يمن الغد/ تقرير – خاص
حاول حزب الإصلاح الإخواني تقديم نفسه كحزب سياسي ومدني ويقدم نفسه كحامي للوطن وأنه من يواجه المخاطر..
لشادات رفعتها قيادات وقواعد هذا الحزب ، مع ذكرى مرور 32 عاما على تأسيسه، اذ حاول حزب الإصلاح في هذه المناسبة اظهار مدى ما يتمتع به من انتشار، لكن اليمنيون صاروا أكثر وعيا بممارسات ونهج الاخوان الاقصائي ،وهذا ما أفشل تحركات حزب الاصلاح لإظهار وطنيته واخلاصه، وهاجمه العديد من الناشطين واتهموه بالفساد والإرهاب والفوضى .
تلميع الصورة:
اطلق نشطاء حزب الاصلاح مديح واطراء لحزبهم في العديد من الرسائل الاعلامية والإجتماعية ، ويأتي مثل التفاعل الواسع من قبل ناشطين حزب الإصلاح ، مع ذكرى تأسيس الإصلاح، إذ اكتظت مواقع التواصل الاجتماعي بحملات هدفها التأثير وتغير الصورة النمطية، التي اكتشفها اليمنيين مع سيطرة الإخوان على السلطة والموارد مابعد 2011 ،وتحدث نشطاء الأخوان على الدور الذي يلعبه حزب الاصلاح ، ورفض أي استهداف لهذا المكون وتأييد مبادئه التي وصفوها بالوطنية حسب رأي اعضاء وقيادات في حزب الاصلاح.
وحاول بعض إعلاميي الإخوان اطلاق اوصاف ليست متطابقة مع ما يمارسه حزب الاصلاح، من فوضى واقصاء وإرهاب.
وقال طعيمان جعبل طعيمان وهو من القيادات في الاخوان “اختلفوا مع الإصلاح كيفما شئتم، فأنتم مطمئنين أنه لن يحمل السلاح في وجه أحد، بعكس بقية الأطراف في اليمن لذلك يشعر من يختلف مع الإصلاح بالطمانينة، فتجدهم يجتهدون في ذلك لعلهم ينالوا رضى الكفيل”.
لكن توفيق مصلح عبيد ناشط شبابي هاجم حزب الإصلاح، معتبرا هذه الكيان الفوضوي والذي شكل سلطة من العبث منذ تأسيسه ،ليمثل جزء من مشكلة اليمن وشارك الإخوان في اختراق المؤسسات ،وتحويلها إلى لتكون ضمن سياسات وأجندة حزبهم.
وقال توفيق لـ”يمن الغد”: محاولة حزب الاصلاح تمرير هذه الاطراء والتمجيد ،لوجوده ونشاطه المحدد بقواعده وقياداته ،خاصة في ظل الظروف المعقدة والمواجهة التي يصر حزب الاصلاح من خلالها على استمرار انقلابه ورفضه المس بمصالحه ،ومحاولاته مواجهة التغيرات السياسية ومع أن الاخوان حصلوا على مكاسب وتعينات غير قانونية ويقاومون المساس بكل نشاطهم الغير مشروع.
ارتباك وفشل:
يرى الناشط الجنوبي وهيب شايع جابر أن حزب الاصلاح أراد نقل واقع غير مرتبط به، ومارس اعضاءه وقياداته اظهار الاغتباط بمسيرة حزب هو في الأصل مليشيات ،حيث يراقب ويتعمق بكل هذا التمجيد من خلال احتفال المرتبطين بحزب الاصلاح، سوف يشعر أن هناك خوف وارتباك غير طبيعي ويدرك المنتمون للإخوان، أنهم لم يعد لهم أي رصيد اخلاقي ووطني .
وقال وهيب شايع لـ”يمن الغد”: الاخوان في اليمن لديهم دولة عميقة في المجالات الاقتصادية والمالية، وتوزعوا في كل مفاصل الدولة وهيمنوا على الجيش ولديهم سيطرة شبة مطلقة على الدولة، حيث سمح لهم هادي بفرض وجودهم واحتكروا كل المناصب لهم “.
