هل يلقي التقارب الإماراتي – العماني بظلاله على الملف اليمني؟

توقع مراقبون يمنيون أن يكون لزيارة رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى العاصمة العمانية ولقائه بالسلطان طارق بن هيثم تأثير إيجابي على الملف اليمني، وأن يكون الزعيمان قد فتحا حديثا حوله بهدف التوصل إلى توصيات عامة تساعد على التهدئة وتبريد الخلافات داخل القوى المكونة للشرعية اليمنية.
ويؤكد المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية ماجد المذحجي في تصريح لـ”العرب” أنه لا يمكن في أي نقاش بين مسقط وأبوظبي إغفال الحديث عن الملف اليمني باعتباره إحدى نقاط تقاطع الأمن القومي للبلدين، مرجحا أن يكون مثل هذا النقاش قد طرح في الاجتماعات على مستوى القمة بين سلطنة عمان والإمارات، خاصة بعد ما حققته من اتفاقيات، وهو ما سيكون له تأثير إيجابي على الملف اليمني.
ولم يشهد الموقف العماني تحولا لافتا إزاء الملف اليمني بعد تولي السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم في سلطنة عمان خلفا للسلطان الراحل قابوس بن سعيد، كما لم تنعكس زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مسقط على الثوابت العمانية في التعامل مع الأزمة اليمنية.
وتؤكد مصادر مطلعة أن مسقط، التي لم تتمكن إلى حد الآن من تشكيل رؤية مغايرة للتعاطي مع الملف اليمني غير تلك التي كانت في عهد السلطان قابوس، قد تجد في التقارب الخليجي معها فرصة لمراجعة موقفها والبحث عن تقارب على مستوى الملف اليمني يضمن لها مطالبها، وفي نفس الوقت يراعي مصالح بقية دول الخليج، ويضغط على قوى يمنية محسوبة على السلطنة لتليين مواقفها والدخول في منظومة الشرعية بهدف الدفع نحو استقرار اليمن وليس تحصيل المكاسب وتنفيذ الأجندات الخارجية.
وتشير المصادر إلى أن مسقط مازالت تفضل السير قدما في رؤيتها إزاء الحرب في اليمن بشكل منفصل عن علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع دول التحالف العربي بقيادة السعودية، مع تخفيض مستوى التوتر على المستوى السياسي والإعلامي عبر نقل قيادات سياسية وإعلامية يمنية مناوئة للتحالف من مسقط وصلالة إلى إسطنبول والدوحة.
وتمحورت السياسة العمانية في اللقاءات العامة والخاصة مع القيادات في دول التحالف حول إنكار وجود أيّ دعم عماني مادي أو لوجيستي للحوثيين، كما ربطت مسقط دعمها لبعض المجموعات في محافظة المهرة عبر شيوخ محليين مثل علي سالم الحريزي بتقديم تطمينات لها بخصوص مجال أمنها الحيوي وخفض مستوى الوجود العسكري للتحالف في المحافظة الحدودية التي تشهد توترا بسبب المخاوف من انتقال القوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي إلى حضرموت والمهرة على غرار شبوة وأبين.
وحول انعكاس التقارب الإماراتي – العماني على الملف اليمني رجح الباحث السياسي اليمني سعيد بكران في تصريح لـ”العرب” إمكانية حدوث تقارب مهم في رؤية البلدين للأزمة اليمنية، وهو الأمر الذي يعززه الاستقبال الكبير الشعبي والرسمي الذي حظيت به زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى مسقط والتي تكشف عن بداية عهد جديد من الدفء في العلاقات العمانية – الإماراتية.
واعتبر بكران أن هذه المرحلة ستشكل بلا شك مردودا إيجابيا على العلاقات بين الإمارات وعُمان من ناحية وتأثيرات تلك العلاقة الجيدة والحركية والشابة والجديدة على الملف اليمني.
وتابع “لا شك أن عُمان فاعل مهم في المشهد اليمني وفاعل أصيل لأنه جار لليمن، ومصالحه وأمنه القومي متعلقان بهذه الجغرافيا السياسية وبالتالي فإن عودة الدفء في العلاقات العمانية – الإماراتية ستكون عاملا مساعدا على تحريك الملف اليمني، خاصة أن هذه العلاقات تأخذ منحنى جديدا تتحدث عنه الصور التي شاهدناها في مسقط وما عكسته من احتفاء برئيس الإمارات”.
واعتبر بكران أنه لا شك في أن “التقارب الخليجي سينعكس إيجابا على المشهد اليمني، وأنه كلما كانت العلاقات الخليجية قوية ومتينة وحيوية أمكن تجاوز الكثير من المشاكل في اليمن”.

Exit mobile version