تعرف على السلاح الذي بدأ إخوان اليمن استخدامه الآن من أجل شبوة؟

الانقسامات والضغط السياسي.. آخر أسلحة إخوان اليمن، وتمرد الإصلاح في شبوة فضح مخططاتهم

فشل الإخوان في السيطرة ونشر الفتنة بشبوة، جنوبي اليمن، وبدلا من الانصياع للدولة لجأوا لطرق ملتوية لجر البلاد نحو مزيد من الانقسام.

آخر تقليعات الإخوان كانت محاولة للضغط على مجلس القيادة الرئاسي، للحفاظ على مناصبهم، من خلال تصعيد حزب الإصلاح الإخواني وجناحه العسكري والأمني تهديداته سياسيا وعسكريا، وذلك بعدما أوجعته الضربات التي تلقاها مؤخرا في شبوة بإنهاء كابوس تمرد قياداته.

ما فعله الإخوان سيناريوهات متوقعة من تنظيم “مراوغ” لا يسعى إلا لمصالحه، حتى ولو كان على حساب دماء اليمنيين، وإضعاف دولتهم، وهو ما تستفيد منه مليشيات الحوثي.
ويرى خبراء وسياسيون أن فتنة شبوة فضحت الكثير من أوراق الإخوان، منها استخدام الإرهاب كورقة ضغط، والإخلال بالأمن، وممارسة الابتزاز السياسي بالقوة الناعمة والمسلحة، فيما يراهن التنظيم الإرهابي على إحداث انقسام في توافق المجلس الرئاسي كآخر سلاح لإبقاء نفوذه داخل مؤسسات الشرعية.

وهذا ما أكده آخر بيان للإخوان، لوح بتعليق مشاركته في مجلس القيادة الرئاسي، وهدد “بإعادة النظر في مشاركته بكافة المجالات”، مشترطين إقالة محافظ شبوة، وهو ما فسره الخبراء بأنه تبن للتمرد وتصعيد خطير يستهدف وحدة وتماسك مجلس القيادة الرئاسي.

مؤامرة وأخونة المؤسسات:

وكشف الخبراء الممارسات التي يلجأ إليها الإخوان، عبر أساليب مشبوهة ووهمية، منها إبقاء “أخونة مؤسسات الدولة”، بحسب الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة الدينية، صالح علي الدويل.

ويقول الدويل: ما جرى في شبوة مؤامرة حزبية إخوانية انقلابية مكتملة الأركان، ظلوا يعدون لها منذ وقت طويل، واستطاعوا أن يسيطروا على المفردات الأمنية والألوية العسكرية ويعملوا على أخونتها.

ويتابع أن “الأخونة” لم تكن فقط بهدف السيطرة على الجنوب، بل حتى ضد كل القوى والأحزاب التي تعارضهم في الشمال، مشيرا إلى أن الإخوان حاولوا الضغط بمسمى الشرعية لتحقيق أجندتهم ومشروعهم في شبوة، إلا أن مجيء الشيخ عوض محمد بن الوزير خلخل مشروعهم وجعلهم يكشفون أوراقهم.

واعتبر الدويل أن الإخوان استغلوا وجودهم في المجلس الرئاسي وراهنوا عليه لتثبيت وجودهم في شبوة، وهزيمة المحافظ سياسيا، عبر أساليب معينة للضغط والحفاظ على مكاسبها.

أكد أن رهان الإخوان كان “خاسرا” عندما فهموا دعوات محافظ شبوة ورسائله العقلانية بأنها ضعف، وقاموا بانقلابهم مستغلين وجودهم في المجلس الرئاسي اليمني، غير أن المحافظ بن الوزير اتخذ قراره وكانت كل مكونات وقبائل شبوة معه، الأمر الذي أفشل مخططات الإخوان ومؤامراتهم، بحسب الكاتب السياسي.

ويرى الباحث الدويل أن أخطر سيناريوهات الإخوان سيرتكز على “تنشيط الإرهاب الذي ستعمل بوتيرة عالية في شبوة، والقيام بتقطعات للمواطنين واختلالات أمنية ليثبتوا أن قرار المحافظ لم يكن مصيبا”، لكن قوات دفاع شبوة والعمالقة سيظلان صمام أمان للمحافظة.

