لحج.. أم تنهي حياة طفلتيها وتتخلص من حياتها غرقا بسبب الفقر (صور)

عثر على امرأة في الثلاثينيات من عمرها وطفلتيها جثثًا في لحج أمس وسط غموض حول سبب الوفاة.
وأكد مدير بحث مديرية المقاطرة الرائد طارق أحمد ثابت الحميدي أمس الجمعة، العثور على امرأة وطفلتيها الاثنتين جثثا هامدة في إحدى السقايات بمنطقة الرفد بالمديرية.. واضاف أن التحقيقات استبعدت وجود أي عنصر جنائي في القضية، مرجحا أن يكون سبب الوفاة هو انتحار الأم بسبب الفقر والجوع.
وأشار الحميدي إلى أن الأم وتدعى خديجة عبدة قائد من أهالي السوداء الأشبوط 35 عاما، والطفلتين إلهام مختار عبدالكريم 10 سنوات، وأحلام عبدالكريم علي 7 سنوات، أعلن عن اختفائها منذ يوم الثلاثاء لتعثر عليهم إحدى النساء أثناء ذهابها للعمل في الأرض صباح يوم الأربعاء جثثًا هامدة تطفو في إحدى السقايات التابعة لأحد المواطنين، حيث جرى إخراج الجثث واتخاذ الإجراءات القانونية، مشيرا إلى عدم وجود دافع جنائي، وبناء على طلب أقرباء الضحايا تم التصريح بدفن الجثث.بحسب “الأيام” العدنية.
مصادر محلية قالت إن موقع السقاية في منطقة رفد طولها حوالي 15 مترا وعمق المياه فيها حوالي 3 أمتار وتبعد عن منزل الضحية مسافات طويلة، مشيرين إلى أن الضحية لم تكن تصل إلى هذا الموقع أبدا.
وكشفت تلك المصادر أن “الضحية سبق أن أفصحت بأنها سوف تنتحر نتيجة لما تعانيه من فقر وعدم مقدرة زوجها الذي يعمل بالأجر اليومي على توفير مصاريف أسرته بشكل منتظم، حيث قام قبل أكثر من شهرين بإرسال مائة ريال سعودي تقدر بعشرين ألف ريال لا تكفي لشراء كيس دقيق، فظروف الزوج صعبة”.
لم تأخذ شقيقاتها وأقربائها كلام الضحية بأنها سوف تنتحر على محمل الجد فكانت الضحية تقول “كم باتحمل واللي با يعطينا كم بايعطينا”. فمنزلها لا يوجد فيه أي شيء من مياه أو طعام فعند وصول الأمن لمنزلها لم يجد شيء.
قررت الضحية خديجة أخذ ابنتيها الاثنتين يوم الثلاثاء الماضي وإغلاق المنزل والذهاب لمسافة طويلة في منطقة جبلية ووعرة لإحدى السقايات ورمت نفسها هي وطفلتيها في تلك السقاية، لتعلن نهاية حياتها جراء فقرها وعدم مقدرتها وزوجها على توفير لقمة العيش.
من جانبها، قالت مدير مكتب حقوق الإنسان بلحج حياة الرحيبي، إن قضية انتحار أم وطفلتيها الاثنتين في إحدى خزانات مياه بإحدى قرى مديرية المقاطرة تعد قضية إنسانيه اهتز لها الرأي العام خاصة بعد معرفة أسباب الانتحار. إنه الفقر وأن الأسرة من أفقر الأسر في القرية وهي أسرة متعففة لا تشكو جوعاً ولا ألماً في ظل ما تشهده البلاد من أوضاع اقتصادية صعبة، وحيث إن زوج المرأة المنتحرة رجل يعمل في تعز باليومية ومنذ فترة لم يتمكن من إرسال لأسرته المتعففة حق الطعام وقوت يومهم.
وتساءلت الرحيبي عن دور المنظمات العاملة في الجانب الإغاثي والإنساني، ولماذا لا يتم تلمس حالات الأسر المتعففة في هذه القرية؟ وأن دور مدير المديرية يظل مغيبًا في هذا الموقف الإنساني الذي تنفطر منه القلوب وتقشعر له الأبدان، وقد تلقوا شكاوى مسبقة من مواطنين في بعض القرى الشرقية من أنه يتم إعطاء الإغاثات لقرى معينة فقط بحسب المحسوبية ويتم حرمان قري أخرى دون مراعاة.
إن هذه المناطق تقع تحت خط النار ومسيطرة عليها المليشيات الحوثية التي ألحقت ببعض القرى حصارا خانقا أدى إلى تدهور المستوى المعيشي وتقع تحت خط النار، وتم انتهاك حقهم في الحياة والعيش الكريم وها هي أول ضحية من ضحايا الفقر، زهقت فيها 3 أرواح نتيجة للفقر والوضع الاقتصادي المتردي وعدم قيام الجهات المختصة بواجبها الإنساني من تلمس الحالات الإنسانية التي تقع تحت خط الفقر خاصة مثل حالة الضحية لبيبه التي انتحرت وهي فقيرة ومتعففة ولم يوجد في منزلها ما يسد رمقها ورمق طفلتيها ففضلت الانتحار عن التسول.
وناشدت مدير حقوق الإنسان الجهات المعنية ممثلة بمحافظ لحج والمنظمات العاملة في الجانب الإغاثي والإنساني، إنقاذ ما تبقى من الأسر في المناطق الواقعة على خط النار في مديرية المقاطرة وهذه تعتبر أولى المآسي الإنسانية للفقر ذهبت ضحيتها 3 أنفس بسبب عدم إيصال المساعدات الإنسانية لمستحقيها في مديرية المقاطرة نامل منهم تلافي ما تبقى لإنقاذ كثير من الأسر المحتاجة والمتعففة.

Exit mobile version