إرهاب مليشيا الحوثي يستبيح دور العبادة

منذُ اللحظات الأولى لظهور مليشيا الحوثي الإرهابية في الساحة اليمنية اتخذت من تفخيخ وتفجير المساجد ودور القرآن الكريم العنوان الأبرز والنهج الذي من خلاله تحقق تمددها وإرهاب خصومها وعامة المجتمع رغم رفعها شعارات دينية، وتبنيها مشروعًا طائفيا يتخذ من العنف سبيلا لتحقيق أهدافها وادعائها زيفا الدفاع عن العقيدة والدين والمقدسات وحماية الفضيلة.

ومنذ اللحظة الأولى باتت المساجد وأئمتها هدفًا لمليشيا الحوثي الإرهابية وسارت في ذلك في خطين متوازيين أحدهما التفجير والتدمير والحرق والتشويه وتحديدا المساجد التي تمثل مراكز إشعاع تنويري والآخر اتخاذها وسيلة لتأصيل فكرها “الطائفي”، وتسويق مشروعها القائم على العنف، وتحويلها إلى وكر لبث ثقافة الكراهية والعداء للهوية اليمنية والعربية بشكل عام.

ثمانية أعوام مضت مارست مليشيا الحوثي مئات الجرائم بحق أئمة وخطباء ورواد المساجد الذين رفضوا الرضوخ لمشروعها وفكرها الإرهابي، وتعرض الآلاف منهم للاختطاف والإخفاء والتعذيب، وحولت عددا من المساجد إلى سجون ومراكز احتجاز.

آخر الجرائم

مسجد “الرون” في محافظة الحديدة الساحلية لعله آخر دور العبادة التي طالتها يد المليشيا الحوثية، بقصف جوي نفذته طائرة بدون طيار، مما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة 5 آخرين في الهجوم الذي وقع يوم الجمعة الماضية 2 ديسمبر الجاري.

وهو واحد من 3 آلاف و370 واقعة انتهاك طالت المساجد ودور العبادة في 14محافظة يمنية ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً طيلة 7 أعوام، وفقا لتقرير حديث صادر عن “الشبكة اليمنية للحقوق والحريات.

وبحسب التقرير الصادر مطلع الاسبوع فقد تركزت انتهاكات مليشيا الحوثي الإرهابية ضد دور العبادة في محافظات أمانة العاصمة، وصنعاء، وعمران، وحجة، وصعدة، والجوف، ومأرب، وذمار، وإب، والبيضاء، والضالع، وتعز، وريمة، والمحويت.

استهداف ممنهج

وأظهر التقرير أرقامًا مرعبة عن جرائم مليشيا الحوثي بحق المساجد ودور العبادة، حيث كشف التقرير عن تعرض أكثر من 162 مسجدًا لقصف ممنهج من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية.

التقرير أشار إلى أن مليشيا الحوثي مارست 760 انتهاكًا ضد المساجد ودور العبادة في اليمن تصدرها القصف المباشر لبيوت الله إلى جانب التفجير والتفخيخ والتي طالت 80 مسجدًا، فيما تعرض45 للإحراق و137 للاقتحام والنهب والعبث بالمحتويات.

وسجل التقرير تحويل مليشيات الحوثي لـ378 مسجداً إلى ثكنات عسكرية يتناولون فيها القات، والشيشة والشمة والرقص، و94 مسجدًا إلى مركز لغسل عقول الأطفال وتحريف عقولهم.

جرائم مستمرة

ووثق التقرير تحويل 54 مسجداً إلى غرفة عمليات لأعمال مليشيات الحوثي الحربية، و35 حالة إغلاق مساجد، و 1256 حالة فرض خطباء وأئمة، و 467 حالة إغلاق مدارس لتحفيظ القرآن.

التقرير أكد ارتكاب مليشيا الحوثي لـ109 حالات قتل لخطباء وأئمة المساجد ورجال الدين، ومصلين، منها 62 حالة قتل نتيجة الإطلاق المباشر، و17 حالة قتل نتيجة القصف العشوائي، و19 حالة قتل نتيجة استخدام القوة المفرطة والضرب، و11 حالة قتل نتيجة الطعن واستخدام السلاح الأبيض، و132 حالة إصابة جسدية.

جرائم متعددة

ووثق التقرير تعرض 376 شخصا من أئمة وخطباء المساجد والمصلين للاختطاف من قبل مليشيا الحوثي، ونحو 52 شخصا للتعذيب الجسدي والنفسي من الأئمة والخطباء وبعض العاملين في المساجد، منها 6 حالات تعذيب حتى الموت في معتقلات وسجون مليشيا الحوثي.

وسجل التقرير تصدر محافظة صنعاء، وأمانة العاصمة لقائمة الانتهاكات التي طالت المساجد ودور العبادة.

تمزيق المجتمع

ويشير التقرير بحسب محللين إلى ان الأرقام المرعبة التي أشارت لعدد الجرائم بحق المساجد وأئمتها إلى البعد العقائدي والفكري والثقافي لحروب مليشيا الحوثي الطائفية الإرهابية التي تمارس ضد اليمنيين والتي تهدف إلى سد منافذ التعايش وتمزيق النسيج الاجتماعي وتندرج ضمن هجمات الإبادة الجماعية وترقى إلى جريمة حرب.

أخبث الإرهابيين

عن ذلك الإرهاب الحوثي الممنهج بحق دور العبادة والمساجد، يقول الناشط إلياس صالح معلقا على التقرير والأرقام الواردة فيه والجرائم التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية: ليس هناك فرق بين ما تمارسه إسرائيل في فلسطين وما يفعله هؤلاء في اليمن، إسرائيل تهدم منازل العائلات الفلسطينية التي يقوم أبناؤها بمواجهة جنودها، كما تعمل جاهدة لطمس المعالم الإسلامية في القدس وغيرها، بينما تقوم مليشيا الحوثي بنفس الدور في اليمن، الفارق الوحيد يكمن في أن إسرائيل يهودية، وهؤلاء محسوبون على الإسلام.

وأضاف لم يكن أحد من اليمنيين يتوقع أن يأتي يوم تتحكم برقاب اليمنيين ومعتقداتهم وحرياتهم وممتلكاتهم مليشيا سلالية إرهابية موالية لإيران، وأن تصبح منازل المواطنين ودور عبادتهم معرضة للهدم والتفجير.

الحقوقي برهان سلطان قال: تفجير المساجد والمنازل هو المشروع الوحيد الذي تفوقت فيه مليشيا الحوثي الإرهابية على غيرها من المليشيات الإرهابية بشكل لافت، وتستحق تدوين اسمها في موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأبرز مليشيا حازت الصدارة في ذلك، فضلًا عن مشاريع القتل والاختطاف، وتدمير المدن التي تتقنها.

خارج الاسلام

الشيخ سالم الصلاحي تحدث قائلا: استهداف المساجد أحد استراتيجيات مليشيا الحوثي الإرهابية سواء للسيطرة عليها لنشر أفكارها المتطرفة أو لتحويلها إلى مراكز تابعة لها أو حرقها أو تفجيرها إذا استدعى الأمر لذلك.

وأضاف تدعي مليشيا الحوثي إنها قرآنية ودينية فكيف لرجل دين أو مدافعا عنه أن يهدم بيوت الله، أن يصعد فوق منبر خلق لإرشاد الناس على طريق المستقيم، فيستغله منبرا للدعوة لأفعاله المشينة وجرائمه الإرهابية والعنصرية.

(سبتمبر نت)

Exit mobile version