قال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إن خطر العودة إلى القتال في اليمن “حقيقي”، وحث الأطراف المتحاربة على قبول تمديد أطول لوقف إطلاق النار الحالي المقرر أن ينتهي الشهر المقبل.
وجاء تحذير غروندبرغ، مساء الثلاثاء، بعد لقائه مع رئيس المجلس الرئاسي المعترف به دوليا، رشاد العليمي، في العاصمة السعودية الرياض، وكبير مفاوضي المتمردين الحوثيين، محمد عبد السلام، في العاصمة العمانية مسقط. كما التقى بمسؤولين سعوديين وعمانيين للضغط من أجل تمديد وقف إطلاق النار.
وقال غروندبرغ في بيان إنه ناقش مقترح الأمم المتحدة لتجديد الهدنة لفترة أطول “لمنح اليمنيين فرصة لإحراز تقدم في مجموعة واسعة من الأولويات”، مضيفا إنه “نحن نقف في مفترق طرق، حيث يبدو خطر العودة إلى الحرب حقيقي وأحث الأطراف على اختيار بديل يمنح الأولوية لاحتياجات الشعب اليمني”.
وتأتي جهود تجديد وقف إطلاق النار في الوقت الذي أقام فيه الجانبان عروضا عسكرية في الأراضي الخاضعة لسيطرتهما. وأقامت الحكومة المعترف بها دوليا مسيرات في ذكرى انتفاضة عام 1962 ضد حكم الإمام في اليمن.
مسيرة نظمها الحوثيون، الأسبوع الماضي (Getty Images) وكان أبرز استعراض نظمه الحوثيون، الأسبوع الماضي، في العاصمة صنعاء، حيث عرضوا مجموعة متنوعة من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيرة. وكانت مسيرات الحوثيين احتفالا باستيلائهم على العاصمة صنعاء، في سبتمبر/ أيلول 2014، والذي أشعل فتيل الحرب الأهلية الحالية.
ولم يقدم مبعوث الأمم المتحدة تفاصيل بشأن اقتراحه.
وقال المفاوض الحكومي، نبيل جمال، إن اقتراح الأمم المتحدة يتضمن سبلا لسداد رواتب الموظفين المدنيين في الأراضي الخاضعة لسيطرة الحوثيين وإعادة فتح الطرق في المدن المحاصرة، بما فيها تعز. ولم يخض في تفاصيل.
وتشكل إعادة فتح الطرق إلى تعز والمحافظات الأخرى أحد بنود الهدنة التي تم التوصل إليها بوساطة الأمم المتحدة، والتي دخلت حيز التنفيذ أوائل نيسان/أبريل الماضي، وتم تمديدها مرتين، وتنتهي في الثاني من تشرين أول/أكتوبر المقبل.
ونصت الهدنة على إعادة فتح مطار صنعاء جزئيا أمام الرحلات الجوية التجارية، وسمحت لسفن الوقود بدخول ميناء الحديدة. وشكا الجانبان من خرق وقف إطلاق النار.
ودعا المفاوض الحوثي، محمد عبد السلام، خلال محادثاته في عُمان إلى فتح مطار صنعاء وموانئ البحر الأحمر في الحديدة بصورة دائمة، وسداد الرواتب ومعاشات التقاعد، قبل الدخول في محادثات سياسية. وكتب في حسابه على تويتر أنه “لا جدية أو مصداقية لأي حديث عن السلام في اليمن قبل مناقشة هذه القضايا الإنسانية الملحة”.
وتعد الهدنة أطول فترة هدوء للقتال في حرب اليمن التي دخلت الآن عامها الثامن. ورغم شكاوى الجانبين من انتهاك الهدنة، إلا أن وقف إطلاق النار جلب قدرا من الراحة لليمنيين الذين عانوا من الاضطرابات السياسية والصراع لأكثر من عقد. وإضافة إلى القتال المباشر، واصلت الألغام الأرضية وغيرها من المتفجرات قتل المدنيين في الحديدة.
وقالت الأمم المتحدة، في وقت سابق من الأسبوع الحالي، إن 15 شخصا على الأقل بينهم أطفال قتلوا أو أصيبوا الأسبوع الماضي في المدينة المتنازع عليها، ليرتفع العدد إلى أكثر من 100 قتيل و141 جريحا منذ تشرين ثاني/نوفمبر الماض