قرى حبيل سويداء مازالت منسية ومغيبة طوال عقود من الزمان وتفتقد هذه القرى، التي تقع في مديرية المسيمير لمشاريع المياة ولم تحظى ببناء وحدة صحية ، تساعد السكان لمواجهة مخاطر الأمراض والأوبئة المنتشرة فيها ، فقرب هذه القرى من وادي تبن وورازن أدى إلى انتشار أمراض الملاريا والبلهارسيا بشكل كبير ومخيف .
يمن الغد / تقرير – وسيم السقاف
يجد السكان في قرى حبيل سويداء القريبة من خط أسفلت المسيمير،الكثير من المتاعب المزمنة التي تشكلت مع انعدام المشاريع، وتجاهل السلطات المحلية في لحج والمسيمير لواقع هذه القرى.
بينما يتحمل السكان تعقيدات حياتهم البدائية ومشقة اعتادوها طوال أربعة عقود مضت، مع خلوا هذه القرى من أي دعم أو انشاء المرافق الخدمية ،ورغم اتساع قرى حبيل سويداء وماحولها،إلا أنها أصبحت تعيش حالة من العزل ونوع من سياسة تجريد هذه المناطق من واقعها واحتياجاتها، حتى المنظمات لا توفر لسكان هذه المناطق أي مساعدة أو تأهيل .
تحولت هذه القرى لتكون أشبه بمنطقة نائية أو قرى بدائية فالمساكن قديمة وصغيرة ،وطريقة البناء بسيطة ووضع السكان يبرز حجم الظروف المتراكمة عليهم، سواء الحرمان التي يعيشه السكان أو اتساع الفقر وعدم توفر الاعمال، حيث يعتمد المواطنين في الكثير من أنشطتهم على الزراعة واستخراج الفحم، للبقاء وتوفير احتياجاتهم وغذائهم.
اهمال السلطات المحلية :
عدم بناء مشروع للمياة جعل توفير المياة في هذه القرى صعبا ولا توجد مياة نظيفة وأمنة ، بينما لم تساهم السلطات المحلية في مديرية المسمير في حفر الأبار لهذه القرى طوال السنوات الماضية .
فقدان هذه القرى لمشاريع المياة جعل حياة السكان صعبة، فيما نقل المياة وشربها يتسبب بالكثير من الأمراض، إذ أن المياة التي يقوم السكان بإستخدامها تكون في العادة مياة يتم جمعها من الوادي وهي مياة مكشوفة وملوثة.
يوضح عبد الله محمد الحوشبي وضع المواطنين في حبيل سويداء الذين مازالوا يعانون من اساليب الحياة القديمة والمتعبة، حيث يعتمدون في نقل الماء من خلال الاطفال والنساء، ليكونوا طوال النهار مستمرين في تجميع المياة دون توقف ،وبمجرد أن تفرغ المياة المنقولة على الحمير، حتى تتجه النساء والأطفال لتحمل ظروف قطع مسافات كبيرة لتوفير هذه المياة بعناء ومشقة ولساعات طويلة.
يقول عبد الله “تضطر النساء والأطفال إلى قطع مسافات صعبة من حيث ارتفاع القرية عن السائلة ،وهذا أكثر ما يتعب السكان ويؤدي إلى مضاعفة المشاكل وانعدام الراحة واجهاد ظروف المواطنين ،وكذلك زيادة اصابة الكثير من النساء بالإمراض والكسور وانزلاق العمود الفقري، وأدى سقوط بعض النساء في الطريق المرتفعة بين سائلة تبن و حبيل سويدأ إلى خسارة معظم النساء حملهن وتعرضهن للعديد من الأضرار .
وأضاف عبد الله محمد أن العديد من النساء والاطفال تعرضوا أيضاً لكسور اثناء نقل المياة على رؤوس النساء وانزلقهن ،فيما وصل عدد الاطفال الذين سقطوا من الحمير منذ 2017 إلى 12 طفل وكانت كسور البعض منهم خطيرة .
ويتحدث أيضا عن مشقة يومية وروتنية في حبيل سويداء ،حيث أصبح كل ما تفكر به النساء والأطفال الحصول على الراحة، فهم عند القيام من النوم مبكراً يقومون بتحهيز الحمير ووضع الدباب البلاستيكية والنزول إلى الوادي ،لجمع الماء ولا يتوقف ذلك طوال فترات النهار حيث تظل حركتهم مستمرة ،لتوفير المياة التي تستخدمها النساء لانجاز اعمالهن المنزلية .
تحتاج الكثير من الأسر لكميات كبيرة من المياة تتعدى 200 لتر قي اليوم، ويستهلك هذا النشاط جهد كبير من طاقة الاطفال والنساء لجمع هذه الكمية من المياة ،من خلال نقل المياة من وادي تبن وورزان، وذلك من خلال الاعتماد على مياة تكون في الغالب غير صحية، حيث يتم تجميع الماء في دبات بلاستكية من السائلة ومن المناطق المفتوحة والملوثة ،وفي الكثير من القرى التي يمر بها وادي تبن تكون المجاري مختلطة مع الماء ،وهذا يعد سبباً رئيسياً في عدم صلاحية مياة تبن ورزان المكشوفة لاستخدامها بشرياً.
يختلف استهلاك الماء بين أسرة وأخرى في قرى حبيل سويدأ فالأسر التي يكون عددها كثيف تكون احتياجاتها إلى الماء كبيرة ،حيث يمثل احتياج المواطنين للماء ضرورة يومية لكن مع انعدام بناء مشروع للمياة لهذه القرى، فإن هذه التعقيدات وضعت السكان أمام واقع مؤلم، ولم يجد سكان حبيل سويدأ أي نشاط انساني لانقاذهم ،حتى ومنطقتهم قريبة من خط المسيمير، لكن معاناة هذه القرى مازالت خاضعة للاهمال المتعمد من قبل المجلس المحلي في المديرية.
