها من الممكن والوفرة أن تفعل كل شيء للقضاء وللقضاة؟!
ومثل هذا عملت وزارة التربية والتعليم في صنعاء والتي منعت المدرسين العاملين في المدارس الحكومية الذين يعملون بنصف راتب كل ثلاثة أشهر أن يعملوا في المدارس الخاصة أو الأهلية حتى يبقوا على رمق حياة لهم ولأسرهم التي تتضور من الجوع، وتعيش المجاعة.
هذه السلطة تمارس الطغيان على مواطنيها.. وأكثر منه التجويع والحصار والإذلال.
إن الجماعات الدينية تريد أن تحول شعبها إلى أقنان وعبيد وسخرة ومتسولين فيما هي تجني من كدهم الوفرة التي باتت من كثرتها وعفونتها تزكم الأنوف.
- من صفحة الكاتب على الفيسبوك