الرئيسيةمأربمحليات

إخوان اليمن على خطى الحوثي.. صحافة اللون الواحد في مأرب

منذ 8 أعوام، استطاع حزب الإصلاح الإخواني عزل مأرب إعلاميا عن باقي محافظات اليمن بعد أن كرس صحافة اللون الواحد على خطى مليشيات الحوثي.
وعمد حزب الإصلاح، الواجهة السياسية لتنظيم الإخوان الإرهابي، على التضييق على الصحفيين والتنكيل بهم ومطاردتهم محتكرا مهنة صاحبة الجلالة على مجموعة من العناصر المنظمة عقائديا القادمين من خارج أطر المؤسسة الإعلامية.
واستغل الإخوان سيطرتهم على القرار العسكري والأمني والاستخباراتي في مدينة مأرب بما فيه القوات الخاصة في فرض رقابة لصيقة وشديدة على العمل الصحفي دون السماح بأي هامش للحريات الإعلامية ما سبب في حجب جرائم التنظيم الإرهابي إلى جانب جرائم الهجمات الصاروخية الباليستية لمليشيات الحوثي الإرهابية.

تفريخ المناصب الإعلامية
كما استغل الإخوان سيطرتهم طيلة الأعوام الماضية على وزارة الدفاع اليمنية في السيطرة على المواقع والمنصات التابعة لها، فضلا عن الهيمنة بشكل مطلق على التوجيه المعنوي والذي تحول إلى جهاز أمني مرتبط بالهيكل التنظيمي لحزب الإصلاح بعيدا عن المؤسسة العسكرية.
ووزارة الدفاع هي إحدى الجهات التي استهدفها الإخوان باكرًا للسيطرة على مفاصلها الإدارية ودوائرها وقوام وحداتها الميدانية، وكانت دائرة التوجية المعنوي وإدارات الإعلام في الألوية والمناطق العسكرية هدفا رئيسيًا للتنظيم الذي كدس أفراده فيها واحتكر العمل فيها وحولوها إلى منصات أيدلوجية لا وطنية.

دورية موالية للإخوان في مأرب
وقالت مصادر إعلامية لـ”العين الإخبارية”، إن الإخوان غرست الناشطين العاملين في مواقع “الصحوة” و”العاصمة أونلاين” و”مأرب برس” وغيرها من وسائل إعلام الإخوان في إدارة شعب التوجيه المعنوية في وزارة الدفاع وإدارة الصحيفة الرسمية للوزارة (26 سبتمبر).
كما غرست عناصرها في مراكز إعلامية شيدتها على مستوى العسكرية (الخامسة، السادسة، السابعة، الثالثة، الأولى) والمحاور القتالية وإعلام الألوية، إذ فرخ الإخوان مهام ومناصب إعلامية في وزارة الدفاع لاستيعاب عناصرهم ونشطائهم للعمل باسم الدولة على رأسه “المركز الإعلامي للقوات المسلحة”.

فتوى انتهاك المحظور
بعيدا عن الصحف الرسمية أو وسائل الإعلام الإخوانية، تعددت آلة البطش لقوات حزب الإصلاح بحق الصحفيين والتي وصلت حتى إلى اتباعه من الملتحقين بالدائرة الإعلامية للحزب الإخواني ممن يتمتعون بمهام.
أحد هؤلاء هو الإعلامي رداد السلامي الذي نشر مؤخرا قصة استقالته من حزب الإصلاح الإخواني، واتهمه بتدميره نفسيا وإعلاميا وجسديا وانتهاك المحظورات الدينية والأخلاقية في سبيل الحصول على المعلومات وإسقاط الخصوم.
وكشف السلامي أن قيادات الظل الدينية للإخوان أصدرت فتوى سرية تبيح استخدام النساء “الأرامل”، لممارسة جرائم غير أخلاقية تصل للشذوذ والمخدرات بهدف التجسس على خصومهم بما فيهم الصحفيين.
ونشر في بيان استقالته من حزب الإصلاح أسماء القيادات الإخوانية التي أصدرت فتوى إجازة كل ما حرمه الدين من النساء والمخدرات وهم “أحمد عبده عبدالله القميري، فارع عبده فارع السويدي، عبدالوهاب محمد حمود الصنعاني”.
وكتب السلامي على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن “حزب الإصلاح الإخواني لديه جهاز مخابرات خاص يستخدمه في تدمير من يشاء وبأمر مباشر من رئيس الحزب محمد اليدومي”.

بلطجة ضد الإعلاميين
لم يسلم من سياسة التضيق الإخوانية أي صوت إعلامي في مأرب حتى أولئك الذين اعتبروا المدينة ملاذهم الأخير بعد أن فروا إليها هربا من آلة القتل الحوثية شمال اليمن.
الإعلامي اليمني حمود هزاع الذي يسكن بمخيم “الجفينة” أكبر موقع نزوح في اليمن ويستضيف 11000 أسرة يمنية تحدث عن وضع صادم من البلطجة الإخوانية بغطاء المؤسسة الأمنية ضد الأصوات الإعلامية النازحة.
وقال هزاع على حسابه في “فيسبوك” طالعته “العين الإخبارية”، إنه تعرض لتعسفات وبلطجة من أحد المنتسبين للقوات الخاصة الخاضعة للإخوان والتي وصلت إلى هدم سور مسكنه واقتحامه وانتهاك حرمته.
وأوضح أنه منذ أكثر من عامين وهو يطرق أبواب القيادات الأمنية وأقسام الشرطة وكل أبواب الدولة لكنها لم تقم بواجباتها إشارة إلى تقاعس سلطان مأرب الخاضعة للإخوان وتواطؤها مع عناصرها البلطجية.
وعدد الإعلامي اليمني بعض الجرائم التي تعرض لها منها إشهار السلاح في وجهه وهدم سور مسكن أطفاله وانتهاك حرمته وترويع يومي للأطفال عبر إلقاء الحجارة وممارسات ممنهجة لإقلاق سكينته وعائلته وجرح والكرامة والتضييق على الحياة المعيشية.
وطالب السلطات الشرعية بالنظر إلى مخيم الجفينة والقيام بمسؤوليتها ومحاسبة من يتاجرون ويمارسون أعمال البلطجة ضد النازحين المشردين من مليشيات الحوثي، داعيا إلى انصاف مظلوميته وردع المعتدي.
يشار إلى أن حزب الإصلاح شكل في مأرب القوات الخاصة كقوة عسكرية وأمنية، يصل قوامها إلى أكثر من 10 آلاف فرد، وتستخدم في قمع وإهانة النازحين والأصوات الإعلامية وحتى القادة العسكرين والقبليين الذين لا يدينون بالولاء لتنظيم الإخوان الإرهابي.

زر الذهاب إلى الأعلى