26 سبتمبر.. ذكرى الثورة الأسطورة والتحدِّي الأكبر في وجه الكهنوت

يمن الغد/ تقرير _ خاص


تحلُّ الذكرى ال60 لثورة 26 سبتمبر هذه السنة واليمن تدخل عامها التاسع من الحرب التي فجرتها مليشيا الحوثي بفعل الانقلاب المسلَّح للمليشيا على النظام في 21 سبتمبر 2014 ومصادرتها لمؤسسات الدولة واجتياح معسكراتها واغتيالها للحياة السياسية والمدنية في البلاد.

تأهب في وجه الكهنوت:

ورغم سطوة القمع الحوثية والانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الانقلاب في محاولة لطمس ذكرى ثورة 26 سبتمبر من الوعي الشعبي إلا أن الشعب اليمني بدا في العام التاسع من الانقلاب على النظام الجمهوري، أكثر تمسكاً بها كثورة خالدة مستمرة، والسير على ذات الدرب الذي سار عليه الأحرار والمناضلون الأوائل الذين هدموا طغيان الكهنوت ودمروا زنازين الإمامة وفككوا بقبضة الأحرار سياج العزلة.
يتذكر نابه المنيفي -تربوي في تعز- كيف تعمدت مليشيا الحوثي طمس ذكرى ثورة 26 سبتمبر في المناهج الدراسية وكيف جعلت المنهج ملغوما بأفكارها الطائفية الإثنى عشرية المستقاه من إيران وفرضها الشعار الخاص بها على المدارس “الصرخة”، مستدركا بأن الشعب لم يأبه لكل اجراءاتها فيتعامل معها كما لو أنها تجري باسمه تحت الإكراه.
الناشط مبروك حميد تحدث ليمن الغد، مقتنعا بأن المواطن اليمن في مناطق سيطرة الحوثي يترقب اختمار الثورة للاطاحة بالإمامة الجديدة، مشيرا إلى أن الصراع بين فصائل الشرعية وتأخر معركة الحسم جعلته يصمت حذر عن حقوقه المهدورة من قبل المليشيا كونه لم يطمئن لنجدته من الطرف الذي يفترض أنه يدافع عن ثورة 26 سبتمبر.
ولفت إلى أنه مع ذلك ظل المواطن يحتفي بذكرى الثورة الأم سبتمبر المجيدة.

يوبيل ماسي:


وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، يوضح بأن احتفاء شعبنا اليمني باليوبيل الماسي للعيد الـ 60 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة، هو احتفاء بالثورة التي أعادت لليمنيين وطنهم وهويتهم وتاريخهم وحريتهم وكرامتهم، واعادت الاعتبار للإنسان اليمني، وهدمت إرث أسود من العبودية والاستبداد.
ويقول الباحث والكاتب نبيل البكيري في المناسبة: إن من صنع هذا اليوم العظيم هم خلاصة هذه الأمة اليمنية، ورأس حربتها، فتية صنعهم قدر الله لإنقاذ هذه الأمة من الظلم والقهر والضياع.
ويضيف معمر الارياني في تصريح له بالمناسبة “أن ثورة 26 سبتمبر الخالدة التي أطاحت بالحكم الإمامي الكهنوتي، ستبقى نقطة تحول تاريخية وشعلة أمل دائمة لليمنيين، بعد أن قضت على الفقر والجهل والتخلف والمرض، والاستبداد والاستعباد، والطبقية والعنصرية، ونقلت اليمن من ظلمة الكهوف إلى رحاب العصر”.
وقال الارياني “أن ثورة 26 سبتمبر لم تكن مجرد ثورة ضد شخص وإنما ثورة ضد مخلفات عقود من الحكم الإمامي الكهنوتي المستبد، الذي إدعى الحق الالهي بالولاية، من أجل السلطة والجاه والثروة وعمل على تجهيل الشعب اليمني، ونشر الخرافات والخزعبلات في أوساطه، وكاد أن يطمس التاريخ الحضاري لليمن”.

