تعز.. مافيا الموارد برعاية السلطة المحلية وقيادة المحور

يمن الغد/ تقرير _ خاص


تخضع مدينة تعز لواقع سيئ، مع تراكم مظاهر الحرب وبروز العديد من تراكم الاختلالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، وخنق المدينة بنوع من المصالح وتنامي الفساد..

موارد منهوبة:


عززت حالة الاستحواذ بتعز سيطرة أطراف محلية وسياسية على إمكانيات المدينة، وفرض حالة من التحكم بكل امكانياتها والسعي لعزل تعز عن محيطها ليصبح لها وضعًا خاصا يتناسب مع مخططات بعض الأطراف، التي هيمنت على تعز طوال فترة الحرب.
يمثل الفساد أكثر العوامل التي جعلت تعز تعاني من السطو الكبير على مواردها، وتقاسم مواردها بين المحافظ والوكلاء اضافة الى الدور الذي لعبه القيادي في حزب الإصلاح الإخواني حمود سعيد من خلال قيام الشخصيات والقيادات العسكرية التابعة له في عملية النهب، والسيطرة على الموارد و الأموال التي تفرضها النقاط العسكرية المتوزعة على خط تعز عدن، فيما تنشط مؤسسة حمود سعيد المخلافي في الحصول على المساعدات كمؤسسة مدنية لكنها في الواقع؛ تلتهم الكثير من المساعدات المالية والغذائية بطريقة لا تخضع لاي رقابة من قبل الدولة والسلطات المحلية .
وأخذت مؤسسة حمود سعيد تسعى وفق مخطط لها، إلى تعزيز وجودها من خلال السطو على مزرعة مركز البحوث الزراعي في منطقة عصيفرة،بعد أن اقتطعت تلك المؤسسة مساحات من هذه المزراعة كمقبرة للشهداء ، كما تحاول الآن التوسع بمساحة كبيرة من مزراعة البحوث والسيطرة عليها بالكامل ،مثل الانشطة التي تعتمدها مؤسسة حمود سعيد ما اعتبره البعض نوع من السطو والنهب بشكل غير قانوني وتعدي على المؤسسات التابعة للدولة.

صراع الاستحواذ:


مدينة تعز بناء على خيارات الأطراف المتحكمة بها ،وفي ظل واقع الحرب أصبحت محكومة بعصابات ومليشيات وجماعات للنهب نشطت بعد سيطرة مليشيات الحوثي على الدولة، لتصبح تعز والتي واجهت الحوثيين منذ بداية الانقلاب الحوثي، خاضعة لجماعات وعصابات من الداخل، تتبع بعض القوى السياسية والشخصيات، والتي ترك لها المجال في زيادة تعديها على الممتلكات الخاصة والعامة.
وشهدت تعز أثناء حربها مع الحوثيين خلاا 2016 إلى 2018 قيام اطراف وقيادات عسكرية، بنهب مؤسسات مدنية وحكومية واقتصادية وتعليمية وطبية، ومولدات كهربائية وتعرضت اجهزة باهظة الثمن للنهب من المستشفيات والجامعات ومؤسسة الكهرباء وغيرها من المرافق العامة والمؤسسات الحكومية وتم استخدامها في استثمارات لصالح حزب الإصلاح فيما بعد ،في بناء جامعات خاصة به ومستشفيات وقطاع خاص في مجال الكهرباء، بعد نهب كل امكانيات الكهرباء الحكومية والمولدات التي كانت تتبع بعض المؤسسات الحكومية والتعليمية، ولم تكتفي العصابات التي نهبت تعز أثناء الحرب بل تعدت إلى نهب املاك المواطنين، سواء العقارات والسيارات والسيطرة على المنازل والفنادق والمدارس .
ورغم أن قيادات المحور العسكرية التي تتبع حزب الاصلاح، حاولت بعد تشكيل المجلس الرئاسي الجديد ارجاع بعض المنازل ،إلا أن هناك من اتهم قيادات الاصلاح بعدم الجدية وأخذ مبالغ مالية كبيرة عند ارجاع المنهوبات .
عادل البرطي أحد الناشطين الحقوقيين، أوضح ليمن الغد أن فندق رويال ،كان مغتصب منذ سنوات الحرب من شكيب خالد فاضل نجل قائد محور تعز ،وتم تسليمه من قبل سالم المخلافي وهو أحد القيادات الاصلاحية بعد ان دفع الورثه سبعين مليون ريال، لخروج المغتصبين وهذا يكشف ان الدور الذي تحاول فيه قيادات حزب الاصلاح ارجاع المنازل والممتلكات ،يقوم بناء على نوع من الحصول على المال وليس هناك إطار قانوني ينفذ لارجاع الممتلكات وتعويض مالكي المنازال والفنادق من الاطراف التي نهبت منازلهم وممتلكاتهم .
واستولت قيادات تتبع حزب الإصلاح على منازل المواطنين في تعز منذ بداية الحرب ،دون أن تغادرها ولم تكتفِ بنهب المنازل لكنها قامت بالتخلص من ملاك المنازل ،وهذا ماحدث للمواطن محمد علي مهدي قعشة 33 عام عندما تم نهب منزله الواقع في مدينة النور ،وعندما قام بإستاجر منزل قريب من منزله المنهوب من قبل أحد الالوية العسكرية الخاضعة للإخوان تم قتله من قبل جنود اللواء أواخر شهر اغسطس 2020 ومازالت الكثير من المؤسسات والمنازل الخاصة بالمواطنين وللدولة خاضعة لنهب وسيطرة غير قانونية، وهو مايمثل تعديا وتجاوز على الممتلكات العامة والخاصة.

