الرئيسيةتقاريرشبوةعدنمحلياتملفات خاصة

الإخوان وورقة الإرهاب الأخيرة

يمن الغد/ تقرير _ خاص


زادت وتيرة العمليات الإرهابية بعد أحداث محافظة شبوة ، والتي صارت تستهدف القوات التابعة للمجلس الإنتقالي الجنوبي، ويتحرك تنظيم القاعدة الإرهابي بمخططاته العدائية لينفذ العديد من الهجمات أخرها العملية الإرهابية في أحور.
استعادة القوات الجنوبية لمحافظة شبوة من عناصر حزب الإصلاح الإخواني، أعقبتها ردة فعل تمثلت بظهور النشاط الإرهابي في المناطق الجنوبية.

ورقة الإرهاب:


ظهور عناصر القاعدة مرتبط بدوافع سياسية، بينما يلعب حزب الإصلاح بورقة الإرهاب بعد أن حاول تنفيذ تمرده على قرارات المجلس الرئاسي، بعد اقالة قيادات عسكرية وأمنية تتبعه في محافظة شبوة شرق اليمن.
شكلت الحادثة الإرهابية التي استهدف نقطة أمنية في مديرية أحور بمحافظة أبين ،صدمة لليمنيين فقد استشهد 22 من أفراد الحزام الأمني وأصيب 6 آخرين، فيما قتل 7 من الإرهابيين الذين نفذوا الهجوم، لتخلق هذه الحادثة إجماعا بين اليمنيين حول ضرورة مواجهة الإرهاب بإعتباره خطر يهدد المجتمع ويؤدي إلى زيادة الضحايا ويكرس لمزيد من العنف والدمار.


هذه الحادثة رسخت التعاطف بين اليمنيين والذين أعتبروا أن الإرهاب مازال يملك أذرع قوية، لينفذ أنشطته في ظل غياب الدولة وتزايد الصراعات، وحالات الفوضى التي تعانيها المناطق الخاضعة للمجلس الرئاسي.
ناشطون جنوبيون أعتبروا حادثة أحور تأتي ضمن ارتباط حركة الإخوان المسلمين في اليمن وتحريكها للملف الإرهابي وعلاقتها مع تنظيمي القاعدة وداعش المتشددتين ،في استهداف قوات المجلس الانتقالي بعد أن انحسر نفوذ قوات الإخوان المسلمين وتراجع سيطرتها على محافظتي شبوة وأبين.

الإرهاب سلاح الإخوان:


عملت القاعدة في العديد من أنشطتها الإرهابية في المناطق الجنوبية خاصة محافظات أبين وعدن ولحج ،لتكون طرفا في النزاع السياسي وهي تستهدف خصوم حزب الإصلاح والقيادات التي يدرك الإخوان أنها تمثل تهدد وجوده ،وعمل الاخوان من خلال أجنداتهم مع الجماعات المتطرفة لينفذون العديد من العمليات الإرهابية أدت لمقتل عسكريين ومدنيين ونشطاء، لكن أبين ظلت المحافظة المغلقة التي سعى حزب الإصلاح مابعد حرب 94 ليضع ثقله السياسي والعسكري فيها ،وقام ببناء شبكة عميقة ومتعددة المهام في واقع هذه المحافظة في الجوانب الاجتماعية والسياسية والعسكرية.
مصطفى أسعد عبد الله ناشط سياسي جنوبي يرى أن حادثة أحور حملت بصمات حزب الإصلاح ،فهو من يتحرك بحرية ويتحكم بكل مفاصل محافظة أبين وهذا ما كشفت عنه العديد من الأحداث الإرهابية ،التي تمثل نشاطا إخواني بحت، حيث برزت علاقة حزب الإصلاح وتعامله مع القاعدة والجماعات المتطرفة، كمخرج معد لكل هذه الأنشطة الإرهابية ليضغط نحو منع العديد من التوجهات لإضعاف سيطرته وقوته.
ويوضح مصطفى أن حزب الاصلاح يمثل العمق لكل الأعمال والأنشطة الإرهابية، فهو يرى أن مثل هذه الحوادث تضعف خصومه وعن طريق هذه الانشطة ينفذ الاخوان عمليات إرهابية ،لقتل الجنود وإضعاف المجتمع وارهابه.


