الرئيسيةدوليعربيمحليات

“ليون فيش” عملية للإنتربول بمشاركة إماراتية تقود لضبط مخدرات بـ 700 مليون دولار‎‎

أسفرت عملية دولية تحت مسمى ” ليون فيش ” بتنسيق من منظمة الشرطة الجنائية الاتحادية “الإنتربول ” عن كشف كبير للاتجار بالمخدرات، حيث تمت مصادرة كميات من المخدرات المحظورة وسلائف كيميائية بقيمة قياسية بلغت 0.72 مليار دولار أمريكي، كما أسفرت العملية عن ضبط 1333 مشتبهاً بهم في جميع أنحاء العالم.

وقد شاركت وزارة الداخلية الإماراتية في هذه العملية بفعالية واستضافت الاجتماعات التنسيقية لبناء القدرات قبل انطلاق العملية ضمن عمل دولي مشترك يعزز من التنسيق الدولي في مكافحة الجريمة.
وكشف مسؤولو الانتربول خلال مؤتمر صحافي عقد اليوم، بمشاركة كل من مدير عام مكتب الشؤون الدولية في وزارة الداخلية المقدم دانة المرزوقي، أن عملية ” ليون فيش 5 ” (Lionfish V) والتي استمرت في الفترة من 23 يونيو حتى 31 يوليو 2022 ، استهدفت أعمال الاتجار بالمخدرات غير المشروعة على طول الطرق الجوية والبرية والبحرية في 22 دولة حول العالم من خلال تنسيق الجهود عبر الحدود، وهو ما أدى إلى ضبط أكثر من 291 طناً من السلائف الكيميائية و35.5 أطنان من المخدرات.

وذكروا أن المخدرات التقليدية مثل الكوكايين والقنب لا تزال تمثل الحصة الكبرى من سوق المخدرات غير المشروعة، إلا أن عملية ليون فيش 5 أكدت ارتفاع إنتاج وبيع المخدرات الاصطناعية مثل الميثامفيتامين والكبتاغون والكيتامين التي يتم تصنيعها من السلائف الكيميائية.

وحذروا من المنظمات الإجرامية يمكن لها بمجرد الحصول على السلائف الكيميائية إنتاج كميات لانهائية من إمدادات المخدرات الاصطناعية بهامش ربح مرتفع للغاية، لاسيما وأن إنتاج المخدرات الاصطناعية لا يعتمد على عوامل بيئية أو خارجية كما هو الحال في إنتاج الكوكايين والهيروين، بل يمكن تصنيعها في المناطق الحضرية القريبة من مراكز النقل الرئيسية.

وتمكنت السلطات خلال العملية التي استمرت خمسة أسابيع من ضبط 1.8 طن من الكيتامين و683 كيلوغراما من الميثامفيتامين و581 كيلوغراما من الكبتاغون. وتضمنت المضبوطات الكبيرة ما يلي: 20.2 طن كوكايين و 11.7 طن من الحشيش و 158 كيلوغرام هيروين و 65,1000 قرص و48 كيلو ترامادول و 9,500,000 قرص من السودوإفيدرين تستخدم في تصنيع الميثامفيتامين و عشرات الأسلحة النارية والصواريخ والمتفجرات.

كما تم تفكيك مختبر سري ضخم قادر على إنتاج آلاف الكيلوغرامات من الكيتامين في كمبوديا، حيث ألقت الشرطة القبض على شخص مطلوب دولياً بموجب نشرة حمراء صادرة عن الإنتربول بتهمة تهريب المخدرات عبر الحدود.

وقد قامت الهند بأكبر عملية ضبط منفرد للهيروين خلال العملية، حيث تمت مصادرة 75.3 كجم من الهيروين في ميناء موندرا وأثبتت العملية قيام تجار المخدرات باستخدام أنواع مختلفة من وسائل النقل لتهريب المخدرات، بما في ذلك الشحنات البحرية في الحاويات والبريد الجوي وخدمات البريد و البريد السريع والمركبات التجارية وسفن جوفاست والطائرات الصغيرة.

ونسقت وحدة الشبكات الجنائية والمخدرات التابعة للإنتربول الدولي خلال العملية مجموعة من الاجتماعات العملياتية بشأن تبادل المعلومات عبر قناة الإنتربول للاتصالات العالمية الآمنة بين البلدان المشاركة على مدار الساعة.

كما نجح الإنتربول الدولي في نشر قاعدة بيانات Relief الخاصة به خلال العملية، وهي أداة جنائية قادرة على الربط بين مضبوطات المخدرات على مستوى العالم، وتبين من خلالها وجود تطابق إيجابي بين مضبوطتين سابقتين من المخدرات في البرازيل وألمانيا.

مشاركة إماراتية

في هذا الصدد، أظهرت الاجتماعات التي سبقت العملية واجتماعات بناء القدرات في أبوظبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة، فعالية الجمع بين خبراء إنفاذ القانون وفعالية إنفاذ القانون الدولي للعمل معاً في تبادل المعلومات الاستخبارية بصورة مباشرة مما يؤدي إلى عرقلة طرق المخدرات العالمية وقطع الطريق على المنظمات الإجرامية المعقدة التي تسيطر عليها.

وأكدت وزارة الداخلية بدولة الإمارات العربية المتحدة على أهمية العمل الدولي والتنسيق العابر للحدود في التصدي الفعال ومكافحة الجريمة بكافة أشكالها لا سيما المتعلقة بعصابات تهريب المخدرات والمروجين الذين يشكلون تهديد دولي وعابر للحدود ، مؤكدة فعالية العمل والتنسيق الدولي وحرص الوزارة على تقديم كافة أشكال الدعم والمساندة لمثل هذه العمليات الدولية والمشاركة فيها التي لها الفائدة والآثار الإيجابية التي تعزز عمل أجهزة الشرطة.

وأوضحت أن الطبيعة المعقدة للمنظمات الإجرامية تتطلب اليوم استجابة دقيقة ومنسقة من جهات إنفاذ القانون، ولحسن الحظ، تمكنت دولة الإمارات العربية المتحدة من الاستفادة من موقعها الاستراتيجي على مفترق الطرق بين أوروبا وآسيا والأمريكيتين للجمع بين خبراء إنفاذ قانون المخدرات الدوليين وعرقلة الأنشطة الإجرامية التي لا تعرف حدوداً.

كما يبعث نجاح عملية “ليونفيش 5 ” Lionfish V برسالة واضحة إلى الجماعات الإجرامية الدولية مفادها أن التعاون الناجح بين أجهزة إنفاذ القانون الدولية أمر ممكن وقابل للتطبيق. ومن هذا المنطلق تؤكد وزارة الداخلية بدولة الإمارات العربية المتحدة التزامها بدعم شركائها في الإنتربول لتعميق هذا التعاون خلال السنوات القادمة.”

وتم تنفيذ عملية ليون فيش تحت مظلة مشروع AMEAP (إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ)، وهو مشروع مستمر لسنوات عديدة يستهدف الاتجار بالمخدرات تحت مشاريع الإنتربول من أجل عالم أكثر أمناً .

زر الذهاب إلى الأعلى