اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةتقاريرصنعاءمحلياتملفات خاصة

في ذكرى الانقلاب.. أحفاد الأحرار يحتفون ب26 سبتمبر داخل مناطق سيطرة الحوثي

يمن الغد/ تقرير _ خاص

عاد الحوثيون لمهاجمة ثورة 26 سبتمبر ، بالتزامن مع ذكرى انقلابهم على الدولة واحتفالهم بمظاهر الفوضى ،و يعمل الحوثيون منذ 21 سبتمبر 2014 على تدمير اليمن لتتصاعد الحملات المليشياوية على اليمنيين، يوم إثر يوم.

النيل من ناصر:

فرضت مليشيا الحوثي منذ سيطرتها على مؤسسات الدولة واقع العنف والانتقام وتفجير المنازل مع تأسيسها لسلطتها، إذ برزت كارثية الحوثيين مع التفكك الذي تعيشه اليمن ،واتسع واقع القتل والمجاعة بعد اسقاطهم الدولة .
ظهر الحوثيون هذه المرة بطريقة أكثر تشددا ،حيث يشير بعض ناشطين المليشيات إلى أن ثورة 26 سبتمبر 1962 كانت على ارتباط بالزعيم جمال عبد الناصر، وذلك مع تزايد استياء اليمنيين من انقلاب المليشيات الحوثية والذي دمر الدولة واطاح بالعمل المؤسسي.
ويتوجس حوثيون من انتقاد نظام حكمهم، أو ذكر انقلابهم على الدولة بحالة من القلق، ويرى حوثيون مثل هذا النقد إنه يأتي نتيجة الحقد والبغض لآل البيت، والذي وفق وجهه نظرهم يمثل خطأ كبير ، حيث لاتصح الصلاة إلا بهم وفق رأيهم.


ودأب كتاب تابعين للمليشيات، على وصف ثورة 26 سبتمبر بأنها انقلاب مجموعه من الضباط، مدعومين من عبدالناصر .
ويزعم بعض من ناشطي مليشيات الحوثي أن فترة الخمسينيات، كان العالم يرغب في الحرية مثل تحرير النساء و الخروج عن العادات والتقاليد، ونشر التعري والدعارة والخروج على الكنيسة والدين والأسرة، وكانت الشيوعية في الشرق ثم دخلت الموجة مصر ولبنان، وانحل المجتمع وقامت ثورات اجتماعية على الدين ،وهذا ما جعل جمال عبد الناصر يحقق مشروعه خسب زعمهم.


لكن القاضي عبد الوهاب قطران، وصف ثورة ٢٦ سبتمبر بأنها ثورة شعب على فئة احتكرت السلطة والثروة ،في البطنين لمدة ألف عام.
وقال قطران “ماحدث في ٢١ سبتمبر ، ماهي إلا شغب فئة على شعب بأكمله، لاعادة احتكار السلطة والثروة من النهدين، الى البطنين ،وهذا ماحدث ويحدث الى حد الان”.
وظهر الحوثيين بعد ثمان سنوات من انقلابهم اعتمادهم على سياسة التقليل من أهمية ثورة 26 سبتمبر ، والتحولات التي أحدثتها ،ويرى الحوثيون أنها امتداد لما حدثته ثورة مصر في 23 يوليو وأنها مدعومة من جمال عبد الناصر ،وأنها لم تكن بمبادئ الثورة، ولم تصنع أي تطور على الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي .

اتساع رقعة الرفض:

يدرك الحوثيون حجم الفشل الذي أتى مع سيطرتهم على الدولة ،وعدم قدرتهم على مرعاه مصالح اليمنيين الخاضعين لسلطتهم، واتجه الحوثيون إلى زيادة معاناة المواطنين وذلك من خلال واقع العنف، وطريقة فرض الاتاوات والأموال التي تحددها الجماعة على المحلات والمستشفيات والجامعات، لكن ما يزيد الخوف لدى مليشيات الحوثيين هو عملية الرفض لسلطتهم وانتقاد حكمهم واساليبهم، التي يعتبرها المواطنون أنها تتصف بالفساد والاستبداد ،ويحاول الحوثيون الوقوف أمام من يتحدث عن ثورة 26 سبتمبر، حيث أنهم يرون في ذلك تحديا وتقليل من مبدأ سلطتهم والتي زاد اتهام اليمنيين لجماعة الحوثيين ،على أنها بانقلابها في 21 سبتمبر رسمت وضع مظلم وماسأوي ،انعكس على حياة اليمنيين السياسية والاقتصادية .


