مصادر تكشف الأسباب الحقيقية لمغادرة منتخب اليمن بطولة كأس العرب للشباب ولماذا هُزم أمام السعودية؟

لم يمر خروج منتخب اليمن من ربع نهائي كأس العرب للشباب تحت 20 عاما والمقامة حاليا في السعودية مرور الكرام على الشارع الرياضي اليمني.
ورغم تجاوزه دور المجموعات بنجاح فإن خروج المنتخب اليمني الشاب من الدور التالي أمام نظيره السعودي أسال الكثير من حبر النقاد الرياضيين، في ظل آمال جماهيرية كانت ترشحه للذهاب بعيدا في البطولة.
تحليلات المراقبين لأسباب خروج منتخب اليمن من كأس العرب للشباب لم تخل من القسوة، وتحميل الجهازين الفني والإداري المسؤولية، عطفا على طريقة اللعب المتبعة أمام المنتخب السعودي.
وتستعرض “العين الرياضية” في السطور التالية أبرز الأسباب التي اعتبرها النقاد والخبراء تقف وراء خروج منتخب اليمن من كأس العرب للشباب.

أداء عشوائي:

الناقد الرياضي اليمني مراد أبوالرجال وقف أمام عدة أمور، ليس في المباراة الأخيرة فقط ولكن في البطولة ككل، معتبرًا أن وصول اليمن لهذه المرحلة والتعادل مع المنتخب السعودي الذي كان الأفضل تكتيكيا وفنيا وفرديا، والذي رشحه للاحتفاظ باللقب، “أمر جيد” للاعبين حرموا من أقل متطلبات الإعداد.


وأضاف أبو الرجال أن “خطة مدرب شباب اليمن محمد النفيعي بالوصول لركلات الترجيح تحققت، لكن من الغريب أنه أصر على عدم استبدال مهاجمه حمزة محروس والدفع بمهاجم ثان لاقتناص هدف، خاصةً في الثلث الأخير من المباراة، والذي لو تم كان سيسهل علينا التأهل بدلا عن ضربات الترجيح التي كان من الواضح فيها ضعف لاعبينا”.
ولمح الناقد الرياضي إلى افتقار منتخب شباب اليمن لفكر كروي، ورأى أن لعبه كان مكشوفا أمام نظيره السعودي، وأداؤه كان عشوائيا، بينما اعتمد المنافس على لاعبين متفاهمين بجانب حماسة الجمهور التي أعطتهم دافعا، في ظل الفوارق المهارية لصالح الأخضر.

تسريبات وحسابات خاطئة:


من جانبه، يرى يزيد الفقيه رئيس تحرير صحيفة “شووت” الرياضية، أن المباراة كانت سيئة من جانب منتخب شباب اليمن، لأنه لم يقدم لا أداء ولا مستوى ولا أي شيء، وفق وصفه، محملا الجهازين الفني والإداري المسؤولية.
وقال الفقيه” إن المنتخب هُزم قبل المباراة؛ بسبب ما قام به الإعلامي محمد الشومي من تجاوز خطير وتصوير تدريبات المنتخب واللاعبين والحراس وهم يتدربون على تنفيذ ركلات الترجيح وتسريبها إعلاميا قبل المباراة، وهذه “أكبر ضربة تلقاها المنتخب”.
وواصل: “الشيء الآخر أن الجهاز الفني لم يقرأ المباراة جيدًا، وكانت رؤيته سيئة وسببا مباشرا في الهزيمة؛ لاننا لعبنا بأداء دفاعي طيلة 90 دقيقة، ومن الطبيعي تلقي الهزيمة”.
وتساءل: “ما الفائدة من الذهاب لضربات الترجيح وأنت لا تملك أدوات الفوز؟”.. مضيفا: “الهزيمة كلها واحدة، سواء كانت بهدف أو بخمسة أهداف، ففي المباريات الإقصائية أما أن تهاجم وتفوز أو تدافع وتخسر”.

عيوب الأداء:


وجهة نظر الكاتب المستقل والناقد الرياضي سمير ناجي سخيم لم تختلف كثيرا عن سابقيه، حين تحدث عن أسباب خسارة المنتخب اليمني للشباب، مشيرا إلى أن لعب المنتخب بطريقة دفاعية كخطة من المدرب للوصول إلى ركلات الترجيح حمل الكثير من العيوب.
سخيم اعتبر أن طريقة اللعب هذه عرضت المنتخب لسلسلة هجمات متواصلة طيلة المباراة، ومنحت الخصم فرصة الاستحواذ والتحكم بسير المباراة، كما حرمتنا من استغلال الهجمات المرتدة؛ بسبب تراجع خطي الهجوم والوسط.


وانتقد الغياب الكامل لفكرة الهجوم عند منتخب الشباب، وانعدام النزعة الهجومية، الأمر الذي انعكس على قدرات لاعبي اليمن في السيطرة على الكرة حتى لثوان معدودة، فكانت أغلب التمريرات إلى خارج الملعب أو يستعيدها الخصم.
وهاجم سخيم من يبرر اللعب بهذة الطريقة وأنها ستخفف من الهزيمة الساحقة أمام منتخب قوي مثل السعودية، وقال إن كرة القدم لا تعرف المستحيل، وهزيمة المصنف الأقوى كانت أمرا ممكنا، لكن طريقة اللعب هذه جعلت المباراة مملة وسيئة وخلت من المتعة والإثارة.

تصفيات كأس آسيا.. رهان جديد:


خروج المنتخب اليمني الشاب من كأس العرب لم يكن آخر المطاف بالنسبة له، فالتأهل للدور ربع النهائي دفع اتحاد الكرة إلى الإبقاء على الجهازين الفني والإداري – رغم انتقادات المراقبين – وإعداد نفس الفريق والطاقم للاستحقاقات المقبلة.
هذا الأمر كشف عنه اتصال رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم، أحمد العيسي، ببعثة منتخب الشباب، من خلال إقامة معسكر خارجي خلال الأيام المقبلة؛ استعدادا لتصفيات كأس آسيا.
وخلال الاتصال أشاد العيسي بمستوى اللاعبين في مباراتهم مع المنتخب السعودي، وخسارتهم بركلات الحظ، موجها بالترتيب لأداء العمرة لجميع أفراد البعثة وصرف مكافأة مالية.
يشار إلى أن تصفيات كأس آسيا للشباب مقرر لها أن تنطلق بعد نحو شهر ونصف، وتستضيفها جمهورية لاوس.

Exit mobile version