يمن الغد / تقرير _ محمد العاقل
في ظل الوضع الراهن الذي تمر به اليمن ومدينه تعز على وجه الخصوص تزايدت المخاوف مؤخرا من انتشار بيع وترويج المواد المخدرة في المدينة وضواحيها ووقوع الكثير من الشباب في فخ الإدمان الذي حشرهم في متاهات كثير لا نهاية لها.
وتشير معلومات الجهات الأمنية إلى أن تجارة المخدرات في وسط المدينه أصبحت مقلقه للغاية وهناك الكثير من الشباب وقعوا ضحايا لهذه المواد التي يتم تداولها وإن بشكل ضئيل لكنها كارثية في ظل غياب الوعي المجتمعي عن مخاطر تعاطي هذه المواد ..
يتحدث الشاب خالد العمري عن أخيه الذي كان ضحية لهذه المواد الخطيرة وبنبرة حزن قال خالد : كان أخي ممن يتعاطون أحد أنواع الأنواع الخطيرة للمخدرات بسبب تدهور حالته النفسية بعد إصابته إصابه خطيره في قدمه أدت إلى بترها.
وأضاف: هناك شخص مقرب من أخي ساهم بشكل كبير في حصوله على هذه المواد المخدره وكان يوفر له جرعات حبوب متنوعه وبسبب تعاطيه جرعة زائدة ذات يوم وجدناه مرمي في غرفته دون حراك وكان يخرج من فمه مثل رغوة الصابون وبعد نقله إلى المستشفى تبين لنا أنه تعاطى جرعة زائدة من المخدر أدت إلى وفاته ..
وتفشت ظاهرة تعاطي المخدرات في أوساط الشباب منذ اندلاع الحرب في تعز والذي سهل عليهم الحصول على هذه المواد المخدره وأصبحت تباع في الأسواق وعلى أرصفة الشوارع مثل مادة الحوت والحشيش وتسبب بذلك غياب التوعية المجتمعية بمخاطر إدمان تعاطي هذه المواد.
مخاطر ملاحقة تجار المخدرات:
يقول الشاب الناشط اسماعيل الدبعي بأنه تعرض للاعتداء من قبل إحدى عصابات تتجار بالمخدرات وذلك بسبب نشاطه ضد تجارة المخدرات وتوعيه أبناء حارته بمخاطر تعاطيها.
وفي وقت سابق تعرض رئيس قسم مكافحه المخدرات بإدارة البحث الجنائي بتعز لمحاولة إغتيال من قبل عصابة تقوم بالترويج لهذه المواد أدت إلى إصابته وإصابة أحد مرافقيه.
جرائم جنائية:
يؤدي إدمان تعاطي هذه المواد المخدرة إلى حالة من عدم الإدراك والتمييز مما قد يجعله يرتكب جريمة وهو في حاله لايستطيع إدراك مالذي يفعله.
ويؤكد مسؤولون أمنيون أن الحادثة المرعبة التي اهتزت بسببها تعز حين اقدم أحد الشباب في حي مستشفى الثورة قبل نحو عام على قتل والدته كان بسبب رفضها اعطائه النقود لشراء مادة مخدرة كان مدمنًا عليها.
ويشير المسؤولون إلى أن كثير من الجرائم الجنائية التي حدثت في تعز خلال الفترة الماضية اتضح أن مرتكبوها مدمنون ويرتكبون الجرائم لأسباب متعلقة بالإدمان وأخرى متعلقة بمحاولة حصولهم على المال لشراء المخدرات بالقوة وباستخدام السلاح.
دور الأجهزة الأمنية:
في تصريح لنائب رئيس قسم مكافحه المخدرات /عمار الشرعبي / تحدث عن أهم المعلومات المتعلقه بمكافحه المخدرات في تعز وملاحقة مروجيها حيث اكد انه يتم التحري والمتابعة سوى عبرالتحريات الخاصه بمكافحة المخدرات اوالمصادرالخاصه بناويتم النزول الميداني باستخدام التخفي للتأكد من مدى صحة المعلومة وفي حالة التأكد من صحه المعلوم يتم إتخاذالاجراءات التاليه
-وقال نحن نتحرى أيضا عن تحركات الاشخاص المشبوهين والأماكن التي يتواجدون فيها سواء في شارع العام يتم مباشره الضبط أثناء قيامهم بالترويج والبيع .. أو عمل لهم كمائن بارسال شخص من قبلنا بنقود يتم ترقيمهاواثناقيامه بالبيع للمصدرنقوم مباشره بضبطه أثناء البيع
وأكد أنه إذا كان الشخص يقوم بالترويج داخل منزل فيتم العرض على النيابه و الأمن والبحث والسجون لأستخراج أمرتفتيش وضبط للمذكوربنائاعلي إجراءات يتم اتخاذها من قبلنا
وأوضح أن إجمالي القضايا التي تم ضبطها والمتعلقة بالترويج والتعاطي لهذه المواد المخدرة خلال العام الحالي 2022 بلغت 25 قضية فيها 27 متهما فيما بلغت المضبوطات نحو 648.5 حشيش و4556 حبوب مؤثرات عقلية و755 حبوب كبتاجون
وأضاف : هناك الكثير من المعوقات الذي تواجه رجال مكافحة المخدرات منها الإمكانيات كما نفتقر الى الجانب المالي والذي يعتبر اهم جانب حيث نقوم بتموين المصادر بالميدان والتحريات ومادةالبترول ووسائل المواصلات التي تفتقر إليها ادارة المخدرات بتعز
مشيرا إلى أن إدارة البحث الجنائي حاولت تأسيس قسم مكافحة المخدرات من الصفر بسبب تدهور العمل المؤسسي في تعز جراء الحرب والعدوان الحوثي على المدينة وهناك الكثير من الجهود تبذل في هذا الجانب
وبخصوص الدور المجتمعي لمواجهة مخاطر المخدرات قال المسؤول الأمني هناك قصور في هذا الجانب ونحن نسعى جاهدين لإشراك المجتمع في مكافحة هذه الآفة فبتعاون المجتمع نستطيع القضاء على كل العصابات المشتركة في ترويج هذه المواد الخطرة
ولفت إلى ضرورة تكامل دور السلطات الرسميه والمجتمع في مواجهة المخدرات والتوعية بمخاطرها وخاصة مكتب الأوقاف والإرشاد عبرخطباءالمساجد ومكتب التربيه والتعليم في المدارس والجامعات وكذا المؤسسات الإعلامية
ويبدو أن كارثة الترويج للمخدرات التي تزايدت جراء الحرب الدائرة في البلاد والتي تسببت بها مليشيات الحوثي لن تتوقف كونها مرتبطة بشبكات تهريب معقدة تستدعي جهود كبيرة من قبل السلطات المعنية والتنسيق المستمر بين كل الأطراف كون مخاطرها سوف تطال الجميع دون إستثناء.