مؤسسات التعليم في مناطق الحوثي.. بؤر للعنف والطائفية
يمن الغد/ تقرير _ خاص
تواصل جماعة الحوثي إجراءاتها لتدمير العملية التعليمية في مناطق سيطرتها، لم تنتهِ بإدخال مواد طائفية ضمن المنهج التعليمي ولا بزيادة رسوم تسجيل التحاق الطلاب في العملية التعليمية، او فرض ترديد شعار الجماعة “الصرخة” في المدارس.
مراكز لتجنيد الأطفال:
خلقت جماعة الحوثي العديد من التعقيدات امام أولياء أمور الطلاب، والذي يهدف إلى تكريس الجهل والتخلف وبما يجعل خياراتها مفتوحة في التجنيد ،وفرض واقع يساعدها على تعميق اختراقها للمجتمع في المدن والأرياف .
وأدت الإجراءات الحوثية المتواصلة وتدخلها في الواقع التعليمي، إلى التسبب في تراجع اقبال الكثير من الطلاب على المدارس، فالواقع التعليمي ينهار بشكل مطرد منذ أن حولت جماعة الحوثي المدارس ، إلى مراكز لتجنيد الاطفال والمراهقين ضمن صفوفها .
يقول أحمد صالح عثمان ليمن الغد” أخذ التعليم يتجه ليكون له صفة طائفية، وأخذت جماعة الحوثيين تؤسس لنوع من التعليم الذي تخلق به نوع من العدائية والخرافة، ولذلك أصبح للتعليم حالة من التعبئة التي تتجه به الجماعة إلى تغير ذهنية الطلاب وتحريف الوقائع وصناعة الأكاذيب “
عملت جماعة الحوثيين على فرض العديد من السياسات ،ووضعت تكاليف كبيرة على التعليم سواء في ممارسة تدخلها السلبي ،أو في زيادة تكاليف التعليم ومع أن دولة قطر تدعم مناهج الحوثي فقد عملت المليشيات إلى تحويل تلك المنهج ،لما يشبه التركيز الطائفي وتغير طبيعة الحقائق، وحرفها ووضعها ضمن أجندتها .
يصف أحمد صالح عثمان الدور الواسع لجماعة الحوثيين ،في تخريب التعليم على أنه أصبح يقوم على العبث بمهام التعليم، فالمخطط هو تحويل هذه المؤسسات التعليمية لتكون مؤطرة تأطير سلبي واستبدادي تعمل المليشيات ضمن مساحته للترويج عن نفسها ،وإعطاء سياساتها بعدا ديني ومذهبي .
صناعة الجهل برؤية سلالية:
تتجه جماعة الحوثيين بالتعليم لتخلق منه مساحة ،لتنفيذ ظروف تعمقها والوصول إلى عقل الأطفال ولذلك توسعت الجماعة بالتغيرات الإدارية، ووضع يدها على المناهج ومن ثم ترديد الصرخات وخلق جيلا يتبع تعليمات مليشيات الحوثي ،التي كرست جهودها ونشاطها في المجال التعليمي، وعزز اهتمام الحوثي في خلق وجوده في النشاط التعليمي لقدرته في فرض وترسيخ أجندته وتعميق وجوده في المجتمع ،والاستفادة من الواقع التعليمي للتجنيد والخداع ، حيث استطاعت مليشيات الحوثي في الاعتماد على المدارس في تجنيد الطلاب والاطفال وقتل الكثير منهم في معارك المليشيات و التي راح ضحيتها اطفال تم استغلال، والتأثير عليهم ليتم بعدها إرسالهم إلى جبهات القتال.
ينظر سمير عبد الملك مدرس إلى خطط الحوثيين على أنها تعمل وفق طرق ونهج مليشياوي للعبث في الجانب التعليمي ،وهذا له خطورة تتركز حول طبيعة ما ينتجه الحوثيين من محتوى غير منضبط واخلاقي ،ويعمق ذلك صورة غير حقيقية عما يريده الحوثيين من اثبات احقيتهم السياسية والامر الأخر هو التغير والتحريف في الواقع التأريخي ،وتقديم ماحدث على أنه ضمن معارك الحق التي يرتبطونها بإنفسهم .
وقال سمير ليمن الغد” لم يتجه الحوثيين رغم كل مساوئهم للاهتمام بالتعليم بكل ما أضافوه من اخطاء وتحريف ،بل عطلوا العمل التعليمي برمته ووضعوا المعوقات وفرضوا تكاليف كبيرة فيه ،ومع أنهم لا يدفعوا الرواتب ولا يتعاملون من الناس الذين يحكمونهم بعدل ،فإنهم يريدون وضع التعليم ضمن نطاق تحكمهم لصناعة فوارق وخلق الجهل والامية ،ليسهل لهم التحكم بالناس “
وأضاف أن التعليم في مناطق الحوثيين انهار كثيرا واصبح تعليم مغلق ،وغير ايجابي وبدلاً من ان يكون التعليم منتج للمعرفة والقدرات ومعززا لخيارات الطلاب والاطفال ،للتفكير بإيجابية اصبح مجال التعليم محدد في التعاطي الضيق ،بحيث أن التعليم صار محدد في اثبات الولاية والحكم الابدي للحوثيين والذي يعتبرون أنفسهم من نسل الرسول محمد صلى الله وعليه وسلم. وهذا كذب ومغالطة وافترى، وصناعة الذل للناس.
عسكرة التعليم:
ترى عبير هاشم البريشي أن التعليم في مناطق مليشيات الحوثي ،صار بروح المذهبية ،وهو تعليم مغاير لأهداف العمل التعليمي الوطني المسؤول بقدر ما صار التعليم في واقع الحوثيين قائم على التحشيد والتجنيد، ومحو قيم العقل والحرية .
وتجد عبير هاشم وهي معلمة أن الحوثيين سعوا إلى تدمير البنية التعليم وأسسوا لطبيعة مغايرة، تعتمد على القضاء على واقع الدولة والأحداث المهمة في التأريخ اليمني ،وربطوا التعليم بسلوكهم هم وتقديس عناصرهم المتمردة ،والتي كان دورها هدم التأريخ اليمني وابداله بتأريخهم وتحريفهم لكل تحولات اليمنيين .
وقالت عبير ليمن الغد ” يسعى الحوثيين لتحويل التعليم وربطه وفق حاجتهم ،وتشكيل تعليم يؤسس للإمية ويدمر عقلية اليمني وارتباطه بوطنه ،بل حول الحوثيين التعليم لثكنة عسكرية وجعلوا من المدارس مراكز اعتقال ،ووضعوا المعلمين ومديري المدارس كمشرفين عسكريين، حيث يحقد الحوثيين على التعليم ويرون على أنه مصدر الخطر عليهم ،وهو بناء على نظرتهم يجب أن يكون التعليم مشلول وفاقد الوظيفة، ويعمل على غرس الولاء لهم والخضوع لوجودهم”.