درهم عبد العزيز ” محامي” يرجع سبب دفاع اليمنيين الخاضعين لسلطة الحوثي، عن ثورة 26 سبتمبر لما وجدوا من الحوثيين من فساد وتضيق على حياتهم الشخصية والعامة ،وزيادة فرض الاعباء عليهم وقطع المرتبات ولغة البطش التي صارت سمة بارزة، في إدارة الحوثيين لواقع اليمنيين .
وقال درهم ليمن الغد ” عمل الحوثيون على تدمير كل ظروف الحياة في المناطق التي تخضع لهم ،ولذلك شعر الناس بالذنب والخيانة لثورة 26 سبتمبر ،ولما وفرته من مناخ حقيقي في العمل المؤسسي والقانوني .وعودة الناس بقوة لرفع شعار ثورة سبتمبر يثبت مدى المعارضة والعدأ لنهج الحوثيين، الذي أفقاد اليمنيين معنى الدولة أمام عصابة تمارس كل اشكال الانتهاك والعنف ،ضد كل من يقف أمام مشروعهم .
ويضيف درهم أن مهاجمة مصر وعبد الناصر يدل على أن الحوثيين وكل المرتبطين بمشروع الإمامة، كانوا يدركون الدور الذي قامت به مصر في خلق الثورة وتعزيز وجودها ودعمها، ولولا مصر لما نجحت الثورة اليمنية لذلك ساهمت مصر في افشال مشروع اعادة الامامة، وأدى إلى نهاية هذا المشروع الاستبدادي الفاسد.

الوعي الصادم:

يشعر الحوثيون أن الحديث عن 26 سبتمبر له آثار على طبيعة الحكم، الذي يعملون على تثبيته فرغم محاولات حذف الحوثيون كل مايرتبط بثورة 26 سبتمبر ،إلا أن احتفال اليمنيين بها مع اقتراب موعدها ونشر شعار هذه الثورة التي اندلعت منذ 60 عام، وغيرت مجرى التأريخ فمثل هذه الثورة مازالت تفقد الحوثيين صبرهم وتجعلهم يشعرون بنوع من الصدمة، فكل محاولات المليشيات باءت بالفشل فما زال اليمنيين يرون أن الثورة الام هي مصدر الالهام،لانقاذهم من هول ما يرتكبه الحوثيون من نهب وفساد ومجازر .
يفسر بكيل يحيى محسن “مهندس ” أن التخوف الحوثي بتنامي عودة الناس لثورة 26 سبتمبر. لها تداعياتها على بقاء الحوثي وهو مصدر قلق لديهم وهذا مرتبط بقناعتهم أن وجودهم لن يطول وأن هناك تغيرات ستكون فاصلة، في التحولات القادمة في نهاية هذه الجماعة للابد .


وقال بكيل ليمن الغد” عمل الحوثيون على خلق حركة تشوية كبيرة على الواقع السياسي والاجتماعي والديني لفرض نوع من تشوية 26وكل مايرتبط بها ومن قام بها والضباط الاحرار، وحذفوا كل مايرتبط بهذه الثورة من المناهج التعليمية وأزالوا النشيد الوطني “
واستدرك: لكن ذلك جعل الناس تشعر بقيمة ونبل ماحملته هذه الثورة ،من مبادئ وأهداف ومع مراقبة النشطاء والقيادات الحوثية للرجوع الكبير لليمنيين بهذه الثورة، فإن حالة من الهلع تنتابهم لإن ذلك يؤشر لعدم القبول بهم ومعارضة وجودهم ،وربما سيساهم ذلك في انتفاضات شعبية ضدهم .

زر الذهاب إلى الأعلى