ما دلالات التصعيد الحوثي في تعز؟

تواصل مليشيات الحوثيين محاولاتها المستميتة لإطباق حصارها الكامل على ملايين المدنيين اليمنيين في مدينة تعز، مركز محافظة تعز، جنوب غرب البلاد، في انتهاك جديد يهدد بانهيار الهدنة الجارية التي ترعاها الأمم المتحدة، وبنسف جهود المجتمع الدولي الرامية لتثبيت الهدنة واستئناف المحادثات السياسية.
وتشهد جبهة ”الضباب“ بمديرية جبل حبشي، غربي مدينة تعز، مواجهات هي الأعنف منذ انطلاق الهدنة الأممية، بين قوات الجيش اليمني ومليشيات الحوثيين، التي بدأت عملية تصعيد عسكرية جديدة مساء الأحد الماضي، من خلال هجوم واسع على مناطق متعددة في منطقتي ”الضباب“ و“ميلات“، إلا أن قوات الجيش الحكومي تمكنت من التصدّي له، ما أدى إلى مقتل 23 عنصرًا حوثيًا و10 جنود وإصابة العشرات من الطرفين.
وجددت المليشيات الحوثية، مساء الاثنين/ فجر الثلاثاء، هجومها العسكري نحو الجبهة الغربية لمدينة تعز، الذي استبقته بقصف مدفعي وقذائف ”الهاون“ على منطقة ”الضباب“، وسط محافظة تعز، في محاولة للسيطرة على الطريق الرابطة بين مدينة تعز وعدن، العاصمة اليمنية المؤقتة، التي تعدّ المنفذ الوحيد للمدينة المحاصرة منذ أكثر من 7 سنوات، وسط تعزيزات عسكرية وبشرية لها قادمة من مناطق سيطرتها المجاورة.
وتقبع مدينة تعز، مركز المحافظة التي تحمل ذات الاسم، منذ انطلاق الحرب اليمنية في مارس/ آذار من العام 2015، تحت حصار خانق تفرضه مليشيات الحوثيين التي تسيطر وتتمركز على مداخل المدينة الشرقية والشمالية والغربية، وتمنع أي تحركات أو تنقلات مدنية، ما أدى إلى مقتل 3 آلاف و590 مدنيًا، جراء القصف الحوثي وعمليات القنص المباشرة التي تستهدف المدنيين، منذ 2015 وحتى 2020، وفق ”مركز تعز الحقوقي“ المحلي.
وعلى مدى الجولات السابقة من المفاوضات التي احتضنها الأردن، بين الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثيين، برعاية أممية، منذ انطلاق الهدنة الأممية في أبريل/ نيسان الماضي، تبدي مليشيات الحوثيين رفضًا واضحًا بشأن فتح الطرقات والمعابر بشكل تدريجي في مدينة تعز المحاصرة، ومناطق يمنية أخرى، من خلال تعنتها ومراوغاتها المستمرة، ومحاولتها الالتفاف على بنود الهدنة التي وافقت عليها.
وإزاء عملية التصعيد الحوثية، التي تأتي في ظل جهود دولية متواصلة لاستئناف المحادثات بين الأطراف اليمنية برعاية من الأمم المتحدة، أعلنت اللجنة العسكرية الممثلة عن الحكومة اليمنية، في المحادثات الجارية بالعاصمة الأردنية عمّان، برعاية الأمم المتحدة، مساء الاثنين، تعليق أعمالها ”حتى إشعار آخر“.
كما اعتبرت وزارة الخارجية اليمنية هذا الهجوم ”تصعيدًا خطيرًا“ينسف جهود السلام.
من جهته، قال رئيس الوفد الحكومي المفاوض بشأن فتح الطرقات، عبدالكريم شيبان، في تغريدة على تويتر، مساء الاثنين، إن ”محاولة الحوثي مساء امس الأحد، قطع آخر شريان على تعز ينسف كل ادعاءات حرصها على رفع الحصار“.
ورأى وكيل وزارة العدل، فيصل المجيدي، أن هجوم الحوثيين على الضباب، بغية إغلاق المتنفس الوحيد لأبناء تعز ”يؤكد النفسية الإجرامية للحوثي وضربه لكل المفاوضات التي تجري عرض الحائط“.
واعتبر في تغريدة على تويتر، أن قيام وفد الحكومة العسكري بتعليق المشاورات ”مهم، لكن يجب اتخاذ إجراءات أكثر صرامة والحديث عن انسحاب كامل من المشاورات العبثية“.
وأكد المتحدث الرسمي باسم قوات ”المقاومة الوطنية“ عضو القيادة المشتركة في الساحل الغربي للبلاد، صادق دويد، في تغريدته على تويتر، أن ”تصعيد مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا خروقاتها في جبهات تعز بشن هجوم واسع في جبهة الضباب بالتزامن مع انطلاق جولة جديدة من المحادثات في العاصمة الأردنية عمان، تصعيد خطير يؤكد انقلابها على التزاماتها برفع الحصار عن تعز واستهتارها بجهود المجتمع الدولي ويهدد استمرار الهدنة الأممية“.
وقال الصحفي، همدان العليي، إن ”الوسطاء سيبلعون ألسنتهم أمام محاولات الحوثيين الدائمة التي تهدف لإغلاق المنفذ والمتنفس الوحيد لسكان مدينة تعز في الوقت الذي يطالبهم العالم برفع الحصار وإنهاء المعاناة“.
وأضاف في تغريدته على توتير، ”متى ينتهي مسلسل الخذلان؟! أنتم ترتكبون جريمة في حق اليمن عندما تمكنون العصابة العنصرية من رقاب اليمنيين“.

Exit mobile version