لولم يكن لي من شرف المشاركة كممثل وحيد للصحفيين والكتاب اليمنيين، في اجتماع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الاسكوا) ضمن فريق الخبراء والصحفيين والكتاب العرب المنعقد ببيروت، لبلورة مستقبل افضل للمنطقة العربية ووضع مشروع “الرؤية العربية المستقبلية ٢٠٤٥”، إلا فرصة التعرف على شخصية زميل مشارك بالاجتماع بحجم الدكتور العراقي عبدالمحيسن شعيب، الشخصية القومية الضارب بمواقفه العروبية وذكرياته الشيقة في تاريخ دول المنطقة العربية بكلها، لكانت كافية بالنسبة لي وتستحق مني تقديم الشكر والعرفان لسعادة الدكتورة الكويتية الأصيلة رولا دشتي، وكيلة الأمين العام والأمينة التنفيذية للاسكوا، على الدعوة ولكل طاقمها وفريق العمل في الاسكوا على روعة التنسيق ونجاح جهودهم المشهودة حقيقة وبكل صراحة وشفافية ووضوح وصولا إلى روعة التعامل مع المشاركين وتقديم كل التسهيلات لوصولهم ونجاح مشاركتهم ورصد كل ملاحظاتهم وتوثيق مقترحاتهم باهتمام لافت.
بل ويمكنني ان ازيد من شكري فوق ذلك للاسكوا وفريق عملها، على بعض الذكريات الجنوبية الحصرية التي خصني بها الرفيق القومي والعروبي المعتق شعيب، وهو يحدثني بعجالة على هامش استراحة الاجتماع بصوته الجهوري وملامحه الشبيهة إلى حد كبير بالشاعر العربي الراحل نزار قباني، عن زياراته العديدة إلى الجنوب وعدن وصنعاء التي كان آخرها تقديمه ورقة عمل عن العدالة الاجتماعية في فعالية لمؤتمر الحوار الوطني ٢٠١٣ وقبل أن يقاطعه احد الحوثيين برفع أصبيه نحوه في إشارة إلى الموت أو الشهادة، قبل أن يأتي اليه إلى المنصة ويخبره أنه حوثي من جماعة أنصار الله، بينما كانت أول زياراته للجنوب في عهد الرئيس سالمين ربيع علي، الذي قال إنه التقاه عام ١٩٧٤م وكان يومها هو واياه في عز شبابهما وبصفته هو امين عام اتحاد الطلاب العرب يومها الذي كان يصادف أوج توهج المد القومي العووبي بالمنطقة، حيث تذكر أنه أقام معه بمنزله وأكل معه ببيته بعدن وأنه كان رئيسا عروبيا متواضعا بينما حرص هو والرئيس على ناصر محمد، من بعده على دعم وتشجيع منتج البيره المحلي من مصنع صيرة الحكومي للمشروبات الروحية وكانت ليلة من أجمل ليالي حياته وذكرياته في اليمن والجنوب على وجه خاص.
بينما وعدني بالمزيد من ذكرياته الجنوبية، في لقاءنا على شرف العشاء الأممي الخاص بعد مغرب اليوم،
وبعد انتهاء برنامج الاجتماع غدا بإذن الله تعالى.
وليت أحبتي الكرام يعرفوني حجم موسعة دماغة وروعة الحديث مع أحد أروع الشخصيات العربية النوعية الفريدة التي تشرفت بمعرفتها ومصادقتها هنا ببيروت، بعد أن تعمدت استفزازه بالسلام عليه والسؤال الاستفزازي بالنسبة له عن حال أشقاءنا بالكويت،واخباره بعدها ان اعز المعلمين في حياتي ومنذ مراحل تعليمي الابتدائي، كانوا من العراق العزيز وموطن العروبة الأول.
شكرا بيروت
وللحديث بقية أحبتي!