معسكرات وآلاف الأفراد تعرضوا للاستقطاب والتجني بمحافظتي تعز ولحج، ضمن مليشيات مسلحة تابعة لإخوان اليمن ترنو لتنفيذ مخططاتهم التوسعية.
واقع يضع القوى السياسية اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي أمام استحقاق هام لفرض سيطرة الدولة وإنهاء كل التشكيلات المسلحة والمعسكرات التي نشأت باسم مواجهة مليشيات الحوثي قبل أن تصبح وجها آخر للانقلاب والتمرد، كانه أقربه تمرد شبوة العسكري.
وقالت مصادر عسكرية” إنه خلال ما يقرب من 5 أعوام تشكلت معسكرات عديدة خارج إدارة المنطقة العسكرية الرابعة ووزارة الدفاع وتحصل على تمويل خارجي كبير ساهم في زيادة عدد هذه المعسكرات والمليشيات.
وتحولت هذه المعسكرات إلى وكر للإرهابيين والعناصر الإخوانية المتطرفة على رأسها القيادي الإخواني أمجد خالد الذي تتهمه السلطات في عدن بتمويل سلسلة من العمليات الإرهابية ضد المسؤولين العسكرين وفي الحكومة اليمنية، وذلك بالتنسيق مع الحوثيين، وفقا للمصادر.
نقل خبراء:
وفي مسار مواز، تعمل قيادات إخوانية على استقطاب آلاف الشباب والجنود في الجيش اليمني إلى معسكراتها التدريبية مقابل مبالغ ضخمة، في مخطط يجري بتسهيلات كبيرة من قيادات إخوانية تتغلغل في المؤسسة العسكرية والأمنية وأخرى تقيم في الخارج.
معلومات من مصادر عسكرية كشفت عن تنسيق سري بين قيادات إخوانية في اليمن وقيادات من التنظيم الدولي وتم نقل خبراء عسكريين ومدربين إلى تعز، عبر تهريبهم من القرن الأفريقي.
كما سهل إخوان اليمن دخول البعض من هؤلاء تحت غطاء أنهم “طلاب” و”أكاديميين” للعمل والدراسة في جامعات خاصة أسسوها في محافظة تعز.
ويتخذ الإخوان من بلدة الحجرية الواقعة في الريف الجنوبي والجنوبي الشرقي لتعز وفي المناطق الحدودية بين محافظتي تعز ولحج الجنوبية معقلا لنشر مليشياتهم وتموضعها في معسكرات ومواقع عديدة.
وتطل مرتفعات الحجرية الجبلية على ميناء المخا ومضيق باب المندب. كما تقع على الحدود مع جنوب اليمن، وقد سقطت في يد مليشيات الإخوان في أغسطس/آب 2019 عقب حرب خبيثة طالت اللواء 35 مدرع بالجيش اليمني.
معسكرات الإخوان :
وقالت مصادر عسكرية إن قيادات التنظيم الدولي انتهت من تجهيز معسكرات في كل من يفرس وراسن والصنة والفوادع والأول كان النواة الأولى لمعسكرات التنظيم الدولي في تعز اليمنية.
وتمول جهات خارجية ودول المعسكرات في تعز عبر ذراعها الشيخ الإخواني حمود سعيد المخلافي، وهو القائد الفعلي لهذه المعسكرات الخارجة عن الشرعية والتحالف.
فيما تشرف قيادات إخوانية ميدانيا على هذه المعسكرات، التي تشير المصادر إلى أن أعدادها تجاوزت نحو 12 ألفا، إلى جانب مجاميع أخرى تحمل اسم “الحشد الشعبي” التي تلقت تدريبات في معسكرات الشرعية بتعز بقيادة الإخوان، كقوة موازية غير مرقمة في كشوفات الجيش ويسعى الإخوان إلى إدماجها ضمن معسكراتها في تعز وقد تم ادماج اعدادا كبيره منها.
ويمنح محور تعز الخاضع للإخوان تسهيلات كبيرة في المعسكرات التدريبية التابعة للواء 17 مشاة واللواء 22 ميكا، والتي تحولت مع كثير من المدارس في تعز المتضررة من الحرب مع الحوثيين، إلى معسكرات تدريبية للمليشيات الممولة إخوانيا.
واستقطبت معسكرات الإخوان جنودا من معسكرات اللواء 35 مدرع واللواء الرابع مشاة جبلي واللواء 145 واللواء 17 مشاة واللواء 22 ميكا، وكل هذه الألوية تتبع محور تعز الخاضع للإخوان، بينما يملك حمود المخلافي نفوذا كبيرا داخل “اللواء 170 دفاع جوي” الذي يستفرد بقرار إدارته.
ويتم تدريب وتسليح هذه المليشيات، وفقا للمصادر، على شاكلة مجاميع يتواجد قسم منها في المعسكرات، وقسم آخر كقوة احتياط يتم استدعاؤها حال الحاجة لها لتعزيز أي معركة، كما حصل في معركة اجتياح الحجرية والهجوم على مواقع اللواء 35 مدرع في عام 2019.
وأشارت المصادر إلى أن معسكرات الإخوان في تعز نشطت في شراء قطع سلاح ثقيلة ومتوسطة من معسكرات الجيش اليمني، بينها مدفع متطور كانت تملكه قيادة اللواء الرابع مشاه جبلي التابع لمحور تعز، والذي تحول قائده الى قائد محور مستحدث باسم محور طور الباحة ما بين لحج وتعز.
ويطالب كثير من اليمنيين في تعز بتدارك الأمر وإحباط المخططات الإخوانية والتي استغلت السنوات الماضية لتوسيع معسكراتها الميلشياوية المعادية لليمن والجنوب خاصة ودول التحالف العربي والمنطقة عامة.
وجه آخر للحوثي:
وسبق أن حذر خبراء من مليشيات الإخوان في تعز واعتبرها أهم وأخطر الملفات العسكرية على طاولة الشرعية كونها مجموعات منفلتة لا تستند لمؤسسة رسمية ولا تختلف عن مليشيا الحوثي، وتتواجد خارج منظومة الدفاع المشترك للتحالف ووزارة الدفاع اليمنية.
كما أنها تعد للسيطرة على المحافظات الجنوبية ومضيق باب المندب وفق خطة ومطامع الإخوان للتمدد إلى المناطق الساحلية المجاوره للمصالح الدولية.
وحذر الخبراء من “ملشنة الإخوان” للجيش الوطني وبناء مليشيات فرخت من رحمها مليشيات أكثر خطورة وإرهابا، وهي مليشيات بقيادة حمود سعيد المخلافي، وتكن ولاء مطلقا للتنظيم الدولي للإخوان وتتلقى دعما سخيا من غذاء وتسليح ورواتب وإمكانيات من الخارج.
وأوضحوا أن “تلك المليشيات أنشأت معسكرات كبيرة خارج الشرعية تماما، وتستعد لتشكيلات خارج سيطرة الدولة، وتنتشر بشكل مدروس تماما لتشديد الخناق على الحجرية عقب الاستيلاء على اللواء 35 مدرع، وتحولت إلى منصة لتهديد أمن واستقرار المحافظات الجنوبية.
وتشير المعلومات حول تجهيزات هذه المعسكرات إلى أنها تتدرب على كافة أنواع الأسلحة وتكتيكات “حرب الشوارع” و”الكمائن” واستخدام “العبوات والأحزمة الناسفة”، ويتم غسل أدمغتهم بخطاب تحريضي وتكفيري يستهدف تحالف دعم الشرعية.