بين الحوبان وميون.. معارك الإخوان تتواصل ضد المواطنين واحتياجاتهم الإنسانية

كعادتهم في ابتكار معارك هامشية، خرج إخوان تعز ينددون بتوقيع محافظ عدن عقد بناء مدينة سكنية لأبناء جزيرة ميون، وطالبوا بموقف من المحافظ ومجلس القيادة الرئاسي ضد هذا التجاوز الذي وصفوه بالخطير.

هؤلاء أنفسهم الذين يعارضون بناء مدينة سكنية لأهالي الجزيرة الذين يعيشون في مساكن متهالكة هم من كان يتحدث العام الماضي والذي قبله عن أن جزيرة ميون تم طرد سكانها وتحويلها قاعدة عسكرية لدولة الإمارات.

مبررات هذه المواقف العنترية والغريبة أنه لا يجوز توقيع عقد إنجاز المدينة مع شيخ الجزيرة وأن محافظ عدن أحمد حامد لملس ليس ذا صفة تمنحه صلاحية التوقيع وكذلك شيخ الجزيرة ليس جهة رسمية وأن الجزيرة تتبع محافظة تعز وليس عدن.

ما يهم الناعقين بالرفض والمطالبين بثورة رئاسية ومحلية وضرورة إفشال المشروع لأنه لم يأت عبر مقر الإصلاح في شارع جمال بمحافظة تعز، وهذا هو مربط الفرس، أما الحديث عن التقسيم الإداري وتبعية الجزيرة لتعز فذلك مبرر لا يختلف عن حديثهم بأن الجنوب محتل من دولة الإمارات وهو ما ورد في كثير تناولات نشطاء الإخوان خلال الساعات الماضية.

وكان وزير الدولة محافظ عدن، أحمد لملس، وقع وشيخ جزيرة ميون الشيخ صالح الخرور على المرحلة الأولى من إنشاء وتعمير مدينة سكنية متكاملة أنموذجية تتألف من 140 وحدة سكنية مقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة دعماً لأبناء جزيرة ميون.

ويشمل المشروع كذلك تأهيل البنية التحتية وتشييد مدارس ووحدات صحية وغيرها من المرفقات الخدمية للمشروع والتي سوف يتم تنفيذها على مراحل مزمنة.

وقبل أيام فقط تم تدشين مشروع شق وسفلتة طريق الكدحة البيرين الذي سيتم فيه استكمال المسافة الفاصلة بين الكدحة والوازعية بكلفة 8 ملايين دولار وبدعم إماراتي أيضا لأبناء تعز.

لم يبارك إخوان تعز هذا الدعم الإنساني السخي من دولة الإمارات إلى جانب إنشاء مستشفى نموذجي لسكان تعز في المخا هو مستشفى 2 ديسمبر لكنهم خرجوا يبحثون عن تبعية جزيرة ميون الإدارية والتي كما يعلم الجميع الحقت بمحافظة تعز بعد عام 1990م وكانت تتبع محافظة عدن.

ليس المجال هنا لمناقشة تبعية الجزيرة جغرافيا وإداريا لأن حصول سكانها على مدينة سكنية شاملة مرافق عديدة يستحق أن يباركه الجميع بعيدا عن تدشين معركة جانبية ضد مشروع يستفيد منه الناس في جزيرة منسية من الخدمات والمشاريع الإنسانية.

يريد الإخوان أن يفرضوا وصاية على تعز كلها حتى جزيرة ميون التي يدعون تبعيتها لسلطاتهم العسكرية والأمنية بينما لا يهتمون بما سيحصل عليه سكان الجزيرة من مرافق تعليمية وصحية ومدينة سكنية حديثة وكأن توقيع محافظ تعز على المشروع سيؤكد سلطة الإخوان عليها.

يذهب الإخوان المسلمون وخصوصا فرعهم في تعز دوما نحو إشعال معارك هامشية وليست جزيرة ميون آخر هذه المعارك لأن جل اهتمامهم هو بالسيطرة على المحرر والاستحواذ عليه.

تغيب الحوبان عن خطاب ومعارك الإخوان ومعها مديريات كبيرة ترزح تحت سيطرة الحوثيين بينما تحضر مناطق الساحل وميون والحجرية التي حولوها مسرحا لمليشياتهم، وهو ذات الخطاب الحوثي الذي يتحدث عن مناطق تعز المحررة ومديريات الساحل الغربي.

سكان ميون يستحقون هذا المشروع سواءً تم التوقيع على وثائقه أم لا، لأن الهدف الأسمى هو حصول سكان ميون على منازل مناسبة لظروف حياتهم في الجزيرة، كما أن شكر دولة الإمارات على دعمها الإنساني لسكان الجزيرة ومن قبلهم دعما مشاريع لأبناء تعز يعد واجبا بدلا من اختلاق مبررات لمواصلة الحملة الإخوانية المسعورة ضد الإمارات.

Exit mobile version