ضوابط العبايات النسائية في اجتماع رفيع بصنعاء
يسابق الحوثيون الزمن في “دعشنة الحياة” في صنعاء من خلال فرض قيود مشددة على النساء في عملهن وملابسهن وتنقلاتهن داخل المدن اليمنية.
وكشفت مليشيات الحوثي الإرهابية عن وجهها القبيح، بعد فرضها قيود جديدة على الملابس النسائية لا سيما العباءات السوداء والتي يصفها الانقلابيون بغير المحتشمة والخادشة للحياء وتنتهك “الهوية الإيمانية”، على حد زعمهم.
قمع للمخالفين
وقالت مصادر محلية وأمنية يمنية لـ”العين الإخبارية” إن مليشيات الحوثي أبلغت مالكي محلات الخياطة وبيع العباءات النسائية في صنعاء بقيود جديدة يشمل توحيد شكل العباءة ويحظر وضع الرسوم والنقوش والألوان عليها.
وبحسب المصادر، فإن مليشيات الحوثي جمعت بقوة السلاح مالكي محلات بيع وخياطة العباءات بحضور كبار قياداتها الأمنية والثقافية المتطرفة وعقدت اجتماعاً موسعاً في المركز الثقافي في صنعاء من أجل إقرار ضوابط تفصيل وبيع العباءات.
وأشارت المصادر إلى أن مليشيات الحوثي أبلغت تجار العباءات ضرورة الالتزام بالضوابط والقيود المقررة وهددت باتخاذ إجراءات قمعية للمخالفين، حيث حظرت ما وصفتها بـ”العباءة المفتوحة والضيقة والشفافة” بذريعة أنها “تخدش الحياء وغير محتشمة”.
وتنظر مليشيات الحوثي للعباءات النسائية على أنها وجه آخر “من الحرب الناعمة” التي تستهدفها في موقف يذكّر بقيود تنظيم داعش التي استهدفت النساء.
ويتهم اليمنيون القيادات الدينية الحوثية المتطرفة المعروفة بـ”الثقافيين” بالوقوف خلف صياغة هذه القيود باعتبارها الذراع الطولى لزعيم المليشيات لـ”الحفاظ على الهوية الإيمانية”، حسب ادعائها.
إجراءات مشددة
وبدأت مليشيات الحوثي منذ عام 2019 في ملاحقة عباءات النساء، حيث داهمت آنذاك عدداً من محلات بيع الملابس النسائية ومعامل الخياطة النسائية في صنعاء، وأزالت وأحرقت أحزمة ترتديها شابات فوق فساتينهن.
وفي عام 2020، أصدرت مليشيات الحوثي تعميماً يحظر 4 أنواع من العباءات فضلاً عن حظر استخدام العطور والبخور في أوساط الطالبات بجامعة العلوم والتكنولوجيا بصنعاء، وأقرت حزمة إجراءات مشددة ضد المرأة بدعوى الحشمة ومحاربة الاختلاط.
وفي عام 2021، أقدمت مليشيات الحوثي في صنعاء على مصادرة مئات الصور لنساء على علب ومغلفات ملابس داخلية وأحرقتها في مناطق من صنعاء، بحجّة أنّها “غير محتشمة”، حسبما أفاد سكان محليون حينها.
وكان عام 2022 حافلاً بهذا النوع من القرارات التي استهدفت تطويق حياة النساء، حيث أصدرت مليشيات الحوثي عديد الفرمانات منها فرض “المحرم” لدى تنقل النساء بين المحافظات اليمنية ولدى ارتيادهن المطاعم.
واعتبرت الحكومة الشرعية الحملات الحوثية على محلات بيع الملابس في صنعاء وبقية مناطق سيطرتها ومصادرة الملابس النسائية أنها “تكشف الوجه الحقيقي والقبيح للمليشيات التي لا تختلف في نهجها عن التنظيمات الإرهابية الأخرى”.