وقع المطر وجلاميد الموت!

كتب / علوي سلمان

السماء ملبدة بالغيوم ، السحاب تختبئ خلفه حبيبات من اكسير الحياه
حرارة شمس توهجت بشدة الى قبيل الظهر فاستئذنت بالمغادرة والانسحاب من على وجه البسيطة كي تخلفها كتل من البرودةمخلوطة برذاذ حبيبات المطر، رياح تحرك الاغصان بلطف وهدوء، تشعرها ،عم قليل سترتوي
خطرات نسيم عليل أشتاطت فرحا وهي تمر لتدغدغ المشاعر وتلامس الخدود وتعطر الأنفاس، وتشفي صدور تنفست حرارة صيف مرتفعة رفع ضغطها ،وزفرت كوه مملوء سخونة ووهيج ،
فيما شجرة العسقل تفتح مقلتيها لتنظر في أرجاء السماء وتغييراتها الوليدة المفعمة بالامل والخير واللطافة..
ثمة مستجدات أجوائية تغسل عاهات وأدران تلبثت بالبلاد والعباد، وأغرقت قلوبها فزعا ونكدا ومعاناة وألما ..
وأرجستها ظلما وتعذيبا،


شتان بين بشائر خير تأتي من السماء لتفرح كل من على المعمورة،
وبين نواكب وأحزان يختلقها الانسان عمدا، ويصدرها لأبناء جلدته من البشر، فتسقيهم هموما وغموما ومأسي مستدامة لاتنقطع ان لم يكن كأس الردى،
فارق شاسع لاوجه للمقارنة الا من باب حب التعرف والمعرفة، وفضول الاحاطة والادراك
بين من ينثر قراعيدوجلاميد الموت ومفجرات البارود التي تحصد الرؤوس وتقتل الحياة وتزيل جميل وعمران..
وبين من ينزل ماء مباركا غدقا، فيحي به أرض موات وبلدة موتى ونفوس عطشى وقلوب هلكى،
تضاد لاينسجمان ولايلتقيان ليشكلان ودا
وهيج نار وبرودة ثلج
خضيرة وورود
يبس وأشواك
ظمأ وارتواء
تشجير وتصحر…
نبات ذابل وأرض جدباء تهتز طربا واستبشارا عند نزول قطرات الماء( المطر) لتبدد كوابيس الغم والقلق أرتياحا وسرورا كفتاة غنجة تختال زهوا وكبرياء كلما تذكرت معالم حسنها ومناقب جمالها، وكأنما عزفت عليها أنغام موسيقية لامست خوالج النفس واحلام الصبا وشجن ومشاعر الوجدان،


أية عظيمة نستشفها من أستدامة المطر على الارض على مر العصور والدهور، وإيحاء بأهمية احياء الارض وعمارة الحياة وبنائها وفق سنن الكون وقوانين الاله معنويا وماديا لتستزيد الدنيا بهجة ويضاف للانسان عمرا يحفظ نوعه من الزوال النهائي أو الانقراض،
دوام المطر دوام للحياة
فأيهما أحرص على بقائها وأستزادة تعميرها وعطائها من ينثر المطر على الارض، أم من ينثر جلاميد الموت جوا وبرا وبحرا..
على ضفاف الانهار قامت حضارات قديمة وحديثة ،
بلغت أوج أزدهارها بعدما سقت وزرعت ونمت وارتوت
صقلت المواهب والعقول الانسانية ومنها جاء التفكير السليم في العمل والكشف والكد والتصنيع والاختراع،
وعلى وقع القنابل وتطاير شظاياها ونثر بارودها هنا وهناك ، هلك الحرث والنسل وتدمرت تربة الارض وقتل طموح الانسان واجهضت أفكاره قبل ان تخرج الى النور، لتسترشد بمعالم عمارة الحياة لا بزوالها وتدميرها..
مخلفات مطر من احياء ونبات واعشوشب زرع وورود ومقاطن ومنافع لبني الانسانية جميعا..
من الاكثر حرصا لبقاء الانسان ومعيشته من صنع من الاكسجين والهيدروجين ماء يرويه ويحافظ على بقائه، أم من صنع من الهيدروجين سلاحا يفنيه ويبيده من الوجود..
تتصارع قوى الخير وقوى الشر فأيهما انتصر ، حكم وأسدى خيره أو نفث سمومه
جدلية قائمة لتعليب المشاكل وتصدير جلاميد الموت، أو لصناعة فرحتها واستقبال خيرها.. توأمان احدهما ينير دروب الحياه وينيمها، والاخر يطفأ مصابيح دروبها وقناديل آمالها،
حياة مليئة بالبسمة والفرحة، فيأتي من ينزع منها كل هذا ،ويفرغ عليها شحنات التوتر والقلق ،ويسحب عنها بساط البسمة والفرحة والنشوة والامل
والكل مولود في هذه الحياة من يمثل خير المطر ومن يمثل جلاميد الموت،
يرضعون من خيرات السماء سويا ويختلفون في النوايا والصفات
وكل في فلك عاشق الخير ومصدره وعاشق الشر وموصله..
له نار جهنم مثوى
والعاقبة للمتقين

Exit mobile version