عبد الله محمد ينظر إلى مايمثله وجود مشروع المياة لو أنجز في هذه القرى فهو سيكون على درجة كبيرة من الأهمية، لإن هذا المشروع لو أنجز سينقذ السكان الذي حرمت منطقتهم من أي مشاريع حرمت منها من قبل السلطة المحلية في المحافظة والمديرية، حيث كان هناك تجاهل في بناء المشاريع وتطوير الخدمات متعددة الوظائف.
وحسب رأيه فإن أهمية مشروع الماء لقرى حبيل سويدأ، حيث سيكون مساعداً في توفير حياة سهلة للمواطنين من دون مشقة أو تعب، وسينقذ صحة الناس من انعكاسات المياة الملوثة، التي تتسبب بإمراض البهارسيا والاسهال ،فخلال الشهور أصيب اطفال بالإسهال والحميات بشكل كبير.
امراض وغياب المشاريع الصحية:
ارتبط سكان قرى حبيل سويداء بوضع خاص تشكل لفترات طويلة ،مع تجاهل السلطات المحلية في المسيمير بالإضافة إلى غياب أي دور منها في انشاء مشاريع في هذه المنطقة ،التي تبعد عن منطقة عقان مايقارب من 3 كيلو متر وتبعد عن المديرية 8 كيلو .
السكان في هذه المناطق متكيفون مع القواعد الصعبة التي ظلت موجودة و لم تتغير ،فيما الحياة القروية التي تسيطر على قيم وقواعد السكان خلقت صعوبات لسكان حبيل سويداء .
حتى مع قرب هذه المنطقة من مديرية المسيمير والخط الأسفلتي وقربها أيضا من عقان فإن تجاهل السلطات في محافظة لحج، ضاعف من تمادي السلطات المحلية في مديرية المسيمير في ترك قرى حبيل سويدأ معزولة ولم تحصل على أي مشروع ،بينما السكان لم يحصلوا على أي دعم من المنظمات المحلية والدولية وذلك لمساعدة الفقراء وتشجيع التعليم الفتيات ،ومكافحة الامراض وتأهيل النساء وتطوير مهارتهن في هذه القرى .
ايهاب ابراهيم الفتاحي من سكان حبيل سويداء يصف ماتعانيه قرى حبيل سويداء على أنه دليل حقيقي، على ارتبط المجلس المحلي في المديرية بإنشطة محددة وغير مجدية، ولا تقوم وفق خطط وأولويات ولذلك أصبح توزيع المشاريع ،وتطوير العديد من المناطق مرتبط بنفوذ بعض الشخصيات وانحصر الدور وفق ظروف شخصية ومعطيات سياسية، بينما العديد من المناطق في المسيمير معزولة وتعيش في واقع ردئ ومتدني .
يكشف ايهاب الفتاحي وفاة 8 اطفال بديدان البلهارسيا حيث أدى شرب السكان لمياة تبن المكشوفة إلى ارتفاع حالات الاصابة بالبلهارسيا إلى 35 حالة ،منها ثمان حالات توفت فيما هناك العديد من المصابين بالدوالي مازال تأثيرها مستمر حتى الآن .
وقال ايهاب ” قرى حبيل سويداء بحاجة إلى مشاريع مياة ومشاريع صحية ،لإن وجود عدد كبير من السكان في منطقة تعتبر ريفية، رغم قربها من الخط وتوفر المواصلات يجعلها في الواقع متطورة لكن لم يحدث ، ولو كانت هناك سلطات حقيقية لتوفرت لهذه المناطق مشاريع ولحدث تأهيل للشباب وفتخ فرص عمل ، وكان يمكن أن تنال هذه القرى قدراً من الاهتمام ليشعر سكانها بتغير ظروف حياتهم،طوال أربعين سنة مضت حيث مازالت الحياة كما هي ولم تتغير هذه القرى ،حيث أن السلطة المحلية توزع المشاريع في مناطق اخرى وتترك هذه المنطقة وما جاورها “
وأضاف أن وجود وحدة صحية كان سينقذ الكثير من السكان سواء في الاسعافات الأولية، ومساعدة النساء الحوامل والمرضعات،وسوف توفر مثل الوحدة الصحية خدمات تساهم في انقاذ السكان من خلال ما ستقوم به من نشاط متعدد، ولذلك فإن وجود مشاريع للمياة ومراكز صحية في قرى حبيل سويداء وما جاورها من قرى هو ضرورة وواجب مهم لتعويض السكان عن عقود من الاهمال والانكار .
ويرى ايهاب أن طلاب حبيل سويداء يقطعون 3 كيلو للوصول إلى مدرسة عقان، وهذا يؤثر على الطلبة ولايوفر فرصة في استمرار الكثير من الطلاب في التعليم، ويحرم صغار السن والإناث من الالتحاق في المدرسة، ويؤدي إلى تركهم المبكر للتعليم .
ويطالب ايهاب ببناء مدرسة في حبيل سويداء تساهم في تطوير حبيل سويداء وماجاورها ،حيث ستعمل هذه المدرسة على مساعدة الناس في ضم ابنائهم فيها .
ويرى ايهاب أنه من الضروري أن تتحرك المنظمات لهذه القرى لتطويرها وبناء الكثير من المشاريع فيها ،وعدم اهمالها وتركها بينما تتحرك هذه المنظمات في مناطق قريبة منها .