أكدت مجلة أمريكية، بأن إيران تواصل تأجيج الصراع في اليمن بشكل صريح، منتقدة في ذات الوقت المجتمع الدولي الذي قالت إنه يتجاهل خطر تدفق الأسلحة الإيرانية إلى مليشيا الحوثي، ويركز الاستياء على السعودية.
وقالت مجلة “واشنطن ايكزامينر”، في تقرير حديث، إن “الحوثيين لا يملكون أي حافز للتوصل إلى اتفاق سلام دائم إذا كان بإمكانهم الاعتماد على استمرار الإمداد بالأسلحة والدعم من إيران”.
وعدت ضبط البحرية الأمريكية شحنة متفجرات ووقود صواريخ على متن سفينة إيرانية في طريقها إلى اليمن، “انتصاراً على تهريب الأسلحة الإيرانية وتأكيدا على أن إيران تواصل بكل معنى الكلمة تأجيج الصراع في اليمن والأزمة الإنسانية المرتبطة به هناك”.
وأشارت أيضاً إلى أنه “يؤكد على الحاجة إلى ضمان امتلاك الولايات المتحدة والقوات الشريكة في المنطقة القدرة اللازمة لمنع تهريب الأسلحة الإيرانية”.
ونوهت أن الدعم الإيراني للحوثيين ليس بجديد، حيث تسلح طهران الحوثيين منذ 2009 على الأقل وزادت مساعداتها في 2015 بعد أن أطاح الحوثيون بالحكومة اليمنية المعترف بها دوليا”.
وانتقدت المجلة الأمريكية، المجتمع الدولي وقالت إنه يركز الاستياء إلى حد كبير على المملكة العربية السعودية، وغالبًا ما يتجاهل الأسلحة الإيرانية التي تساعد في تأجيج الصراع والأزمة الإنسانية.
وقالت: “وبينما استخدم الحوثيون المدفعية والأسلحة الصغيرة وجندوا الأطفال، فإن تكتيكهم المفضل لضرب المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة كان باستخدام الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية”.
ومنذ بدء الحرب –يقول التقرير- ورد أن الحوثيين أطلقوا ما لا يقل عن 550 طائرة بدون طيار و350 صاروخًا باليستيًا على المملكة العربية السعودية وشنوا ما لا يقل عن 375 هجومًا عبر الحدود في عام 2021 وحده، وفي كانون الثاني (يناير) 2022 أطلق الحوثيون صاروخين باليستيين على قاعدة الظفرة الجوية التي تضم جنودًا أمريكيين، حيث كان من الممكن أن يمكن الوقود المعترض، يوم الثلاثاء، صواريخ باليستية من القدرة على تكرار مثل هذا الهجوم.
وقالت المجلة “تزود إيران الحوثيين بتهريب الأسلحة على المراكب الشراعية، رغم أنها تهرب أيضًا بعض الإمدادات عن طريق البر”، واعتبرت بأن هذا الاستعداد لاستخدام مجموعة متنوعة من الطرق يعكس نهج إيران في تسليح حزب الله في لبنان، حيث أرسلت طهران أسلحة إلى حزب الله عبر الجسر البري بين العراق وسوريا وتنقل بعضها عن طريق البحر.
وأضافت إن استخدام طهران للطرق البحرية للتهريب ساعد في إلهام إنشاء فرق عمل مشتركة متعددة في المنطقة، كما أجرت الولايات المتحدة وشركاؤها أيضًا العديد من التدريبات في المنطقة، بما في ذلك التدريب الذي يركز على القدرات التي تم إبرازها في هذا الاستيلاء.
وشددت المجلة الأمريكية على أن الحل الدائم للأزمة في اليمن والأزمة الإنسانية المرتبطة بها يعتمد بشكل كبير على وقف تدفق الأسلحة الإيرانية.
وقالت: “بينما تمثل أخبار هذا الأسبوع نصراً مرحبًا به، فإنه لا بد من عمل المزيد، إذ يجب أن تعمل واشنطن مع شركائها الإقليميين لزيادة تبادل المعلومات الاستخبارية المتعلقة بالتهريب الإيراني وبناء قدرات اعتراض متعددة الأطراف”.
وخلصت مجلة واشنطن ايكزامينر إلى القول: “بالنظر إلى تهديدات الأمن القومي المنبثقة عن اليمن والمعاناة الإنسانية هناك، فإن توفير الموارد لجهود المنع هذه سيكون مكسباً يستحق إنفاق الأموال عليه”.