مداري: معركة اليمن ستحدد مستقبل المنطقة العربية
قالت دراسة بحثية لمركز مداري للدراسات والابحاث ،أن هناك العديد من المؤشرات التي تظهر عن وجود رغبة دولية واقليمية ،لتحويل باب المندب وبحر الاحمر إلى مركز للصراع الجديد، خاصة مع تواجد العديد من الدول والتي باتت علي مقربة من باب المندب ،سواء التواجد الإيراني والتركي، والصيني والإسرائيلي والإمريكي.
الدراسة البحثية الجديدة لمركز مداري دعت إلى ضرورة الإهتمام باليمن، والتعاطي معها وفق خيارات متطورة ، فايران والحوثيين اختاروا اليمن مع غياب والتنمية فيها ،وزيادة واقع الانهيار الاقتصادي، واستمرار حالة العزل السياسي والاقتصادي التي قامت بها الكثير من الدول الخليجية على اليمن ، مابعد احتلال العراق للكويت في 1990 .
وحملت الدراسة عنوان ” موقع اليمن الجيواستراتيجي وأهميته للأمن القومي والعربي” وتناولت غياب الدورالعربي و وقوفه مع اليمن ،و الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة التي عانتها ،وأثرت على واقعها الداخلية وتماسكها ،وهذا ساعد في سقوطها بيد الحوثيين والذين جعلوا من اليمن مصدر تهديد لمنطقة الخليج والبحر الأحمر .
وقالت الدراسة” أن موقع اليمن والمصالح الدولية المتضاربة، أفقدت اليمن استقلالها وتسببت بسقوطها بالفوضى ،وأن هناك نوع من التراجع الدولي في ضمان أمن واستقلال اليمن، مما جعل هذا البلد يعيش وضع سيئ في مختلف المجالات، كما أن الدول العظمى التي طالما ظلت تنظر إلى اليمن، على أنها صاحبة الحق القانوني والسياسي في التحكم بواقع باب المندب ،تراجع مثل هذا الموقف مع تغير وجود العديد من التحولات الدولية ،حيث يبدو أن هناك صراع خفي يجري الآن في محاولة لتدويل باب المندب ،وهذا ما سيؤثر على الواقع العربي مع تجاهله لمثل هذه الصراعات وغياب اي استراتجية لبقاء باب المندب في ظل التحكم العربي “.
وأضافت الدراسة البحثية أن اليمن كان يمكن لها أن تكون ذات أهمية كبيرة، للمنطقة والخليج، لو حسن استثمار وجودها قبل ثلاثين عام ،وأن التدخلات المستمرة في شؤونها عمقت التفكك الاجتماعي والسياسي والديني ،وأن محاولة جعل اليمن حديقة خلفية تسببت بتدهور في واقع هذه الدولة مع تغلغل الدعم الخارجي ،وأتى الوجود الايراني والحوثي ليقضي على واقع هذا البلد ويحولها إلى بؤرة للصراعات .
وأوصت الدراسة بضرورة رسم واقع عربي جديد، يعيد تأهيل اليمن ويمنع عنها التدخلات السلبية لمختلف القوى والدول ،التي تتركز على مسألة اضعافها وتدمير مواردها ومقدراتها .
وأعتبر حسين سعد العبيدي رئيس مركز مداري للدراسات والابحاث ،أن الدراسة البحثية اعتمدت على العديد من الظروف والاستنتاجات والفرضيات، لمعرفة الواقع الذي تعيشه اليمن والظروف المحيطة بها ،وخطر عملية افراغ اليمن من مشروعها وهويتها العربية والقومية .
وأضاف أن اليمن تحتاج إلى اصلاح سياسي واقتصادي حقيقي ،يمنع احتكارها لحساب أي طرف ،فالرؤية المناطقية سياسيا و التي ظلت تحكم اليمن، هي سبب ضعف هذا البلد وتدهوره وهي من عززت مساحة الفساد والمحسوبية.
ووضح العبيدي أن المعركة الموجودة هي معركة قومية ،وأن الواقع العربي في خطر مع تداعيات غياب استراتيجية عربية موحدة، وهو ما جعل الكثير من الدول العربية تشارك في التخطيط والفوضى ،لتفكيك وتدمير الدول العربية، حيث أن السياسات السلبية في اليمن سيكون لها تداعياتها التي لن تختلف ،عما تسبب به انهيار العراق وماخلفه الربيع العربي، من آثار ونتائج على المنطقة كلها.