في ذكرى عاشوراء ينبغي التنويه إلى أن الدوائر التي تكرس الاحتفاء بـ”ثورة الحسين” على حساب “صلح الحسن” تسعى لاستمرار الصراع الهاشمي-الأموي بصيغته الشيعية-السنية المعاصرة داخل الجسد العربي المسلم الذي أنهكه “الصراع الحسيني” ويتوق لـ”صلح حسني” يفضي لسلام دائم بعيدا عن دعوات الثأر.
علينا اليوم ونحن نعيش هذا “الهولوكوست” العربي الرهيب أن نختار بين “ثورة الحسين” التي تم توجيهها اليوم لاستهداف العرب و”صلح الحسن” الذي تم تجاهله لضمان ديمومة هذا الهولوكوست الطائفي الذي احترق الجسد العربي في أتونه.
إن دم الحسين لدى الشيعة ليس أغلى من “دم المسيح” لدى المسيحيين الذين يعتقدون قتله على يد اليهود، ومع ذلك تجاوز المسيحيون هذه العقدة وتمت “تبرئة اليهود من دم المسيح”، والاعتذار لهم عن الهولوكوست، وتجاوز أحقاد التاريخ، لينتهي الأمر بتبادل التمثيل الدبلوماسي بين الفاتيكان وإسرائيل.
لقد قُتل الحسين مرة واحدة على يد الأمويين، لكنه اليوم يقتل ويعتصر آلاف المرات على يد الإيرانيين وجماعات التشيع السياسي التي تدور في فلك طهران، الأمر الذي يتطلب بالفعل إنقاذه وإنقاذ التشيع من سيطرة أولئك الذين حولوا الحسين إلى زعيم مليشيا والتشيع إلى أيديولوجيا لخدمة أهداف مغايرة.
لقد اختار الخليفة عمر علي بن أبي طالب وزيراً له،وبعد سنوات قتل ابن ملجم علياً.
فما معنى أن ينصب على رأس عمر من “اللعن والكراهية” إلى اليوم أضعاف ما ينال ابن ملجم؟
ألا يعني ذلك أن “صناعة العدو” لا تتم حسب معايير كراهيته لـ”أهل البيت”،بل حسب معاداته لـ”أهل الإيوان” الذي قضى عليه ؟