وقال مصطفى ليمن الغد ” حزب الاصلاح بعد أحداث شبوة بدأ بوضع مظاهر الخوف في محاولة منه لمنع ضياع محافظات ظل ممسك بكل مقدراتها ومؤسساتها ،وأبين تعمق فيها الإصلاح كثيرا عبر مخطط سعى من خلاله حزب الاصلاح لتشكيل أكبر حاضنة اجتماعية وعسكرية له فيها ، ومول الاخوان مثل هذا التواجد وربطوه بعلاقات اجتماعية فيما تخضع كل المؤسسات لسيطرة هذا الحزب، وتبلورت في أبين مشاريع الإصلاح سواء في اعتبار أبين هي العاصمة الاساسية والروحية له “
وأضاف أن العملية الإرهابية في أبين ترتبط بالرفض الذي يبديه حزب الاصلاح لانتشار قوات المجلس الانتقالي ،والتي يرى أنها تستهدفه وتتنشر في مناطق وجوده فانقلاب الاخوان على المجلس الرئاسي، ومحاولاتهم عرقلة أي صفة سياسية وعسكرية في شبوة وأبين وحضرموت، هو مايجعل خيار حزب الاصلاح من خلال العنف والإرهاب واقع محتمل.

المعركة الأخيرة:


توفيق عبيد ناصر ناشط إعلامي جنوبي يصف حادثة احور بإنها تأتي ضمن حوادث متعددة ،أراد بها حزب الاصلاح عبر أجنحته في الجماعات الإرهابية الدخول بمعارك طويلة واستنزافية، لكل القوى التي لا تقف معه ضمن مشروعه .
وينظر توفيق أن خطورة حزب الإصلاح في أن مليشيات لها ارتباطات عنيفة، تقوم على المواجهة والقتل وهو ليس منظومة سياسية بقدر مايتيح له المجال السياسي المدني للتغطية على جرائمه واستخدام العمل المدني كعمل استخباراتي لصالح أجندته المتطرفة، وتصفية الأطراف التي ينظر اليها بمنظار الخوف
وقال توفيق ليمن الغد ” حادثة أحور رسالة على أن المعركة لن تنتهي ،وأن أبين تظل عمق حزب الاصلاح وضمن أجندة مشروعه الإرهابي ،وأن هذه المعركة ماهي إلا بداية لمعارك قد تتسع وسوف تتخذ اشكالا وتوجهات مختلفة ، من حرب العصابات إلى استخدام الإرهاب وكذلك حرب الخدمات.
ويرى توفيق أن وجود حزب الاصلاح في أي محافظة يجعل من الخطورة ،أن تظل أي منطقة اختراقها حزب الاصلاح سليمة بقدر ما يعمق حزب من نشر أفكاره وقيم عنف وفساده ،فأبين كانت بوابة حزب الإصلاح للجنوب وهذه المحافظة لها رمزية في العقيدة السياسية والمتطرفة لقيادات حزب الإصلاح .

خط الدفاع الأول:


شهدت أبين طوال السنوات الماضية أنشطة إرهابية كثيرة ،وتوسع الدور الذي ينتهجه الإخوان فبعد أحداث الربيع العربي قامت عناصر القاعدة بإقتحام أحد المعسكرات ،وذبح الكثير من الجنود ورغم حالة التنديد وقتها فقد التزام حزب الإصلاح الصمت ،وعندما أردت الدولة تنفيذ عملية عسكرية ضد القاعدة تحركت قيادات الإخوان للدفاع عن القاعدة ومحاولة فتح باب للحوار بين الدولة وتنظيم القاعدة، لكن تلك المحاولات باءت بالفشل ونفذت الدولة عملية عسكرية استهدفت القاعدة
وبعد سيطرة الإخوان على السلطة بشكل كامل مابعد 2016 وتحكمهم بالقرارات الرئاسية، سعوا لفرض وجودهم خاصة في منح الكثير من الشخصيات التابعة للقاعدة نشاطا عسكريا في العديد من الألوية، التي شكلها حزب الإصلاح في شبوة وحضرموت ومأرب .
يوضح مجدي ناصر المجيدي أثناء حديثه ليمن الغد أن حزب الإصلاح يضع أبين على أنها الأقرب لنهجه وهي تقع ضمن مشروع سابق أعده في التمسك بهذه المحافظة واعتبارها المحافظة الأم لمشروع السياسي والديني، وخط الدفاع الأول عن أهدافه ومصالحه وهي نواة كل أنشطته.

زر الذهاب إلى الأعلى