كيف انتهج الحوثي سياسة إيران لتسهيل مهمة احتلال العقل اليمني وطمس الهوية الوطنية؟
خلُصت دراسة بحثية إلى سعي وسائل الإعلام التابعة لمليشيا الحوثي، لتضخيم الأخبار المتعلقة بإيران كقوة صاعدة ومؤثرة، لتسهيل مهمة الاحتلال الإيراني لليمن من خلال احتلال العقل اليمني وطمس الهوية العربية.
الدراسة التي أعدها مركز العاصمة الإعلامي وجرى إشهارها في ندوة بمدينة مأرب الأربعاء، بعنوان “برمجة الارتهان”، كشفت عن “أبعاد الحضور الإعلامي في مضامين وسائل الإعلام الحوثية”، ومخاطر ذلك على الإنسان والهوية اليمنية.
وقال المركز إن النتائج التي توصلت لها الدراسة البحثية “سلطت الضوء على استراتيجية خطرة، ينتهجها النظام الإيراني في احتلال البلدان، بالتزامن مع الفعل العسكري العدائي، الذي تتخذه ضد هذه البلدان أوتمهد له”.
وأوضح أن هذه الاستراتيجية “هي استراتيجية احتلال العقل والقيم والهوية باستخدام التضليل الإعلامي الهادف إلى صناعة نفسية جديدة في البلد المستهدف تكون قابلة بل ومساندة بشكل لا واعي لأجندته الاحتلالية”.
وأشار إلى “خطورة الاستراتيجية الناعمة التي انتهجها النظام الإيراني وتم تطبيقها في عدد من البلدان العربية وفي مقدمتها لبنان وسوريا، واليوم يقوم بتطبيقها في اليمن بالتوازي مع الأعمال العدائية العسكرية الحالية”.
وبدراسة الحالة اليمنية التي أعدها المركز، رصد خلالها (2160) خبرا في موقعي المسيرة نت ووكالة سبأ بنسختها الحوثية، توزعت بين السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، وأخبار أخرى.
وبلغت التصريحات السياسية والعسكرية الإيرانية المنشورة في الوسيلتين الحوثيتين “1248 تصريحاً سياسياً وعسكرياً إيرانيا”.
وتوزعت الأخبار السياسية، بنحو 280 خبراً متعلقاً بالاتفاق النووي الإيراني و360 بالخارجية الإيرانية، و126 خبراً للرئيس الإيراني و81 خبراً للمرشد “خامنئي”، فيما توزعت الأخبار المتبقية بمجالات متعددة.
وبلغت الأخبار العسكرية الإيرانية المنشورة في المسيرة نت والوكالة الحوثية “369 خبراً، من بينها 77 خبر للحرس الثوري الإيراني و12 خبراً لفيلق القدس و71 خبراً لقائد الحرس الثوري الإيراني و30 للمناورات العسكرية و21 لتجارب الصواريخ الإيرانية و51 للأعمال العسكرية الإيرانية والتصنيع العسكري و32 لتدريبات الجيش الإيراني، وأخبار عسكرية متفرقة”.
وقالت الدراسة إن إعلام المليشيا سعى عبر هذه الأخبار إلى “انتزاع اليمن من محيطه العربي سياسيا وعسكريا واقتصاديا وثقافيا، مع إبراز إيران كلاعب إقليمي ودولي وحليف استراتيجي هام، إضافة الى تقديم رموز النظام الإيراني بصفتهم أبطال وقادة ملهمين”.
وأشارت الدراسة التغطية الواسعة في الإعلام الحوثي “للملف الاقتصادي الإيراني، مع التركيز على جوانب التنمية واستعادة الأموال المجمدة وبيع النفط، بهدف إظهار إيران كقوة اقتصادية مستقبلية، وبأنها الحليف الأنسب والقادر على حلحلة المشاكل الاقتصادية في اليمن”.
واجتهد الاعلام الحوثي حسب الدراسة، في تسويق المواقف الإيرانية بخصوص الحرب في اليمن من خلال نشر تصريحات قيادات النظام الإيراني بقوالب متعددة وتكرارها بصيغ مختلفة، وبالأخص التصريحات التي تستهدف المملكة العربية السعودية والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
الدراسة أكدت في ختامها “أن مجمل الأخبار والتناولات أبرزت مليشيا الحوثي كجزء أصيل من استراتيجية إيراني لاحتلال اليمن والخليج منذ زمن مبكر”.
وفي ندوة إشهار الدراسة، أكد مدير المركز “عبدالسلام الغباري”، مواصلة مركز “مهمته الوطنية التي أخذها على عاتقة منذ اللحظة الأولى للانقلاب على الدولة، واجتياح العاصمة صنعاء، وهي رصد وتوثيق جرائم مليشيا الحوثي وتقديمها للإعلام”.
وأوضح أن خلاصة النتائج التي توصلت إليها الدراسة الجديدة بأن إعلام مليشيا الحوثي، يخضع لاستراتيجية وإدارة إيرانية، فهو بمثابة الإعلام الإيراني الناطق باللغة العربية.