تغلغل الإخوان في تعز والدور الأخطر للجنرال “الحاكم الفعلي يتأهب لحرب التمرد”
يمن الغد/ تقرير – خاص
كرَّس حزب الإصلاح الإخواني في محافظة تعز نفوذه خلال السنوات السابقة، واتخذ قراراته بعيداً عن وجود سلطة عليا أو عمل مؤسسي يخضع للقانون والدستور.
دولة عميقة:
وفرت سلطة الرئيس عبد ربه منصور هادي مع وجود الجنرال علي محسن الكثير لتمكين الإخوان وأصدرت العديد من القرارات في الواقع التوظيفي في المؤسسات العسكرية والأمنية والسياسية، لجعل الإخوان القوة الحاكمة الفعلية، وهذا وفر لحزب الإصلاح اختراق عميق للدولة ليصبح هو السلطة الاقوى والاكثر عمقا وفسادا.
في مدينة الحجرية يعمل حزب الاصلاح على اخضاع المدينة لإمجد خالد ،وهو أحد القيادات المواليه للحزب والذي تدور حوله العديد من الاتهامات بإلارهاب والتطرف ،وقيامه بالعديد من الاغتيالات لكن هذه المرة يبدو أن اعادة ترتيب الاوضاع لقائد لواء النقل سابقا ،أصبح خطة معدة بإحكام بعد أن انسحبت قوات أبو بكر الجبولي من مناطق ومواقع ،كانت تنتشر فيها قواته في الحجرية خاصة في مديرية الشمايتين .
توزيع القوة واعادة ترتيبها يكشف الدور الذي يقوم به حزب الاصلاح لتحديد مركز عملياته الجديدة ،سواء من خلال أمجد خالد أو من خلال عودة أبو بكر الجبولي لاعادة قواته من الحجرية وتعزيز وجوده في محافظة لحج ،وهذا يمثل اعادة انتشار لقوة حزب الاصلاح والتخطيط وفق شكل من رسم خريطة المواجهة مع المجلس الانتقالي وقوات طارق صالح، وهما أشد من يرى اليهم الاخوان على أنهما أعداء لمشروع وجوده وسيطرته على تعز ،وكذلك فشله في الهيمنة على الجنوب والساحل الغربي ،يحيث يعمل الاخوان على اتخاذ تدابير عسكرية في إنشاء الالوية العسكرية وتعين قيادات لها من صفوفهم ،بعيدا عن المؤسسة العسكرية التي ينظرون اليها بنظرة الريبة.
الدو الأخطر لحمود:
يفسر الناشط هارون غالب العامري ظروف مايجري في الحجرية وذلك بناء على المتغيرات الجديدة، مع تشكل المجلس الرئاسي وتعدد اللاعبين الجدد في واقع القرار والسلطة وذلك بعد أن ظل حزب الإصلاح ينظر لقوات الساحل وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي على أنها مليشيات مالم تؤمن بالسلطة التي مثلها أثناء وجود هادي .
وقال هارون لـ”يمن الغد”: التحركات التي يجريها الإخوان في الحجرية وتعز هي تحركات مليشياوية ،تحاول الإبقاء على خريطة وجودها حتى وإن اصطدمت بالمجلس الرئاسي وقراراته وهذا مايجعل حزب الإصلاح ينفرد بقرارات لا تأتي من داخل المؤسسة العسكرية والأمنية وكل التعينات تأتي من مراكز اخوانية تضع نفسها كقوة أكبر من واقع الدولة”.
وأضاف أن النشاط المليشياوي التابع لحزب الإصلاح من خلال وضع أمجد خالد كقائد في الحجرية لقوة عسكرية جديدة وانسحاب قوات أبو بكر الجبولي يعتبر مؤشراً على طبيعة المخطط الإخواني الذي ينفد أجندته بعيدا عن المجلس الرئاسي ووزارة الدفاع ،وهذا ما يكشف الدور الذي يقوم به الجنرال علي محسن وكذلك توفر إمكانيات اختراق يمارسها حزب الإصلاح من داخل وزارة الدفاع ،التي مازالت تقوم بدور يتساق مع خططه ومشروعه.
وتحدثت مصادر محلية لـ”يمن الغد” أن تحركات واسعة تقوم بها قيادات محسوبة على الإخوان في الحجرية ،وذلك كنوع من الاستعداد لاحتمالات يتوقعها حزب الإصلاح تستهدف وجوده في منطقة خاض فيها العديد من الصراعات الغير مشروعه لفرض وجوده وأن كل الألوية التي تخضع لقوات حزب الإصلاح تخضع لتوجيهات حمود سعيد المخلافي الذي أسس قوات الحشد الشعبي، التي قامت بالسيطرة على الحجرية وانتزاعها من سيطرة اللواء 35 مدرع .
يقول الخبير العسكري فارع عبد الله سلام لـ”يمن الغد”: أن قوات حزب الإصلاح تندرج في إطار كتلة الحشد الشعبي، التي تعمل كقوة مسلحة لديها ايدلوجية سياسية تحت قيادة حمود سعيد قائد المليشيات الحشد الشعبي وهي القوة الفعالة والتي تخضع لها جميع قيادات ووحدات حزب الإصلاح، كما أن حمود سعيد يعتبر تعز ملكا يخصه وأن التحركات الأخيرة بين أبو بكر الجبولي وأمجد خالد تحدث وفق ما يقوم به حمود سعيد من إجراءات وخيارات.
تمرد واستعداد للمواجهة:
يعتقد مراد منصور ناجي “أكاديمي” أن حزب الإصلاح لم يعد يعتمد على سلطة شرعية وهذا انتهى مع إبعاد عبد ربه منصور هادي وإقالة علي محسن الأحمر.
ويرى مراد أن علي محسن مازال له دور في المحافظة على مخططه العبثي في الحجرية وتعز ،بعد أن رسم عملية اجتياح الحجرية واغتيال عدنان الحمادي كما أن النشاط المليشياوي الذي يقوم به حمود سعيد المخلافي خلق من تعز إمارة اخوانية، فبعد أن كانت محدودة في تعز وبمساحة ضيقة أراد المخلافي توسيع وجوده وهو القائد العسكري الفعلي في تعز ،وهو من يعيين ويفرض توجهاته على كافة الوحدات والقيادات العسكرية والمحلية.
ويقول مراد لـ”يمن الغد”: أن حمود سعيد بدأ يشعر بعد أحداث شبوة والتغيرات التي ينوي بها المجلس الرئاسي، لإحداث تغير في تعز على اعتبار أن ذلك هو استهداف لمنطقة هي في الأصل ضمن مراكز نفوذه وبدأ المخلافي بالاستعداد بتحريك قيادات تتبع الحشد الشعبي وضمان مخططه لتبدأ بتوسيع نطاق انتشارها في استعداد للحرب، حيث يسعى حمود سعيد وحزب الإصلاح على عدم خسارة تعز التي أصبحت مركز القرار الإخواني السياسي والعسكري والاقتصادي .