محلياتمقالات

المواطن فاسد !

مجاري الفساد طفحت نتانتها وتمادت قذاراتها ،و تناثرت حبات مسبحة فساد المفسدين وصعُب عليهم مواراة قبحهم كما اعتادوا دائمًا.

و يبقى السؤال المؤلم : كيف وصل كل هذا الفساد للحد الذي يُباع فيه المواطن ويُقتل ويموت جوعًا؛ لتعيش فئة معينة رغيدة العيش ؟

السبب عدونا الأزلي الخوف و الصمت و فساد المواطن بصمته عن حقه و الهاتف لصالح الفاسدين، الخارج لمؤازرة الناهبين، المؤيد لحُكام بائعة ناهبة، و لحكومات شرهة للسرقة.

فنحن كمواطنين ارتضينا أن تحكمنا فئة كاذبة، باغية بتدمير بلدها، بائعة للأرض والعرض.و لكن حين بتحول المواطن لمسؤول، ينقلب لغول فاسد لا يكترث لمدى تاثر هذا الشعب بفساده ، بل يظل كل همه تامين نفسه وحاشيته والبقاء متربعًا على عرش النهب واللصوصية.

حينما نقول أن التغيير يبدأ من أنفسنا، فإننا نعي ان هذه البلاد لن يتغير فيها شيء إلا لو تم تغيير جذري من ذات المواطن ليعرف قدر الوطن و ليُحاسب عند خطأه ويُعاقب عند فساده.
لابد ان يبدأ التغيير والمحاسبه والعقاب من المواطن نفسه لاعادة حساباته.

فالرئس الفاسد هو مواطن،والوزير السارق قبل ان يتربع على كرسي الوزارة هو ايضا مواطن والمسؤول المتعطش للرشوة هو أيضا مواطن، حتى ذاك المسؤول الأمني أو العسكري الواجب قيامه بواجبه لحفظ أمننا وكرامتنا فإنه مواطن عمل على تذليل الصعاب أمام كل سيء أساء لنا وغض الطرف عن اللصوص.

القاضي ايضا و رئيس النيابة و الجهات الضبطية، فانهم قبل فسادهم وقبولهم للرشاوي من اجل اضاعة حقوق الناس،وتغاضيهم على فساد المسؤولين فانهم قبل وظيفتهم مواطنين.

المواطن مسكين لكنه حتى يتقلد منصب في زمن الحرب يأخذها غنيمة و يتحول إلى سكين تذبح الجيوب. ينسى أن المسؤولية تكليف لا تشريف، فيعتبر الحرب غنيمة يسحق بفساده كل شي امامه ويُسخر كل شيء له
و المنح للاحفاد ويتجمل بملحقيات دبلوماسية للأقارب والمؤلفة قلوبهم ممن حوله دون مراعاة لأي وطنية او مواطن كادح يحلم بعيش كريم.

ينسون أنهم ينتمون لهذا الوطن وانهم من المواطنين فيُفسدون وتتضخم كروشهم ويحملون المشاريع الشخصية بعيدا عن مصلحة الوطن.

وبعدها تظهر حملات سوشيال ميديا يريد بها كل طرف تصفية حسابات مع الطرف الآخر ومن ثم تنتهي هذه الحملات ويتم تخدير المجتمع ليُعاد من جديد الاتفاقات والتحاصص والتقاسم للكعكه السياسيه والمناصب بأسماء مواطنين جُدد يُشرعن لهم الإفساد أكثر ممن أفسد قبلهم.
وهكذا هي دائرة الفساد تدور من حولنا.وسيظل المواطن فاااااااااسد.

زر الذهاب إلى الأعلى