الإخوان والقوة الناعمة:

الخبيرة الأمريكية المختصة بشؤون الأمن القومي والحركات الراديكالية أرينا تسوكرمان اعتبرت تمرد الإخوان في محافظة شبوة تأكيدا على أهمية “تطهير المؤسسات العسكرية والسياسية” من التنظيم الإرهابي.

وقالت الخبيرة الأمريكية في تصريحات صحفية “بعد الإطاحة بمحافظ الإصلاح في شبوة أواخر العام الماضي كان من الواضح أن أنصاره سيعودون، إما من خلال جهود القوة الناعمة وإما من خلال انقلاب”.

وشددت تسوكرمان على أن “الدرس الذي يجب تعلمه من هذه الأحداث للمجتمع الدولي هو أن تنظيم الإخوان الإرهابي يمثل تحديا للحكومة اليمنية مثله مثل مليشيات الحوثي، وسعيهم إلى السلطة كبير بنفس القدر”.

وأكدت أنه “يجب على مجلس القيادة الرئاسي أن يرى بوضوح أن الإخوان يسعون إلى السلطة المطلقة ويجب تقديم عناصرهم المخربة للمحاكمة، والقضاء على أيديولوجيتهم ذاتها، وكشف المتآمرين في تمرد شبوة، وإيصال ذلك بوضوح للمجتمع الدولي.

وأظهرت الحملة العسكرية التي أطلقها محافظ شبوة لإخماد تمرد الإخوان بعد استنفاد كل الخيارات السلمية أن حزب الإصلاح “غير مهتم بالحل السياسي أو الدبلوماسي والاتجاه الجديد لليمن يثير قلقهم، وهم يشعرون باليأس من خطر فقدان الوصول إلى نهب الموارد والقدرة على مواصلة التلاعب بالسكان”، وفقا للخبيرة الدولية.

آخر سلاح الإخوان:

الصراخ الإخواني بعد فتنة شبوة بما فيه البيان الصادر، الجمعة، اعتبره ناشطون يمنيون أنه آخر أسلحة في قبضة الإخوان للتهديد بها مجلس القيادة الرئاسي، وذلك بعد سنوات من احتكار الشرعية لتحقيق مخططاتهم.

وكتب الناشط اليمني فارس الجلال على حسابه في فيسبوك” أن “آخر سلاح لحزب الإصلاح الإخواني كان البيان، بعدما عزل الإخوان أنفسهم عن الشعب والأطراف والكيانات السياسية الأخرى باحتكارهم السلطة والوظيفة العامة”.

وأضاف “احتكار حزب الإصلاح البلد والشرعية فيه، الدبلوماسية في أعضائه، احتكار الدين، قادة الجيش وحتى الوطنية فيه، ولهذا من الطبيعي أن يجد نفسه معزولا ومنبوذا”.

من جهته، يصف رئيس تحرير يافع نيوز السياسي والإعلامي “ياسر اليافعي” حزب الإصلاح الإخواني بـ”الانتهازي” وأنه يستهدف إيجاد انقسام في مجلس القيادة الرئاسي ليخدم الحوثي ومن يقف خلف الحوثي ولكنه سيفشل وسيجد نفسه مجردا لا شيء عند الحوثي”.

ويرى اليافعي عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أن أفضل” ما يمكن أن يقدمه الإخوان للشعب اليمني شمالاً وجنوباً تنفيذ تهديده وترك الساحة للآخرين بعدما فشل طوال 30 عاما مضت”.

ويوافقه رئيس مكتب العلاقات الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي أحمد عمر بن فريد، بقوله إن “أكبر عمليات الابتزاز السياسي هي تلك التي يقوم بها حزب الإصلاح، لأنه متمرس عليها ومتخصص في أساليبها ولديه خبرة طويلة في ممارستها بلا خجل”.

وقال السياسي الجنوبي إن حزب الإصلاح الإخواني يمارس ابتزازه “وسط غطاء كثيف من الدجل والكذب وتزوير الوقائع، فعمليا لم ينجز شيئا في الميدان ولم يتواجد إلا في الإعلام معتمدا على خطاب شعبوي أجوف”.

وفجر الجمعة، أقر الإخوان بمسؤوليتهم عن التمرد العسكري ضد السلطات الشرعية بمحافظة شبوة، ولوحوا بالتصعيد والانسحاب من شراكة مجلس القيادة الرئاسي، وذلك ضمن حملة ضغط عسكرية وسياسية للإطاحة بمحافظ شبوة عوض بن الوزير الذي أحبط مخططاتهم.

Exit mobile version