الإقتصاد والمالالرئيسيةتقاريرمحلياتملفات خاصة

الموسم الأسوأ لمزراعي الطماطم في لحج جنوب اليمن

يمن الغد / تقرير _ عبدالرب الفتاحي


شهدت أسعار الطماطم بشكل كبير خلال الشهر الحالي، مقارنة بإسعاره المتقلبة والمرتفعة في محافظتي لحج وأبين خلال هذا الموسم، وهو ما أدى لأضرار كبيرة لدى المزارعين الذين خرجوا متحملين لكل التكاليف والجهد دون أية فائدة، حيث زادت كميات الطماطم التي أغرقت السوق مما أدى إلى انخفاض سعره.

الاستثمار في الطماطم:


يتهرب رأس المال اليمني من الاستثمار في قطاع الطماطم، مع أن أية استثمار قد يساعد على اضافة انتاج جديد وواعد ، لأن حاجة مصانع الطماطم ستكون من ناحية قادرة على منع زيادة كمية الطماطم في السوق بشكل قد يؤدي إلى خسارة المزارعين في كل موسم، ومن ناحية أخرى فإن وجود مثل هذه المصانع سيعمل على المحافظة على عرض الطماطم في السوق وسيوفر توازنا بين العرض والطلب وهو ماسيحافظ على متوسط سعر الطماطم.
هروب المستثمريين اليمنيين مرتبط يإعتمادهم على انتاج السلع التي ليست ذات أهمية، حيث أن انتاج المواد الغذائية يكلف الدولة الكثير من العملات الصعبة والتي يقوم التجار أو مالكي الشركات، بتحويل ملايين الريالات لشراء المواد الخام لإنتاج سلعهم.


صناعة الصلصة من أهم الصناعات في أي بلد إلا في اليمن، فإن الفساد والعبث الذي يحدث في القطاع الخاص يمثل أهم الانتكاسات المرتبطة بعدم قدرة الدولة في إلزام القطاعات التجارية، والتي في الأصل هي من تتحكم بالدولة وهي من تخلق الفساد في الواقع الحكومي ،لذلك يضطر المزارعون في قطاع الطماطم لخسارة أطنان من هذه الفاكهة، كان يمكن أن تعلب وتصدر ويتم انتاجها للداخل والخارج.
هذه الموسم كان شديد القسوة على المزارعين، فأسعار الطماطم كانت متدنية والخسائر التي لحقت بهم، جعلتهم يندمون على زراعة الطماطم.
صلاح عبد الله الشعيب مزارع في لحج، قال ليمن الغد أن الموسم الحالي أدى لخسائر تسببت لهم بالكثير من المديونية، حيث لم يكونوا يتوقعون أن ينخفض سعر الطماطم ليصل إلى مستوى منعهم من الحصول على التكاليف، التي وفروها لزراعة الطماطم.

ضربة موجعة:


الزيادة الهائلة في زراعة الطماطم وفر كميات خارجة عن سيطرة التحكم بالسعر، وهذا ما جعل المزارعون يعيشون صدمة مابعد إنزال كميات كبيرة للسوق، حيث تحولت السلة الطماطم لتصل لما يقارب 3000 ريال، وصارت الطماطم تباع بشكل رخيص جدا.
يرى عثمان المراعي مزارع أنه وقع في خطأ عندما تصور أنه سيستطيع الحصول على فوائد قد تعوضه عن تكاليف زراعة الطماطم ،لكنه اصبح غارقا بالديوان بعد شهور من اهتمامه بالطماطم ،ثم عملية النقل لكنه في النهاية لم يجد حلمه يتحقق.
يقول عثمان ليمن الغد ” الطماطم في غير هذه الشهور يكون سعره مرتفع، لكن لكل منطقة ومحافظة موسم ولايمكن أن يغير المزارع شهر عن شهر خاصة عندما يكون ذلك مخصص لزراعة الطماطم في لحج وأبين، لكن المشكلة ربما هي عدم وجود تسويق وتوزيع كبير لهذه الفاكهة مما يؤدي لتكدسها.


وأضاف أن رخص وتدني سعر الطماطم في لحج، أصبح أمر يعانيه المزارع وهذا مرتبط بمكتب الزراعة في المحافظة الذي يمكن أن يقوم بخطة منتظمة لزراعة، وتقسيم وتوزيع زراعة الطماطم من منطقة لأخرى وهذا سيخلق مراحل للنضوج ،وعدم تكدس أطنان الطماطم في فترة محددة.
أما جابر أمين المسعفي خبير اقتصادي فيعتقد أن مشكلة تكدس الطماطم، هو ناتج عن غياب الاستثمار في هذا القطاع ،حيث يعمل رجال الأعمال والمستثمريين اليمنيين على تدمير بنية اليمن الصناعية والزراعية، ربما وفق مخطط خارجي وليس نابع عن مخطط داخلي.
وقال جابر ليمن الغد ” يمكن أن تعمل مصانع الطماطم لو افتتحت لإزالة مثل هذه المشاكل ،الناتجة عن عملية تصريف الطماطم الزائدة التي تعمل عند عرضها إلى خفض السعر، وكذلك سيؤدي إلى زيادة المساحات المزروعة وسيخلق صناعات متطورة، وذات جودة في جانب الطماطم”
وأضاف أن وجود مصانع لإنتاج الصلصة ،أو مسحوق الطماطم سيعمل على تشكيل انتاج متواصل للطماطم وبكثافة كبيرة ،لأن ذلك سيكون قائم على سياسة زراعية وصناعية مخطط لها، وسيوفر للدولة وللمزارعين الملايين من الريالات .

زر الذهاب إلى الأعلى