من ذكاء الرئيس العليمي إختيار نائبه اللواء عيدروس الزبيدي، لرئاسة لجنة جمع الموارد الجنوبية بالدولة الشرعية، لاعتبارات عديدة أهمها في تقديري مايلي:
- أولا أن من يعرف حقيقة شخص الزبيدي للأمانة وللتاريخ والانصاف،،وكيف أدار عدن في أصعب مرحلة وبدون دولة أو أي دعم حكومي، ومع حربه أيضا على إمارات وخلايا داعش وأبو سالم بعدن..وكيف أعتمد بتفكير ذاتي على انشاء صناديق حكومية لتحصيل موارد الدولة إليها والانفاق منها على موازنة تسيير إدارات المؤسسات يعدن وصرف مرتبات الكثير من الجهات الحكومية، إلى جانب تحمله نفقات وتكاليف تشغيل الكهرباء ومحروقاتها وتبعاتها المرهقة جدآ للدول، من تلك الموارد،وبعد أن حسن تحصيل إيرادات ميناء الحاويات، واوصل عوائده إلى قرابة مليار ريال يوميا بعهده، والله يشهد أنني ممن أحصيت هذا المبلغ بعيني من خلال عدد “شوالات” الاموال وفئاتها التي كانت تنقل من جمرك الميناء إلى البنك المركزي اليمني بعدن، في عهده كمحافظ لعدن والذي لم يكن بالتأكيد عهدا منتعشا خدميا وتنمويا، كونه كان يحارب على كل الجبهات ويجمع الموارد وينميها ويحدد أولويات صرفها بدلا عن الحكومة التي كانت مغيبة واقعيا بشكل تام يومها، من يعرف هذا وغيره الكثير، عن ابو القاسم، سيعرف أنه شخص يمكن الرهان عليه بالفعل للقيام بهذه المهة الإنقاذية الكبيرة للدولة، إذا ما صدقت نوايا من حوله في إنجاح مهمته وتعاون لانجاحه التحالف وزملائه بمجلس القيادة الرئاسي، وبعيدا عن التطبيل والابتذال والإسراف في الاماني.
- ثانيا كون الموارد المطلوب تحصيلها هي فقط من المناطق الجنوبية ولا يمكن لغير الانتقالي المسيطر على الارض أن بنجح في تحصيلها والزام المسؤولين بمختلف الجهات الايرادية على تحويلها، باعتبار مأرب ماتزال متمسكة بدولتها الايرادية المستقلة.
َ- ثالثا كون الانتقالي الجهة الوحيدة داخل معسكر الشرعية اليوم، القادر بقوته العسكرية، على مواجهة أي قوة متمردة واجبارها على توريد مواردها للبنك المركزي بعدن وإقالتها ومحاسبتها واسترداد اي أموال منها.
- رابعا كون أكبر لصوص الموارد والمهيمنين عليها بمناطق الشرعية المحرحرة، من أصول شمالية مستقوين ومحميين بغالبية من اللصوص الجنوبيين القشاس المنتشرين داخل المؤسسات الايرادية ومن الصعب على غير الزبيدي، أن يفك شفرة هذا التحالف المصلحي وينهي هذه المعادلة المعقدة والقسمة الظيزى.
- خامسا أن تكليف الانتقالي بمهمة تحصيل الموارد لوضعه امام اختبار مصيري صعب لإثبات الذات والقدرة على إدارة الدولة اقتصاديا من عدمه حتى لا يصبح شريك بسلطة مجلس القيادة الرئاسي صباحا ومعارض له بالمجلس الانتقالي مساءاً.
وربنا يعينه وينصره ويعيد دولة اليمن المفقودة أو يحقق الدولة الجنوبية المنشودة على يديه.