لوبي الفساد يهدد المستشفيات الحكومية في تعز

يمن الغد / تقرير _ خاص

تحاول السلطات المحلية في تعز، ومكتب الصحة تحويل مركز العناية الطبية والقسطرة بالمستشفى الجمهوري التعليمي، إلى مركز استثماري تجاري .
واعترض الكثير من الناشطين ،على ما قالوا أنها صفقات فساد وتدمير لعمل المستشفيات الحكومية في المحافظة، ووصفوا ذلك بالعمل الغير مسؤل، ووجهت فيها الاتهامات لمحافظ تعز على أنه وراء مثل هذا القرار.

صفقة فساد:
وأثارت توجهات محافظ تعز نبيل شمسان ومدير مكتب الصحة لمصادرة نصف مباني المستشفى الجمهوري العام ،لصالح إنشاء مركز القلب والأوعية الدموية التخصصي تحت استثمار تجاري، نوع من السخط لدى السكان في المحافظة على مثل هذه السياسة والتي تمثل وفق وجهة نظر كثيرين، على أنها صفقة من صفقات الفساد الخفية التي يمعن فيها المحافظ لتحقيق مصالح خاصة، وتعقيد واقع المرضى المصابين بالقلب لما ستكون عليه التكاليف المالية ،والتي سترتفع إلى خمس اضعاف .
ووصف محمود غانم شمسان ناشط حقوقي “ليمن الغد” أن مثل هذا القرار يظهر عقلية المسؤول الاول في تعز في تجاوزه اختصاصاته ،وتظهر حقيقة المحافظ الذي يعمل جاهداً على تدمير المستشفيات الحكومية ليتم افقادها دورها ،وتعميق مراكز الفساد حيث تمثل السلطة المحلية جزء منها ،وتذهب موارد تعز وايرادات المستشفيات لشخصيات ومليشيات ،هي من تتحكم بالوضع العام في المحافظة .
وقال محمود غانم” الخطر متعددة ويهدد المستشفى الجمهوري في تعز، من خلال السطو عليه وعلى وامكانياته ثم تدمير وجودها،وتحويله إلى ملكية خاصة حيث يبدو المخطط من البداية لاقتطاع جزء من المستشفى لصالح مركز تخصصي لإمراض القلب، ثم تتولى سياسات ومخطط السيطرة والتدمير لمستشفى الجمهوري، ليتم نهبه كما تم نهب العديد من المنشأت “
ويعتقد محمود أن السلطة المحلية في تعز أتجهت إلى خصخصة مركز القلب والاوعية الدموية، من أجل زيادة التكاليف وفرض أموال على المرضى، ولخلق حالة من التعقيدات أمام الناس في الحصول على خدمات المركز.

عراقيل:
في 18نوفمبر 2021 افتتح مركز القلب والأوعية الدموية وعدد من الأقسام الطبية والتخصصية في المستشفى الجمهوري من قبل محافظ تعز نبيل شمسان.
وزادت معاناة المرضى المصابين بالقلب في محافظة تعز، مع التردي الذي شهده المركز بعد افتتاحه حيث تعاطى الاطباء المختصين ،وفنيي الأجهزة مع المرضى بنوع من الإهمال والغياب المستمر ،دون الالتزام بأية ضوابط وهذا مافاقم ظروف المرضى .
ووضح سمير سعيد جابر “مهندس” أن المركز مستشفى الجمهوري في تعز، والمختص بمرضى القلب وبعد افتتاحه شهد نوع من محاولة تطفيش المرضى، وهذه سياسة مارستها السلطة المحلية ومكتب الصحة حيث كان مثل هذا الاسلوب ،مقدمة للسيطرة عليه وكان هذا المخطط قد بدأ بعد افتتاح المركز، حيث شعر بعض الفاسدين في السلطة المحلية بأهمية المركز لاستثماره لمصالح خاصة .
وقال سمير ليمن الغد” المخطط الذي يجري الإعداد له هو تحويل المستشفيات الحكومية، لتصبح تحت سيطرة مراكز متنفذة وأطراف تجارية ،ولذلك فإن المخطط ليس فقط تكوين المركز ،بل نهب المستشفيات ومع النهب المتواصل من قبل مكتب الصحة لكل الامكانيات والأدوية والمساعدات، فإن السيطرة على المستشفيات سيعزز عملية الفساد المنظم والكبير”.

أمام القضاء:
ورفعت دعوى قضائية في 10 أكتوبر من هذا الشهر لمنع خصخصة منشاة طبية عامة ،في مدينة تعز واسقاط محضر الاتفاق لمصادرة نصف مباني المستشفى الجمهوري العام لصالح مركز تخصصي .
وجاءت الدعوة التي رفعها الدكتور عبد الحليم الشميري رئيس اللجنة التنظيمية لساحة الحقوق والحريات، امام محكمة غرب تعز الابتدائية ضد كل من محافظ المحافظة نبيل عبده شمسان وراجح المالكي مدير عام مكتب الصحة، وكذلك القائم بإعمال مدير عام المستشفى الجمهوري فؤاد الحداد، والذي يتوقع مثولهم في 19 من أكتوبر أمام المحكمة بصفتهم مسئولين عن التفريط بالمنشاة الطبية .
وطالبت الدعوى أمام محكمة غرب تعز، بإلغاء الاتفاق الاداري واعادة الوضع الى ماكان عليه ،قبل الاستحواذ والمحافظة على ممتلكات الدولة، من مبان ومعدات وتجهيزات جرى الاستحواذ عليها .

Exit mobile version