ليندركينغ يحذر الحوثيين من الألاعيب السياسية ويصف طلباتهم بـ«عدم الوضوح»
حذر المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ الحوثيين من تقويض فرصة تمديد الهدنة في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول)، وممارسة ألاعيب سياسية، وقال: «هذا ليس وقت ممارسة هذا النوع من الألعاب، بل هذا هو الوقت المناسب لوضع أولويات واقعية على الطاولة وعدم دفع تكلفة التأخير في تمديد الهدنة إلى ما هو أبعد من ذلك».
وأعرب المبعوث عن أمله في أن يتفق اليمنيون ومن ورائهم القوى الخارجية على تمديد الهدنة يوم الأحد، وذلك خلال ندوة أقامها مركز واشنطن للدراسات اليمنية مساء الخميس، إذ أشاد بما تم إنجازه خلال شهور الهدنة السابقة من انخفاض مستويات العنف والقتال ووصول الوقود بما ساعد على توفير المساعدات الإنسانية. وقال: «علينا اغتنام هذه اللحظة، وقد قمنا بالخطوة الأولى وعلينا أن ننتقل إلى الخطوة الثانية ونتحدث عن دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية اليمنيين الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ سنوات، كلا الجانبين يريد دفع رواتب هؤلاء الموظفين، ويجب أن تكون هناك آلية يمكن وضعها لدفع الرواتب وأنا واثق من أنه يمكن القيام بذلك إذا كان هناك استعداد للتنفيذ من كافة الأطراف». وأضاف: «لقد وجدت رغبة من السعودية التي زرتها الأسبوع الماضي ورأيت استعداداً من مجلس القيادة الرئاسي اليمني والحكومة اليمنية، لكن ما يطلبه الحوثيون ليس واضحاً».
- الهدنة خطوة أولية
قال ليندركينغ إن أولوية الولايات المتحدة تتمثل في رؤية تمديد للهدنة، «ولن أقول إن هذا هو أقصى ما يمكننا فعله، لأن علينا أن نقوم بعمل أفضل بكثير. أعتقد أننا مدينون للشعب اليمني ليقوم المجتمع الدولي بإحراز ما هو أكثر من ذلك»، وأضاف: «لن أقول إن الهدنة هي كل شيء وإنما هي الخطوة الأولى، ومن المهم أن تستمر وتتوسع لأنه رغم أنها ليست كل شيء، فقد جلبت الهدنة الكثير من الفوائد، وهناك أكثر من 25 ألف يمني يستطيعون السفر على متن خطوط جوية تجارية، وهناك المزيد من الوقود في السوق وهذا مهم لتوصيل المساعدات الإنسانية وقدرة السكان على قيادة سياراتهم».
وشدد المبعوث على ضرورة إيجاد طريقة للحوار من قبل الأطراف، مشيراً إلى أن شهور الهدنة الأخيرة شهدت اتصالات جيدة بين الخطوط الحزبية، وقال يمكن البناء عليها، كما انخفضت الخسائر في صفوف المدنيين بنسبة 60 في المائة ويجب أن تنخفض إلى صفر.
واعترف ليندركينغ باستمرار القتال في صفوف المدنيين حتى أثناء الهدنة، متعهداً بالالتزام بتوسيع فوائدها والانتقال إلى «شيء أكبر وأفضل وأكثر جدية وأكثر أهمية»، مطالباً الأطراف بالتفكير في مستقبل الأجيال الجديدة في اليمن الذي يستحق أكثر من مجرد تمديد الهدنة ويرغب في إقرار السلام وإنهاء الخوف من الدمار والألغام الأرضية.
وزاد بالقول: «لدينا موقف قوي من المجتمع الدولي لدعم تمديد الهدنة ويجب اغتنام الفرصة والضغط على الأطراف في اليمن لاختيار السلام والانتقال إلى هدنة ستة أشهر، أو هدنة موسعة لإعطاء وقت للجهود الدبلوماسية لحل المشاكل الفنية المتعلقة بالرحلات التجارية ودفع الرواتب، إضافة إلى توفير 5 مليارات دولار من خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وبرنامج الغذاء العالمي لتوفير المساعدات الإنسانية رغم أن هذا يمثل قطرة في بحر لأن اليمن يعاني من نقص كبير في التمويل». وأشار المبعوث الأميركي إلى اعتقاده أن اليمنيين لا يريدون الاستمرار في الاعتماد على معونات من المجتمع الدولي مؤكداً على أهمية دعم الاقتصاد اليمني. - استعداد إيران للسلام؟
أبدى خالد اليماني وزير الخارجية اليمني الأسبق أمله بإبرام الهدنة للانتقال إلى وقف دائم لإطلاق النار والتعامل مع الانتهاكات التي يمكن أن تحدث، مطالباً بعقد المزيد من الاجتماعات بين كل الأطراف اليمنية والتحدث مع الحوثيين عن كل القضايا التي تهم اليمنيين والتقليل من التأثيرات الخارجية بما يساعد على الالتقاء في نقطة واحدة والتحضير لواقع جديد بعد سبع سنوات من الحرب التي مزقت اليمن. وقال اليماني: «الحوثيون خائفون من جرّهم إلى السلام لأن كل ما يعرفونه هو الحرب وإيران غير مستعدة لوجود سلام في اليمن ولم تسهم في أي خطة إنسانية لتقديم المساعدات».
من جانبه أشار نورمان رول المدير السابق لبرامج الشرق الأوسط بالاستخبارات المركزية الأميركية أن التحدي الأكبر يتمثل في إيران. ويعتقد أنه لا يوجد لدى إيران أي سبب استراتيجي واحد يدعوها إلى التعاون لإقرار السلام في اليمن.
وبالنسبة لإيران، لا يرى المسؤول الأميركي السابق أن الحوثيين لا يعنون لها أكثر من كونهم وكيلاً يسمح لها بتهديد جزء كبير من التجارة العالمية، من خلال مضيق باب المندب، وبالتالي تهديد شريانين مهمين في التجارة الدولية والاقتصاد الدولي، وهما مضيقا هرمز وباب المندب.
وقال رول: «قامت الولايات المتحدة بتقييد قدرات إيران على إرسال الأسلحة للحوثيين وعملت البحرية الأميركية على مصادرة تلك الأسلحة لإتاحة المجال السياسي للأطراف اليمنية للقيام بمفاوضات للتوصل إلى حلول سياسية، لكن هذا سيكون صعباً لأن الجهود الأميركية والدولية غير كافية لتقييد وردع إيران بشكل كاف»، محذراً من استمرار إيران بتزويد الحوثيين بصواريخ باليستية، وقال: «إذا استمرت إيران في تزويد الحوثيين بصواريخ باليستية قادرة على استهداف الأراضي السعودية وضرب كل من مصر والأردن وإسرائيل، سيكون لدينا ديناميكية صعبة للغاية وستكون المنطقة أقل استقراراً».