وأضاف أن سلطات الاخوان في مأرب أمتنعت من ايصال مبيعات وايرادات مأرب، إلى البنك المركزي بينما يقوم الاخوان بحكم تعز بالحديد والنار ،وفرضوا اسوأ منظومة حكم تقودها العصابات، ولذلك من الصعب أن يصدق الجنوبيين واليمنيين اكاذيب الاخوان وتلميع مسيرتهم الدموية .
وتأسس حزب الاصلاح مابعد الوحدة اليمنية ،إلا أن الشيخ عبد الله بن حسين الاحمر تطرق في مذكراته إلى الطلب الذي فاتحه به الرئيس السابق علي عبد الله صالح ،بتشكيل حزب الاصلاح وذلك في مخطط لمواجهة اليساريين.
عبد الخالق سيف مدير الثقافة في تعز نظر إلى الدور الذي يؤديه حزب الاصلاح، في نشاطه السياسي ضد خصومه ،ويعتمد على استجلاب الماضي والحقد والكراهية.
ودعا سيف على حسابه في الفيس بوك حزب الإصلاح إلى مساندة المجلس الرئاسي ودعم الرئيس رشاد العليمي، وأن تتوقف حملات التحريض عليه لإنه وخلاصة المرحلة، ولا يجب أن نؤمن به أول النهار ونكفر به آخره ، بل يجب تعزيز الثقة به وأن ترفع صوره في كل فعالياتكم وأنتم تعلمون أهمية الاصطفاف حوله والمجلس ،ومهما كان الثمن فقد تعبنا وتعب الوطن من كونه حقل تجارب غير مجديه.
وقال سيف “تخلصوا من الشر المطلق فكريا والمتجذر في أديباتكم، في كتب سيد قطب واقصوا القطبيين أو فرتموهم فإرهابهم وتطرفهم وشيطنتهم، للمجتمع هو ما يدمر كيانكم ويقوض كل جهودكم الكبيرة، ولا تقدسون عبارة قطب الخطيرة حول ان الوطن حفنة تراب عفن وهذا تحقير للأوطان، وتعظيم للشخوص بحيث تصبح قدسيتها فوق الوطن “.
رداء الشرعية:
يجد مهيوب صالح العسلي اكاديمي اثناء حديثه مع “يمن الغد” أن الدوافع وراء اظهار الاخوان أنفسهم ،بشكل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي وذلك على خلفية التوتر والتصعيد مع المجلس الرئاسي، ومهاجمتهم للرئيس رشاد العليمي ،و لديهم عوامل قلق من أن السيئ لم يأتي بعد، حيث يريد حزب الاصلاح اظهار نشاطه على أنه الشرعية الوحيدة .
وينظر مهيوب لمثل هذا الانبهار الكبير، على أنه جزء من مخططات وتكتيكات سياسية، حيث أن حزب الإصلاح لم يمتص الصدمة ومازالت أثارها عليه ، حيث أنه يتوقع أن يفقد كل ما حصل عليه من امتيازات غير دستورية في سلطة هادي .
وقال مهيوب ” اصبح نشاط حزب الإصلاح قائما على تجربة ثقيلة من الفساد والاضطهاد ،وتجربته تسببت بأزمات اقتصادية وسياسية وعسكرية، أما عن محاولة حزب الاصلاح اعادة اللعبة السابقة والفوضى فهو لم يعد يملك تلك القوة والقادرة، هو صار مكشوف بعد أن أسس وجوده على عصابات ومليشيات ،وحاول تدمير مؤسسات الدولة لخدمة مصالحه”
وأضاف أن احتفال الاصلاح بنفسه هو حالة من الضعف، لأن الكثير من اليمنيين صاروا يصنفوا حزب الإصلاح على أنه يحمل سياسات خطيرة وفوضوية، ويرون أن وجوده ودمجه في الحياة السياسية والمدنية لن يكون لها أي نتائج ايجابية، بقدر ما يشرعن انشطته وتطرفه.