يمن الغد/ تقرير _ خاص
تعمل مليشيا الحوثي في مسعى حثيث لتغيير هوية الشعب اليمني و تطويعه لما يخدم أجندة المشروع الخميني الفارسي في المنطقة.
جيل ملغوم:
يقول الناشط مبروك الحميدي في حديثه ليمن الغد، ان مليشيا الحوثي لم تكتفي بالدورات الطائفية التي تقيمها بمناطق سيطرتها وتجبر المواطنين على حضورها، بل عمدت إلى تعديلات في المناهج الدراسية.
وحذر الحميدي من انشاء جيل عقائدي مفخخ بالأفكار الطائفية في حال استمرت سيطرة المليشيا الانقلابية على صنعاء وعدد من المحافظات والمناطق التي تحتلها.
ومؤخراً وسعت قيادة الميليشيا الحوثية من مخططات دوراتها الطائفية المسماة بالثقافية والهادفة الى تسميم العقول بمعتقداتها، بتعميم هذه الدورات الاجبارية على المواطنين في مناطقها، بعد أن كانت محصورة على كافة منتسبي القطاعات الوظيفية الحكومية.
قنابل موقوتة:
أثارت التعديلات الطائفية والسياسية التي أجرتها مليشيا الحوثي وفقاً لأجنداتها، على مناهج التعليم الدراسي، غضب ومخاوف اليمنيين، وخلقت حالة من الخوف الشديد لدى معظم المواطنين حول مستقبل أبنائهم، ملوحين بإخراج أبنائهم من المدارس واللجوء إلى التعليم عن بعد وعبر وسائل الإنترنت.
وأكد نشطاء رفضهم لتسيس المناهج الدراسية، وقالوا ان تلامذة المدارس في مناطق سيطرة الحوثيين في خطر.
وعلقت الكاتبة الصحفية فاطمة الأغبري، محذرة من تداعيات تطعيم المناهج الدراسية بأفكار طائفية.
وقالت الأغبري في منشور لها على فيس بوك: تلغيم المناهج الدراسية معناتها تلغيم العقول، لذلك انقذوا أطفالكم قبل ان يتحولوا الى قنابل موقوتة.
حالة الرفض الشعبي تزايدت خلال الأوان الأخيرة بعد تعميم أصدرته مليشيا الحوثي إلى المدارس الحكومية والأهلية في مناطق سيطرتها، تطالبهم بإجراء امتحانات مركزية على طلاب المدارس للتأكد من تدريس مناهج التعليم التي أجرتها الجماعة تعديلات عليها وفقاً لأجنداتها السياسية والطائفية.
دورات إجبارية:
سكان في مناطق سيطرة الحوثيين افادوا أن الميليشيا عممت على عقال الحارات بضرورة إدخال أكبر عدد من سكان الأحياء في الدورات الطائفية التي تقيمها. وصدرت توجيهات لخطباء الجوامع بحث المواطنين على الالتحاق في الدورات التثقيفية الطائفية.
وبحسب البلاغات التي يتلقاها المواطنين فإن الدورات تتراوح من نصف شهر الى عشرة ايام وفي اماكن وبدرومات سرية، ومن يتخلف عنها يتعرض للمضايقة وحرمانهم من بعض الخدمات خاصة الغاز المنزلي.
وتأتي خطة الحوثيين في تعديل المنهج التعليمي، في ظل الرفض الشعبي المستمر لفكرها الدخيل على المجتمع اليمني والرافض لتقبل حكمها على مناطقهم، لذا لجأت الجماعة إلى فكرة تلغيم الأجيال النشء في محاولة غرس معتقداتها فيهم، في إطار تجريف الهوية الوطنية لليمنيين خصوصا للأطفال.
وتستهدف خطة الحوثيين بتغيير مناهج التعليم بالدرجة الأولى كتب “التربية الإسلامية والتاريخ” التي تقول المليشيا إنها “مليئة بالفكر التكفيري والوهابي لتمرير مشروع التعديل”.
امتحانات مركزية:
ورغم إجراء الحوثيين للتعديلات على بعض المناهج التعليمية، وشروعهم في إجراء امتحانات “مركزية” للتأكد من تعليمها لطلاب المدارس، إلا أن تلك المحاولات اصطدمت برفض شعبي واسع في مناطق سيطرتها، وسط دعوات من الأهالي بإخراج أبنائهم من المدارس والتفكير بتدريسهم في المنازل وعبر التعليم عن بعد، إلا حين سحب تلك الكتب المدرسية المعدلة من المدارس.
وفي هذا الشأن، قال الكاتب الصحفي علي الفقية إن “ما يحدث في مناطق الحوثيين من تدمير لجيل الوعي اليمني فظيع، داعياً أولياء الأمور الحريصين على مستقبل أبنائهم بـ”تحويل بيوتهم إلى مدارس لأطفالهم وحماية عقولهم من الأفكار الحوثية الطائفية”.