مخاوف من انتفاضة قبلية تجبر الحوثيين على الاعتراف بقتل مواطن
أجبرت قبيلة يمنية جماعة الحوثي على الاعتراف بجريمة بشعة بحق أحد أبنائها بمحافظة صعدة شمالي اليمن، في ظل مخاف حوثية من انتفاضة قبلية ضدها.
وهذه هي المرة الأولى التي تقر فيها الجماعة بمثل هذه الواقعة بالنظر إلى الاتهامات العديدة التي وجهت إليها من قبل ناشطين ومنظمات حقوقية وإنسانية خلال السنوات الماضية، بشأن تصفية عدد من الأسرى والمناوئين لسياساتها داخل السجون التي تديرها.
وترى أوساط سياسية يمنية أن الاعتراف الحوثي كان مدفوعا بخوف الجماعة من التورط في مواجهة مع قبيلة الضحية، وهو ما ينذر بتمرد جيوب قبلية أخرى لديها ثأر مع الجماعة المدعومة إيرانيا في قضايا مماثلة، خاصة بعد مطالب صريحة لقبائل مديرية سحار بتسليم القتلة، بمن فيهم قائد المنطقة الأمنية وهو قيادي حوثي كبير.
وتلازم الحوثيون مخاوف من الاختراقات الأمنية عبر المكون القبلي في محافظة صعدة، مما يدفعهم إلى تبني مواقف أمنية متشددة حتى ضد الأفراد مثلما حدث مع الشاب اليمني إبراهيم هشول الثماني، الذي فارق الحياة أواخر الشهر الماضي داخل سجن إدارة أمن الطلح بمديرية سحار التابعة لمحافظة صعدة، جراء عمليات تعذيب وحشي، بعد يومين على اختطافه على أيدي مسلحين حوثيين من مكان عمله كبائع خضر في السوق المركزي بمدينة الطلح.
وبررت وزارة الداخلية في حكومة الحوثيين بصنعاء الحادثة بأنها تصرف فردي من قبل بعض أفراد الأمن التابعين لها في شرطة محافظة صعدة، في وقت بات الجميع يدرك أن الانتهاكات الحوثية منهجية وتلقن كمعارف عملية لكل عناصر الجماعة المكلفة بالمهام الأمنية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الجماعة العميد عبدالخالق العجري إن ما تعرض له المعتقل إبراهيم الثماني من ضرب وتعذيب حتى الموت، “تصرف شخصي” من عدة أفراد تابعين للأمن.
وأضاف العجري أن أربعة من الجنود المتورطين بالحادثة تمت إحالتهم إلى النيابة العامة لاستكمال الإجراءات، قبل إحالتهم إلى القضاء لمحاكمتهم.
ولم يشر المتحدث الحوثي إلى أسباب ودوافع اعتقال الشاب الثماني، وما إذا كان مرتبطا بخلفيات سياسية، خاصة وأن الحادثة جاءت بعد أيام قليلة على إصدار القضاء الحوثي حكما بإعدام 16 شخصا من أبناء صعدة، ومعاقبة آخرين بالسجن لمدد متفاوتة بمزاعم التعاون مع دول التحالف.
ووصف وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني إقرار ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران بجريمة تعذيب الشاب إبراهيم هشول الثماني، بالعمل البربري الذي يضاف إلى سجلها الحافل بالجرائم والانتهاكات.
وأكد في سلسلة تغريدات أن هذه الجريمة النكراء تعيد التذكير بأوضاع عشرات الآلاف من المختطفين والمخفيين قسرا في معتقلات ميليشيا الحوثي الإرهابية، من سياسيين وإعلاميين وصحافيين ومواطنين عاديين، وما يتعرضون له من صنوف التعذيب النفسي والجسدي، ومقتل المئات منهم داخل تلك المعتقلات وإصابة آخرين بإعاقات دائمة.
وطالب وزير الإعلام المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات وهيئات حقوق الإنسان، بإدانة هذه الجريمة النكراء، وكل الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها ميليشيا الحوثي، وملاحقة ومحاسبة المسؤولين عنها، والضغط على قيادات الميليشيا لإطلاق كافة المختطفين في معتقلاتها غير القانونية فورا دون قيد أو شرط.
ولاقت حادثة تعذيب بائع الخضر حتى الموت التي تم تداولها على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، حملة تضامن واستهجان كبيرة، خاصة بعد تداول فيديو لجثة الشاب الذي أكدت وسائل إعلام محلية نقلا عن مصادر أنه عاد إلى عائلته “جثة متفحمة” نتيجة التعذيب الوحشي، بعد نحو 72 ساعة من اختطافه.
وتعتقل جماعة الحوثي المئات من الناشطين والسياسيين والأكاديميين والطلاب في سجونها بصنعاء والمحافظات الأخرى التي تسيطر عليها، بعد أن اختطفتهم من منازلهم وأماكن أعمالهم، ويتعرضون لعمليات تعذيب وحشية، وتوفي عدد منهم تحت التعذيب.