توحش حوثي تجاه القضاة.. لماذا اغتال الحوثيون “حمران”؟
يمن الغد/ تقرير – خاص
اثارت عملية قتل القاضي محمد حمران بعد يوم من اختطافه بصنعاء، استياء واسع بين اليمنيين، وتوجهت الاتهامات إلى جماعة الحوثيين بإعتبارها هي من قامت بعملية الاغتيال ،وفق مخطط لإستهدف القضاء والتأسيس لاستحواذ أتباعها على القضاء، بما يضعف الواقع القضائي خاصة بعد زيادة عملية التحريض الواسع على القضاة.
حجرة عثرة:
يميل رأي الكثير من اليمنيين حول الدور الذي لعبته قيادات حوثية ،والتي ظلت غير راضية على وجود القضاء باعتباره حجرة عثرة لمشروع النهب، الذي عززت به جماعة الحوثيين لسلطتها في الواقع السياسي والاقتصادي .
واتجه محمد علي الحوثي لمهاجمة القضاة وتصعيد لهجته في استهدافه، فيما قامت قناة الهوية، بالتحريض على القضاة.
وتعتبر حادثة مقتل القاضي محمد حمران هي الثانية، وذلك بعد مقتل القاضي أحمد العنسي وولده في محكمة بني الحارث، قبل أكثر من سبع سنوات.
يرى مصطفى صالح عبد الله اثناء حديثه لـ”يمن الغد”: أن التركيز الكبير الذي تقوم به جماعة الحوثيين، تجاه القضاء يأتي بناء على إدرك هذه المليشيات للدور الذي يلعبه في مواجهة اطماع قيادتها والعبث والفساد الكبير الذي أتى بعد أن سيطرت جماعة الحوثيين على واقع السلطة، ورغم اشكال الفوضى والتدمير فإن القضاء مازال ينظر لما تقوم به مليشيات الحوثي على أنه نشاط غير قانوني، وهو تعدي على واقع المؤسسات وممتلكات الناس .
واقدمت عصابة مسلحة على اختطاف القاضي حمران وقتله بعد يوم من اختطافه من أمام منزله بصنعاء.
ويجد مصطفى صالح أن جماعة الحوثيين تنظر للقضاء على أنه العدو الذي يقف أمام اخطائها ويوثق فساد قادتها ،رغم الدور الذي لعبته الجماعة في تعطيل كل أنشطة القضاء، وقيدته وسعت لفرض رؤيتها من خلال انشاء كيانات بديلة ،تتناسب مع غايات وطموح الجماعة.
وقال مصطفى ليمن الغد ” مقتل القاضي محمد حمران هو في الأسس عملية استهداف للقضاء برمته ،وهو توجه لإضعاف دور القضاء وتهديدهم ،ووضع القيود وعرقلة نشاط القضاة في مواجهة العديد من الاختلالات والتجاوزات، التي تقوم به جماعة الحوثيين اتجاه المجتمع، والذين هم متضررين من الأسس بواقع مليشيات الحوثيين.
لكن لم يتوقف القتل عند اغتيال حمران بل تم قتل عبد الله الكبسي ،وهو برلماني سابق أمام منزله في الحصبة ليكشف ذلك عن هناك فرق اغتيال حوثية سرية، تتشط بشكل أوسع وتقوم بإستهداف من لايرغب بجماعة الحوثيين ولديه اعتراض على أساليب حكمها .
أزمة داخلية وقلق متزايد:
يرجع عادل سفيان علي أن استهداف القضاة ومن يقفون ضد سياسات الحوثيين ،أو من لديهم توجهات لا تراه جماعة الحوثيين ترتبط بتوجهاتها، وهذا سبب ضعف كبير داخل جماعة الحوثيين من تزايد السخط الشعبي، وفشلها في إدارة المناطق التي تقع تحت سيطرتها
وينظر عادل إلى التطورات المتلاحقة بعد اغتيال عبد الله الكبسي والقاضي حمران ، لتؤكد أن هناك عملية تصفيات قد تم رسمها من قبل القيادات الحوثية، وذلك لتعزير قبضتها وخلق حالة من الخوف لدى المعارضين، ومن لا يرتبطون بمليشيات الحوثي حيث تسود مناطق الحوثيين حالة من القلق بسبب التدهور الواسع في الظروف المعيشية، وتزايد الاتهامات لمليشيات الحوثي حول فسادها وعبثها الذي جعل اليمنيين في الشمال يعانون ظروف ماسأوية.
وقال عادل لـ”يمن الغد”: جماعة الحوثيين لديها نظرة متطرفة ،لاتقبل بمن يهدد مصالحها غير المشروعة ولذلك تنظر إلى القضاء والقضاة كخصوم .وما مقتل حمران إلا اسلوب ترهيب وحالة من العبث الذي ستقوم بها جماعة الحوثيين في داخل القضاء ، وهي تمارس انشطة تطهير مذهبية ومناطقية “
وأضاف عادل أن هناك عمليات اغتيالات ستقوم بها الاجهزة الأمنية الحوثية ،خلال الفترات القادمة وستطال الكثير من المعارضين ومن لديهم أصوات رافضة، لعبث جماعة الحوثي لإن المليشيات أصبحت تعاني تفكك واسع داخل كيانها السياسي والعسكري.
أزمة سياسية:
تزايد الاغتيالات ناتجة في الأساس عن أزمة سياسية واقتصادية، في كيان مليشيات الحوثي وهذا مايذهب اليه رشيد عبد العزيز ناشط سياسي .
ويعتبر رشيد أن صراع الأجنحة والمصالح داخل مليشيات الحوثي، يبرز من خلال وجود حالة من ارتفاع موجة العنف والاغتيالات. كما أن استهداف الحوثيين للقضاء هو ناتج عن أزمة طبيعية لمنشأ الحوثيين كمليشيات، والتي لاتريد بقاء الواقع المؤسسي والدستوري ،لإن ذلك يكشف فسادها واجرامها .
وقال رشيد ” استهداف الحوثيين للقضاة والتضيق عليهم، يعطي جانبا مهم من طبيعة تشكيلة جماعة الحوثيين التي تريد فتح المجال، لتجاوزاتها ولا تريد أي طرف أن يعييق طموحها وغاياتها القائمة على النهب والفساد.