اخبار الشرعيهاخبار المقاومةتقاريرشبوةمحلياتملفات خاصة

بسبب المحسوبية والفساد.. ارستقراطيون واثرياء يبتلعون غذاء النازحين والفقراء في شبوة..! الحلقة (1)

يمن الغد / تحقيق – زَبين عطية :

اجهشت بالبكاء وهي تروي لنا قصص من المعاناة التي تكابدها مع اطفالها الايتام ووالدتها المريضة في موطن نزوحهم بمدينة عتق عاصمة محافظة شبوة .
النازحة (نوال ) وجدناها تسكن في منزل شعبي عشوائي متهالك يغرق وسط اكوام القمامة على جانب مجرى السيول بوادي عتق ، قالت انها مع اطفالها ووالدتها المريضة نزحوا من الحديدة نتيجة اشتداد معارك الحرب في منطقتهم، حيث شاءت الاقدار ان تحط بهم الرحال في مدينة عتق.
ومضت تقول وهي تمسح دموعها التي تبلل من غزارتها لثامها “غطا وجهها”: نحن نعاني من الجوع والفقر والفاقة والمرض ولم نجد من يرحمنا او يقدم لنا اية مساعدات من اي منظمة سواء محلية او دولية ، على الرغم من اننا قد طرقنا ابواب الوحدة التنفيذية للنازحين وكل المنظمات ، ويسجلوا اسمائنا لكن عندما ياتي وقت توزيع المساعدات سواء النقدية او العينية نذهب الى هناك على امل استلام ما يساعدنا ويخفف من معاناتنا، لكن لم نحصل على شي لعدم اعتماد اسماؤنا في كشوفات الصرف في كل المرات ولاندري ماهو سبب حرماننا ..!
وفي احد الاحياء الفقيرة بعتق وجدنا مواطن يدعى ( عبدالله حزام ) والذي يظهر على ملامحه البؤس والشقاء والقهر قال بصوته الشاحب : يا اخي والله لا انا ولا احد من عائلتي يستلم اية مساعدات لا مالية ولا عينية مع اننا نتابع المعنيين لعدة مرات ولم نحصل منهم إلا على الوعود الكاذبة !
واضاف : ادركنا فيما بعد ان المساعدات المقدمة من المنظمات الانسانية يتم توزيعها بالمحسوبية وعلى اسس الولاء والانتماء ، والمؤلم انتا نشاهدها تصرف للتجار واقارب المسئولين والعاملين عليها، ومضى يقول بجاه الله عليك يا محافظ شبوة ان توقف هذا التلاعب والفساد بحقوق الفقراء والنازحين وانصاف المظلومين .
وبينما كنا نتجول في الحارة اقترب مني رجل ستيني يسكن بهذا الحي الفقير همس في اذني قائلاً : والله يا صحفي.. انقل للجهات المختصة ان المساعدات المخصصة للنازحين في شبوة لا لا تعطى النازحين الفعليين، وإنما تصرف لاناس يمتلكون محلات تجارية ومرتاحين وساكنين في عتق منذ ثلاثين سنة !
ماسلف ماهي إلا نماذج من شهادات حية تم تسجيلها بالصوت والصورة من الميدان على لسان حالات انسانية حقيقة من بين مئات الحالات المحرومة والتي تثبت وجود اختلالات و فساد وتلاعب داخل الجهات والمنظمات المعنية بالنازحين في شبوة ..!
ومع تزايد الشكاوي المتكررة من العبث القائم في ملف النازحين تحرينا الدقة لجمع المعلومات من مصادرها فقد تبين لنا ان هناك جهة استطاعت الإستحواذ على الملف الإنساني من خلال تفريخ عناصرها في ادارة وحدة النازحين وكذا التطوع للعمل مع المنظمات الداعمة والمعنية ، حتى احكمت قبضتها في كل شي وتمكنت من تجيير هذه المساعدات لحسابات سياسية بمعييى تنطلق من الولاء والانتماء بعيدا عن الهدف الانساني التي جاءات من اجله.

عندما طرقنا باب مكتب الشئون الإجتماعية والعمل ناقشنا باستفاضة معومديره العام أ. علي احمد عمير الذي كان اكثر صدقا وصراحة قائلا : نتفق معك حول ان هناك فساد وتلاعب في توزيع المعونات والمساعدات في محافظة شبوة ، طبعا عندما بحثنا و تتحققنا لمعرفة مكامن الخلل وجدناه في ادارة الوحدة التنفيذية لمخيمات لنازحين بالمحافظة .
هذه الإدارة تقوم برفع كشوفات تظم اشخاصا على اساس انهم نازحين وهم ليسوا نازحين اصلا بل مقيمين داخل عتق منذ عشرات السنين .

وقد اوقفنا التوزيع مرتين لأجل يتم المسح للكشوفات واستبعاد غير المستحقين، وبالفعل تم المسح على مضض وبتهاون تام من الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين وتم استبعاد أكثر من 80 حالة تبين ان اصحابها غير نازحين وهذا العدد فقط من بين 400 حالة تم اعتمادها من احدى المنظمات داخل مدينة عتق .
للاسف الوحدة التنفيذية للنازحين لا تفرق بين النازحين والمقيمين منذ سنوات من خارج المحافظة وفيهم أصحاب محلات تجارية وميسورين والدليل الاسماء التي استبعدوها، وليس لديهم معيار ثابت عن ماهية المجتمع المضيف والذين لابد يكونوا من الأسر التي يتواجد لديهم النازحين لكنهم سجلوا النازحين من داخل المدينة والمجتمع المضيف أغلبه من خارج المدينة.
تم الرفع بمذكرات للجهات المختصة وكل شي موثق بتلك التجاوزات وتم تشكيل لجنة من قبل الوكيل المحافظة علي الكندي بهذا الشأن.

والخلل يكمن في أن الوحدة التنفيذية للنازحين تستفرد برايها ولا تشارك الاسماء مع منظمات وجمعيات المجتمع المدني التي تعمل في مجال النازحين لأجل تفادي الازدواجية والعشوائية في اختيار الحالات المستحقة …يتبع

زر الذهاب إلى الأعلى