السلطة جزء من الفساد:


تحصل السلطة المحلية في تعز على أموال كبيرة، جزء من هذه الأموال يأتي من الضرائب وموارد المحافظة.
وتقدر حصة محافظ تعز نبيل شمسان مع العديد من الوكلاء من هذه الأموال بمئات الملايين، حيث تمارس السلطة المحلية نهبا هائلا من عائدات مديريات تعز الواقعة تحت سيطرة المجلس الرئاسي ،ويقوم وكلاء تعز بنهب مخصصات المكاتب الحكومية كالنظافة والتحسين والصحة والمسالخ والصناعة والتجارة ،فيما قام الوكيل عارف جامل والذي يحصل على ايرادات المحافظة وبعض المديريات التي يتحكم بها ،على الكثير من الأموال التي يتم تحصيلها وقام بتوظيف الكثير من أفراد عائلته في الكثير من المناصب، وأصبحت سيطرة أل جامل واسعة وتنطبق السياسات نفسها على وكيل محافظة تعز عبد القوي المخلافي، الذي يمارس طريقة النهب للموارد من خلال تحديد مخصصات هائلة له تقدر بعشرات الملايين من الريالات، وتقدر بعض المصادر مايحصل عليه محافظ محافظة تعز نبيل شمسان بأكثر من مائة مليون ريال شهريا .
ويمثل النهب للموارد و تحصيل الكثير من الأموال بطريقة غير قانونية ،هو أخطر ماتعانيه تعز فالنقاط العسكرية التابعة للإخوان والتي أصبحت متوزعة على خط تعز عدن ،تحصل على الكثير من الاموال مقابل مرور الناقلات المحملة بالاغذية والاجهزة الكهربائية ومواد البناء ،وتلك الأموال التي تقتطع تذهب لمحور تعز الذي يتبع الاخوان وهذا يشكل عامل فساد ،حيث يقوم محور تعز العسكري بنهب اموال هائلة تحت دعوى دعم مجهود الحرب، سواء من المحلات التجارية أو عبر نقاطه العسكرية ،ويمثل الفساد الذي تعانيه محافظة تعز هو الأكبر وهذا ما أنعكس على السكان داخل المدينة ،والذين صاروا يعانون من ارتفاع الاسعار وتدهور ظروفهم المعيشية بشكل واسع.

Exit mobile version