ميلاد الهوية:


٢٦ سبتمبر هو يوم ميلاد الهوية الوطنية اليمنية الحديثة، التي نزهو بها امام العالم اليوم، وفقا لنبيل البكيري، مردفا: بعد أن كان اليمنيون مجرد عبيد في سجن كبير بلا إسم واضح المعالم تتهاوشه قوى الظلام في الداخل وقوى الاستعمار من الخارج ،جاءت سبتمبر بعد مسار طويل من التضحيات والفدى والجسارة التي صنعت هذا اليوم العظيم في تاريخ اليمن.
وتابع: وكأن سبتمبر كان اليوم الذي عرف به اليمنيون الإسلام من جديد، بعد أن كان الإسلام هو الإمامة وربها هو الإمام بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.
لقد كانت تلك اللحظة هي لحظة إنبثاق الوعي الكامل بالذات والوجود والعالم من حولنا كيمنيين، بعد كان أجدادنا لا يعون شيء بعد عقود وقرون من التخلف والهمجية والإنحطاط، الذي ساد هذه الرقعة الجغرافية من العالم.
وقال الباحث البكيري في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك : عظمة صناع سبتمبر تكمن في ذلك الوعي الكبير الذي دفع بهم للقدح شرارة الثورة في بيئة ملبدة بالتخلف والجهل والقهر والإنحطاط، ورغم كل ذلك صنعوا ذلك اليوم العظيم، في واقع كان أكثر من ٩٩٪ من ناس تلك اللحظة ملتحفون بالإمية الألفبائية، وما تعني بذلك من أمية في كل شيء حتى بالإسلام وبالله والوجود.
واشار الى ان عظمة ٢٦ سبتمبر ولحظتها التاريخية من عظمة الحدث وظروفها التي تفجرت فيها تلك الثورة، مقارنة بجيل هذه اللحظة وكيف فرط بمكسب بحجم ٢٦ سبتمبر الذي أعاد لليمنيين وعيهم بذاتهم وإسلامهم وكرامتهم، ومقارنة تلك اللحظة بما نعيشه اليوم ستكتشف أننا كيمنيين اليوم نخبة في المقام الأول لا نستحق مجرد أن نكون أحيائاً في واقع كهذا، عادت فيها الإمامة لتمارس في حقنا كل ما مارسوها الإماميون الأوائل في أبائنا وأجدادنا من قتل وتشريد وتجهيل ونهب وتسفيه لكل قيم الحياة وقداستها.

اقتفاء خُطى الأحرار:


يقول الكاتب الصحفي فكري قاسم ان ثورة سبتمبر نقلت اليمني من منتهك يمشي بلا حذاء وبلا بطاقة إثبات هوية إلى إنسان ينافس ويواكب التطور وصار اليمني متعلما ومثقفا ويحرز مراكز علمية متقدمة.
الوزير معمر الارياني، يشير إلى أن الاحتفاء بعيد الثورة السبتمبرية يكتسب أهمية مضاعفة وشعبنا يواجه مخلفات الكهنوت بنسختها الإيرانية الخمينية التي أوغلت في القتل والتشريد والتجويع وسجن وتعذيب اليمنيين وضرب النسيج الاجتماعي وتعميق ثقافة الكراهية، ومحاولة تحويل الوطن إلى أشلاء وكيانات صغيرة ضعيفة.
واكد أن انقلاب مليشيا الحوثي ومحاولاتها طمس ثورة 26 سبتمبر من الوعي الشعبي يجعل الشعب أكثر تمسكاً بها كثورة خالدة مستمرة، والسير على ذات الدرب الذي سار عليه الأحرار والمناضلون الأوائل الذين هدوا أصنام الإمامة ودمروا جدران السجون والعزلة، وكسروا القيود وانتصروا للكرامة..مشدداً على أن مواجهة مليشيا الحوثي التابعة لإيران والتصدي لجرائمها وانتهاكاتها ضد اليمنيين والتي تتطابق وتتفوق على ممارسات الحكم الامامي البائد الذي ثار عليه اليمنيون في 26 من سبتمبر، هو منهج ثورة سبتمبر الخالدة، بل إنها استمرار لتلك الثورة واقتفاء لخطى الثوار الأحرار.
ودعا الارياني إلى توحيد الصف الوطني والالتفاف حول مجلس القيادة الرئاسي بقيادة الرئيس الدكتور رشاد العليمي، كمنطلق لاستعادة الدولة واسقاط الانقلاب الذي يحاول بكل صلف إعادة عقارب الساعة للوراء، وفاء لثورة 26 سبتمبر ومناضليها وشهداء الوطن الميامين، وانتصارا للوطن والكرامة.
وثمن الارياني الدور الاخوي والنبيل لتحالف دعم الشرعية بقيادة الاشقاء في المملكة العربية السعودية الذين بذلوا الغالي والنفيس لدعم الحكومة والشعب اليمني لاستعادة الدولة والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية، والحيلولة دون تحول اليمن إلى ولاية إيرانية.

Exit mobile version