الحوثيون.. سقوط القناع بعد إفشالهم الهدنة
يمن الغد / تقرير _ عبد الرب الفتاحي
تعمل مليشيا الحوثي جاهدة منذ انقصاء الهدنة الأممية مطلع اكتوبر الماضي على إعادة عقارب الساعة نحو الحرب.
ترى مليشيات الحوثي أن التعاطي مع السلام مؤشر على هزيمتها وانحسار مشروعها فطموح المليشيا يتحدد وفق سلطة القوة والاخضاع وإلزام جميع الأطراف بأجندتها القائمة على تدمير مكتسبات الحل والحوار ويظل وجود الحوثيين هو العائق الوحيد أمام إنهاء الحرب.
شروط تعجيزية:
يختنق السلام مع تصلب مليشيات الحوثي ووضعها شروط تعجيزية أمام واقع الحل السياسي ،حيث وسعت المليشيات الحوثية من استهدافها للمؤسسات الإقتصادية والنفطية مع تحريكها بلعض جبهاتها العسكرية في محاولة منها لتخويف العالم من حرب جديدة ،ستكون مضاعفاتها كبيرة على اليمنيين والجوار .
هذا كله خلق واقع شائك مليئ بالتعقيدات ،حيث يحاول الحوثيون فرض مطالب واسعة مع تمسكهم بسياسات القوة والتهديد، مما خلق تعقيدات أمام واقع الحل السياسي وجمع الأطراف المتصارعة لحوار جاد ينهي سنوات من الحرب، والتي دمرت الإقتصادي اليمني وأدت إلى انهيار الدولة اليمنية والمؤسسات ،وتوسع النهب للموارد من قبل الأطراف المتصارعة وتوسع الانتهاكات التي تستهدف اليمنيين.
يستبعد مختار عبد مدهش ” سياسي يمني” أن تصل الأطراف اليمنية إلى حل، إذ صار الأمر لا يترتبط بالثقة بقدر ما وفرت الحرب فرصة في تحول السلطة إلى غنيمة وسعي السياسيين إلى فرض القيود ،مع انصهار كل الأطراف في إطار التحالفات الداخلية والإقليمية، التي وفرت فسادا هائلا وعبثا لايطاق في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية .
وقال مختار ليمن الغد” الحوثيون يرفضون الانخراط بالحل السياسي لأنهم يدركون إجماع اليمنيين ضد مشروعهم ولذلك فإن وعي الحوثيين كعصابة يتحدد وفق ما ستخلقه الحرب من أهداف وخطط، لمشروع بني بكل أدوات العنف والقتل وهذا المشروع المليشياوي ،لا يؤمن بشعب ولا يخضع لقانون ويعتقد أنه مقدس ومن الله.
وأضاف مختار أن التعنت الحوثي خلق إجماع دولي ضد ممارساتهم وسلوكهم، خاصة مع افشالهم الحل السياسي وهذا الموقف ستكون له نتائجه، في حال استمرت جماعة الحوثي في رفضها للحل السياسي وتمسكها بخيار الحرب، مما قد يؤدي إلى اتفاق دولي واقليمي على انهاء وجود الحوثي وفرض توجه عسكري ليس لاضعافهم فقط أو اجبارهم على العودة للحوار، بقدر مايدل صبر المجتمع الدولي قد تغير لكي يوفر مجالا لطي صفحة الحوثيين.
سقوط القناع:
ينظر وجدي منصور عبد الله “محامي” أن هروب الحوثيين ومحاولاتهم افشال جهود الامم المتحدة، هو من عمق الازمة بين اطراف خارجية واقليمية، كانت تحاول الوصول لمبدأ للحل السياسي ينهي حرب اليمن مع فرض ضمانات لكل القوى السياسي، ويتضمن على اعادة اعمار اليمن وتجنيب اليمن حساسية الاستقطابات الاقليمية، مما سيجعل سياسة اليمن المستقبلية تبعد على الرهان على الخارج ،في تأزيم أو تعقيد مشاكله الداخلية .
ويتصور وجدي أن تعنت الحوثيين ووضع الكثير من العوائق امام الحل السياسي، حيث يعمل الحوثيون على التأثير في محتوى الحل السياسي وتلغيمه وتفخيخه ،بحيث أن مطالب الحوثيين هي مطالب ناقصة من حيث طبيعة شموليتها وهي عبارة رغبات لصناعة هشاشة كبيرة في مضمون أي اتفاق أو حل .
وقال وجدي الحوثيون يدركون أنهم ليسوا الاقوى في واقع الحرب والحسم العسكري، لكنهم في حربهم الحالية يعتمدون على الصواريخ والمسيرات في تدمير بنية صناعية مهمة للسعودية والامارات، أما على الارض فإن الحوثيين غير قادرين على مواجهة خصومهم ،لكن المشكلة هي في أن الحوثيين يريدون اسقاط الحل السياسي والمفاوضات وتغير المعادلة الراهنة، بمطالب صبيانية ومليشياوية”
ويعتقد وجدي أن صبر المجتمع الدولي قد ينفذ مما قد يتوافق مع توجهات اللاعبين الكبار، في ضرورة إزاحة الحوثيين من المشاهد السياسي والعسكري ،وهذا قد تؤدي إلى اسقاط صنعاء وانهاء سلطة الحوثيين .